سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 12 سبتمبر 1969.. إسقاط طائرة إسرائيلية فى قرية «تاج العز» بالدقهلية وأسر قائدها.. والعملية تفضح أكاذيب دعاية تل أبيب

الإثنين، 12 سبتمبر 2022 10:00 ص
 سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 12 سبتمبر 1969.. إسقاط طائرة إسرائيلية فى قرية «تاج العز» بالدقهلية وأسر قائدها.. والعملية تفضح أكاذيب دعاية تل أبيب معارك جوية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت الساعة العاشرة، صباح 11 سبتمبر 1969، حين بدأت موجة الهجوم الأولى للقوات الجوية المصرية، ضد مواقع العدو الإسرائيلى بالمنطقة الشمالية عند رمانة جنوب العريش، حسبما تذكر «الأهرام»، 12 سبتمبر 1969، نقلا عن بيان المتحدث العسكرى المصرى، الذى أضاف، أنه فى الساعة الوحدة والنصف ظهرا انطلقت موجة الهجوم الثانية، تستهدف مواقع فى رأس مسلة، وفى الساعة الثانية كانت الموجة الثالثة، واستهدفت مراكز قيادات العدو ومحطات لاسلكية، ودفاعاته المضادة للطائرات ومناطق إدارية فى القطاع الشمالى، ويذكر البيان العسكرى أن عدد الطائرات المصرية فى هذه الموجات، 102 قاذفة ومقاتلة «سوخى 7» و«ميج 17»، و«ميج 21»، وأسفرت عن خسائر طائرتين لمصر، و6 طائرات لإسرائيل.
 
كشفت هذه المعارك فضيحة لكذب الدعاية الإسرائيلية، وأدارت مصر هذه المسألة باقتدار، وكان الشاهد عليها سقوط طائرة «ميراج» فى قرية «تاج العز» مركز «السنبلاوين» بمحافظة الدقهلية، وأسر قائدها الكابتن «زيورا جاكوب روم»، وقدم المتحدث العسكرى المصرى تفاصيل ما حدث فى بيان نشرته الأهرام 12 سبتمبر 1969، مؤكدا فيه أن مصر لديها الآن دليل قاطع على أكاذيب الدعاية الإسرائيلية تقدمه للرأى العام العالمى كله، فضلا عن الرأى العام العربى، وهذا الدليل يتمثل فى:
 
1 - فى الساعة الخامسة بعد الظهر 11 سبتمبر، دارت معركة جوية فى سماء منطقة السويس.
 
2 - فقدت إسرائيل فى هذه المعركة طائرتين ميراج كان ضربهما بواسطة مقاتلاتنا مؤكدا، ومع ذلك فإن البيان المصرى لم يشر عن عمد إلى هذه الواقعة، واكتفى قاصدا بأن يقول أنه فى الساعة الخامسة من بعد الظهر وعلى أثر الخسائر الكبيرة فى الأفراد والمعدات للعدو وبعد أن أسقط له 4 طائرات فى معارك جوية مع طائرتنا حاول العدو الهجوم على مواقع قواتنا شمال قناة السويس، وتصدت له طائراتنا المقاتلة، ودارت معركة جوية، اتجه على أثرها العدو اتجاه الشرق، وعادت جميع طائراتنا إلى قواعدها كاملة.
 
3 - كان القصد من ذلك هو انتظار موقف إسرائيل وما ستقوله عن هذه المعركة، وكان ما حدث هو المنتظر على عادة إسرائيل، وهو أنها لم تذكر شيئا على الإطلاق عن هذه المعركة، ولم تعلن عن أى من طائراتها على ظن أن طائرتيها سقطتا فى البحر وبالتالى فإن كل شىء سوف تبتلعه الأمواج.
 
4 - أن ما يجب أن تعرفه إسرائيل، وما يجب أن يقال الآن فى الساعة التاسعة مساء، وهو الوقت الذى أدلى فيه المتحدث العسكرى بتصريحه أى بعد 4 ساعات من المعركة هو أن جسم إحدى الطائرات الإسرائيلية من طراز «ميراج»، والتى أسقطتها الطائرات المصرية حطاما على الأرض فى قرية «تاج العز» بالقرب من المنصورة، والطيار المقاتل الذى كان فى الطائرة وهو الكابتن «زيورا جاكوب روم» أسير الآن، ويعالج بمستشفى عسكرى لإصابته بكسر مضاعف بقدمه اليمنى وذراعه اليسرى، وتقدم القيادة العامة للقوات المسلحة لمصر هذه الواقعة بتفاصيلها دليلا قاطعا على مدى ما تحويه البيانات العسكرية الإسرائيلية من الأكاذيب الصارخة.
 
لم تكتف مصر بذلك، وإنما فى 12 سبتمبر، مثل هذا اليوم، 1969، نظمت زيارة لمراسلى الصحافة العالمية إلى قرية «تاج العز» ليشاهدوا حطام «الميراج»، ونشرت «الأهرام» يوم 13 سبتمبر تحقيقا بالصور، ذكرت فيه أن الطائرة احترقت ولم يبق سوى مؤخرتها وعليها علم إسرائيل، وأما البقايا فكانت قطعا صغيرة افترشت حقلا يملكه المزارع صلاح السيد إبراهيم، الذى قال إنه كان يعمل فى حقله استعدادا لجمع القطن عندما سمع صوت انفجارات فى السماء، وشاهد طائرات كانت لا تزال على مسافة بعيدة من مكانه، ثم رأى الدخان الكثيف من إحداها، ورأى فى نفس اللحظة نقطة برتقالية صغيرة اتضح أنها المظلة التى نزل بها الطيار، وظلت الطائرة تهوى حتى سقطت وسط القطن.
 
تذكر «الأهرام» أنه على مسافة 3 كيلومترات من موقع سقوط الميراج، سقط طيارها، وكانعوض موسى، أحد أبناء «تاج العز» أول الذين وصلوا إلى مكان الطيار، يقول عوض: «رأينا الطيار منذ اللحظة الأولى التى قفز فيها بمظلة خارج الطائرة، لم يبدُ لنا أكثر من نقطة حمراء فى الجو، وعندما هبطت المظلة قريبا من الأرض كان واضحا لنا أن الطيار إسرائيلى، عرفنا ذلك من سلوكه وهو فى الطريق إلى الأرض، كان يتخلص من أشياء فى ملابسه، مزق أوراقا، وعندما هبطت المظلة كان قد سقط على مسافة 50 مترا من القرية، وملقى على الأرض يستند على ساقه اليسرى، وفى لحظات تجمعت القرية كلها حول المكان، لم يكن يريد الحديث، رفض أن يقول اسمه، وكل ما نطق به بالإنجليزية: «أريد أن أشرب».
 
يضيف عوض: «قلنا للأهالى أن الطيار مصرى حتى لا يحاول أحد الاعتداء عليه، لكن القرية عرفت أنه إسرائيلى، ربطنا جراحه بفوطة بيضاء نظيفة وأعطيناه الماء، وانتظرنا حتى وصلت الشرطة».     









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة