باتت الوساطة المصرية الناجحة في إقرار تهدئة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني حديث الساعة في كل الصحف ووسائل الإعلام الإقليمية والدولية على حد سواء، لإبراز ما قامت به مصر وقياداتها في إخماد التوتر الذي جرى مؤخرا بقطاع غزة ونتج عنه قصف قوات الاحتلال الإسرائيل مناطق متفرقة بالقطاع، مما أسقط العديد من الضحايا والمصابين ودمر الكثير من البنية التحتية والإنشاءات الفلسطينية.
"وساطة القاهرة" تمت بجهود كبيرة من الدولة المصرية، ومن خلال اتصالات مكثفة جرت على مدار الساعة، وبتوجيهات مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، لوقف إطلاق النار وأيضا لوقف نزيف الدماء والأرواح في قطاع غزة الحزين، ولعل ما طرحته مصر على حركة الجهاد الإسلامي من ناحية، والجانب الإسرائيلي من ناحية أخرى، للالتزام بالوساطة ووقف إطلاق النار - وقبله الطرفين - يؤكد الدور الريادي للدولة المصرية في المنطقة، وعقيدتها على نشر السلام وفرض الاستقرار والبعد عن النزاعات والأزمات في منطقة ملتهبة لا تتحمل أي صراعات من هنا أو هناك.
إن حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي المتكرر عن دعم القضية الفلسطينية، ليس كلمات سياسية عابرة، بل يعكس ثقل مصر إقليميا وعالميا لمواصلة دعمها المتكرر للأشقاء من الشعب الفلسطيني، حتى تتحقق طموحاتهم المشروعة والعادلة في قيام دولتهم المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ولعل ما يؤكد أهمية الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية وحثها على فرض الاستقرار ونزع فتيل الصراعات ونشر السلام، هو الإشادات المتكررة للرئيس الأمريكي جو بايدن، والذي وجه الشكر في عديد من المرات للرئيس عبد الفتاح السيسي، لدوره المركزي في دبلوماسية وقف إطلاق النار بقطاع غزة، ومجهوداته الكبيرة للتوصل إلى إقرار هدنة بين الطرفين والسعي على استمرارها لأطول فترة ممكن.
إن الدور المصري الحاسم للتوصل إلى إقرار تهدئة بين العدوان الإسرائيلي والجانب الفلسطيني بعد أيام من الصراع، تكمن أهميته في خروج قطاع غزة بأقل الخسائر الممكنة في حماية الأرواح والمنشآت من ناحية، ومن ناحية أخرى، إظهار قوة الدولة المصرية الحقيقية أمام العالم أجمع في التعامل مع أشد الأزمات التي يعجز الكثير حتى من الاقتراب منها، وهو ما لاقى ترحيب المجتمع الدولي والعربي كونه يعيد الهدوء والحياة لقطاع غزة.
لا يختلف أحد على نجاح الدبلوماسية المصرية القوية والتي من شأنها تدير علاقات مصر الخارجية سواء كانت إقليمية أو دولية بثوابت راسخة ومستقرة، وتقوم في الأساس على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الأخرى للدول، بجانب الجنوح إلى السلام وإعلاء قيم وقواعد القانون الدولي، والحفاظ على المصالح الوطنية وتحقيق التوازن والتنوع في العلاقات الخارجية مع الجميع، ولكن سعيها الدائم إلى تعزيز السلام والاستقرار في المحيط العربي والإقليمي والدولي، يحمل أبعادا متعددة ونواته الرئيسية حماية الشعوب من مخاطر الإرهاب والأفكار المتطرفة وتجفيف منابع الشر والهلاك.
الدعم المصري للقضية الفلسطينية ومواقف مصر المشرفة أكبر دليل وخير رد على المشككين في العلاقة الأخوية بين مصر وشقيقتها الصغرى فلسطين، ولا نبالغ عندما نقول إن مواقف مصر تجاه القضية المحورية للعرب، مصدر فخر وعزة للجميع، وتأكيد على شموخ مصر وريادتها، ولا ننسى دعم مصر الأخير في تقديمها مبلغ 500 مليون دولار لإعمار غزة، وذلك بعد وساطة مصرية أخرى ناجحة لوقف إطلاق النار من العدوان الإسرائيلي على القطاع المتهالك لتحسين بنيته الأساسية وإعادة الحياة الكريمة للفلسطينيين، وانعكس ذلك جليا عند دخول المعدات المصرية إلى غزة عبر معبر رفح، في تهليل وترحيب الأشقاء الفلسطينيين بالمصريين على أرضهم، وذلك جنبا إلى جنب مع دخول المساعدات المصرية لهم، فتحيا مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة