حذر مركز السيطرة على الأمراض (CDC) من 23 حالة من حالات التهاب الدماغ لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 أشهر ناجمة عن فيروس شائع يؤدي إلى أمراض شبيهة بالزكام في معظم الحالات ولكنه أكثر خطورة عند الرضع، تم تشخيص جميع الرضع على مدى شهر حتى منتصف مايو من هذا العام.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، أصيب كل منهم بالتهاب في المخ وبطانة الدماغ بسبب العدوى، يتعافى معظمهم ولكن قد يُصاب طفل واحد بنوبات صرع مدى الحياة، بينما قد يعاني الطفل الثاني من ضعف دائم في السمع.
وقالت الصحيفة، ان باريكو فيروس Parechovirus هو عدوى شائعة، وعادة لا تسبب أي أعراض، لكنها قد تكون خطيرة بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر مسببة الحمى والنوبات والتهاب الدماغ، كما يمكن أن تكون قاتلة في حالات نادرة، حيث تعد عدوى الفيروس شائعة عند الأطفال وعادة ما تمر دون أي أعراض، ولكن من بين أولئك الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر يمكن أن يسبب المرض الحمى والنوبات والتهابات الدماغ، وفي حالات نادرة يكون مميتًا، يتم نقله عادة عن طريق الاتصال بالأشقاء أو الوالدين.
وقالت الدكتورة ليلي تاو، عالمة الأحياء الدقيقة في جامعة فاندربيلت التي قادت الدراسة، إن الارتفاع قد يكون بسبب التباعد الاجتماعي لمنع انتشار كورونا أيضًا مما يؤدي إلى إضعاف المناعة ضد هذا الفيروس، مما أدى إلى زيادة عدد الحالات الآن.
تم الكشف عن الزيادة الطفيفة في الحالات في التقرير الأسبوعي للمراضه والوفيات الصادر عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (MMWR) ، وهو منشور الأمراض الرائد في الولايات المتحدة.
عانى جميع المصابين من التهاب في الدماغ وبطانة الدماغ بسبب العدوى، التي يطلق عليها طبيا التهاب السحايا الفيروسي الدماغي البشري، كما أصيب العديد منهم بالحمى والاضطراب وسوء الأكل، وقد تم نقل جميعهم باستثناء واحد إلى مستشفى مونرو كاريل جونيور للأطفال في ناشفيل، وقد تم نقل 4 من الأطفال إلى العناية المركزة لتلقي العلاج.
وأضافت، تعافى معظم الأطفال من المرض، لكن قد يُصاب أحدهم بنوبات صرع دائمة بينما يمكن أن يعاني الثاني من ضعف دائم في السمع.
تم تشخيص الحالات بين 12 أبريل و24 مايو من هذا العام، ولم يتضح كيف أصيبوا لكن الباحثين لاحظوا أن 16 منهم يعيشون مع أشقاء أو تعرضوا لأطفال آخرين، كما أصيب أحدهم بالعدوى أثناء وجوده في أجنحة وحدة حديثي الولادة.
وردا على سؤال حول كيفية إصابة الأطفال بالعدوى، قال الدكتور تاو إن العديد من المرضى جاؤوا من منازل ظهرت فيها أعراض فيروس تنفسي على عضو آخر - وهي علامة منبهة لفيروس باريكو parechovirus
وقالت: "إنه يشير إلى أنه قد يكون أحد أفراد الأسرة مصابًا بالعدوى وربما نقلها إلى الأطفال الصغار جدًا، كما لم يتضح نوع العلاج الذي تلقاه الأطفال.
عادة ما ترتفع حالات الإصابة بفيروس باريكو parechovirus كل عامين تقريبًا خلال أشهر الربيع والصيف تماشياً مع ظروف ارتفاع درجة حرارة الجو، لكن هذا عادة لا يتم اكتشافه إلى حد كبير لأن الفيروس نادرًا ما يسبب التهابات شديدة لدى الأشخاص، ومع ذلك، خلال عام 2020 - عندما كانت الزيادة التالية متوقعة - لم يتم اكتشاف أي شيء لأن قيود كورونا أبقت الكثيرين في المنزل وبعيدًا عن الآخرين.
وأوضحت تاو، إن التحقيق بدأ بعد أن لاحظ المسعفون أن عدد الأطفال المصابين بفيروس باريكو parechovirus أكثر من المعتاد.
وردا على سؤال حول ما إذا كان يمكن أن يكون الدافع وراء ذلك انخفاض في المناعة بسبب القيود التي تمنع انتشار الفيروس، قالت: لا يمكننا الجزم، لكن هناك فرصة أن يرتبط هذا بالتباعد الاجتماعي، ولكنها لم تستطع أن تقول ما إذا كانت مدفوعة بعوامل مماثلة لسلسلة حالات التهاب الكبد لدى الأطفال.
يقول علماء بريطانيون إنه قد يكون ناجما عن الإغلاق الذي أضعف مناعة الأطفال، لكن مسؤولي الصحة في أمريكا يقولون إنه لم يكن هناك ارتفاع في حالات التهاب الكبد عن المعدل الطبيعي، أظهرت البيانات أنه تم اكتشاف 19 حالة إصابة بفيروس باريكو parechovirus خلال 5 أشهر في ولاية تينيسي في عام 2018، من 2019 إلى 2021، تم الإبلاغ عن 7حالات.