اسرع حكم في تاريخ الفضاء المصري ،هذا الذي صدر بالإعدام شنقاً علي الملأ لقاتل نيرة أشرف فتاة المنصورة التي فاضت روحها علي يد هذا الشاب الذي امتلأ قلبه حقداً و رغبة بالإنتقام من فتاة لا ذنب لها سوي أنهالم تبادله مشاعر الحب و القبول ،
و بعد أن قتلها و نحرها عامداً متعمداً مترصداً ، كانت قد انتشرت بعض الدعوات علي السوشيال ميديا من خلال محامي المتهم بجمع بعض الملايين علي سبيل التبرع لتقديم الفدية لأهل الضحية و إنقاذ القاتل !
تلك التي كانت تحمل شحنة مكثفة من الإستفزاز ليس فقط لمشاعر أهل الفتاة و لكن لمشاعرنا جميعاً
فأصحاب الدم عندما لم يقبلوا الدية تصبح باطلة، و لا يجوز شرعاً و لا قانوناً أن يكون هناك بديلاً آخر عن القصاص الذي جاء واضحاً جلياً بكتاب المولي عز و جل .
و لكن :
جاء حكم القضاء المصري أسرع من ضيق الصدور و طول الإنتظار ليثلج صدورنا و صدور كل من شعر بالألم تجاه هذا الحادث المروع الذي بكل أسف بات يتكرر من مكان لآخر بشكل أو بآخر و استلزم بحق الحزم و شدة الردع لعله درساً لمن يتعظ و عبرة لمن يعتبر ،
و ما كان قتل نيرة سوي استكمالاً لهذه الموجة المتصاعدة التي تعجز الألسنة عن وصفها و تدمي القلوب و تدمع الأعين لمجرد التفكير بها و يُصاب العقل بالشلل التام إن حاول البحث عن مبرر لإرتكابها من قتل الآباء لأبنائهم و الأدهي من ذلك قتل الأمهات أيضاً لفلذات أكبادهن ، انتهاءً بقتل الشباب لمن لا تبادل أحدهم الحب!!!
هل ندرك و نتيقن من مسببات الكارثة التي ما زالت مستمرة علي أشُدها لنقف علي الحلول القاطعة ؟
و إن قتلناها بحثاً لن نجد حلولاً ناجزة سوي تطوير منظومة التعليم كما نحلم و نتمني ،
و الخطاب الديني الذي وُعدنا سنوات بتجديده، لكن لم يتبدل به شيئاً سوي ملابس الدعاة اللهم إلا قليلا ،
و الفنون و الثقافة و الإعلام الذين هم بأشد الحاجة إلي التغيير و التطهير و العودة بالقيم و المبادئ و الإنتماء و الوطنية و التكافل و القدوة الحسنة التي يتشكل بناءً عليها وجدان أجيال بعينها مثلما كان بالماضي الغير بعيد قبل هبوط المنحني للقاع علي أملٍ قريب بصعوده من جديد إلي القمة كما هو المعتاد علي مر التاريخ .
اللهم أصلح أحوالنا و طهر نفوسنا و احفظ مصرنا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة