نحتفل هذا الشهر بمرور 200 عام على فك رموز حجر رشيد، ذلك المجهود الكبير الذى قام به العالم الفرنسي جان فرنسوا شامبليون، والذى خلد اسمه في التاريخ، لكن الاعتراف بالفضل لشامبليون في أنه منح الحضارة المصرية القديمة فرصة كبيرة لا يجعلنا نقبل أي إهانة، وهناك إهانة تستحق التدخل، ففي جامعة السوربون الشهيرة يقف تمثال شامبليون حيث يضع فيه قدمه على رأس فرعون مصرى.
أرجوكم، لا يقول لى أحد بأن هذا الموضوع "شبع" كلام، أبدًا لم "يشبع" فلا يزال جان فرنسوا شامبليون يضع قدمه على رأس فرعونى فى جامعة السوربون أشهر جامعة فى العالم، ولا تزال فرنسا تصنع نماذج من التمثال.
الموضوع كبير، ويحتاج حملة تقودها المؤسسات المصرية وعلى رأسها وزارات الخارجية والسياحة والآثار والثقافة، فالأمر لا علاقة له بالحريات ولا علاقة له بما حدث من فك لرموز حجر رشيد وكشف تاريخ أشهر حضارة عرفها الإنسان.
لقد تحاور شامبليون مع الآثر المصرى القديم، وقدم خدمات حقيقية للحضارة الإنسانية، ولا أعرف مين أين أتت الرؤية الاستعلائية التى ظهرت فى التمثال، والتى لا تحمل سوى الإهانة للحضارة المصرية.
لقد استفاد شامبليون وصار "علما" بعدما نجح فى فك رموز حجر رشيد، وصار أشهر اسم فى عالم المصريات،ـ واستفادت فرنسا عندما وضعت اسمها فى تاريخ الكشف عن هذه الحضارة العظيمة، وبالطبع استفادت الحضارة المصرية عندما تحولت إلى شغف للجميع وصارت مقصدا لكل محبى الآثار والباحثين عن التاريخ القديم، لكن هذا التمثال لا نقبل به أبدا.
عزيزى القارئ، دعك ممن يقول بأننا نبالغ فى رؤيتنا للتمثال وفى تأويل معناه، دعك من هذا الكلام، واذهب وتأمل التمثال، انظر إلى الصورة والمعنى، فلن تجد سوء حذاء فرنسى على وجه فرعون مصري.
أقول لو قامت المؤسسات بحملة حقيقية منظمة سوف نأتى بنتيجة طيبة، سوف ننجح فى إزالة التمثال، وليس في ذلك تدخل في حريات الآخرين، وليس فيه إفساد لعلاقات بين مصر وفرنسا، لكن فيه فهم حقيقى للعلاقة التي حدثت، فلا يليق أبدا أن تصبح حضارة مصر تحت أحذية أحد، حتى لو كان تمثالا من الرخام.
تمثال شامبليون والفرعون
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة