عالم السوشيال ميديا ملىء بالكثير من العجائب، خاصة مع معرفة البعض أن هناك بعض المنصات تدر ربحاً مالياً نتيجة عدد المتابعين أو ما يطلقون عليه "الفلورز"، يعتمد عليهم بشكل كلي كلاً من البلوجرز وانفلونسر وصناع المحتوى، الذين في الغالب لا يقدمون محتوى فعلي مفيدا، ولكنهم ينشرون يومياتهم بطريقة تليفزيون الواقع، الأمر الذي تطور في الأونة الأخيرة، وظهر بعض الأكونتات والصفحات الشخصية لـ "بيبي" مازال جنيناً في رحم أمه ولكن والديه أرادوا تأمين مستقبله بعدد لا بأس به من المتابعين حتى ينشأ وهو مؤمن لمستقبله وما سيفعله عندما يكبر.
عدد متابعين قد يتعدى الآلاف لأكونت جنين لم ير الشمس ولم يطلق عليه اسم، البعض في حيرة عما سيقدمه هذا الطفل أو بمعنى أصح أبويه من خلال صفحته التي أنشآها للتو، والتي تحتوي فقط على بعض الصور لـ "السونار" ولقطات من حفل تحديد جنس المولود، كل هذا لم يلفت الانتباه غير المتابعين الذين يزدادوا يوماً بعد يوم رغبة منهم في معرفة يوميات هذا الانفلونسر منذ مهده، ولا يعلمون أن الهدف قد يكون ربحي بنسبة كبيرة بدليل وضع لينكات الأب والأم لجذب عدد أكبر من المتابعين، ويقل أحتمالية أنه مجرد توثيقاً للحظاته السعيدة.
نقف عند هذه الحالة من العبث على صفحات السوشيال ميديا ونرجع بالزمن قليلاً، حيث الخوف على الطفل من ظهوره وهو رضيع، حتى الأجانب الذين لا يظهرون أولادهم إلا بعد فترة زمنية، وقد يمنعونه تماماً عن مواقع التواصل حتى يصل لمرحلة الأدراك، لكن ما نراه هو أجبار جنين لازال في علم الغيب أو وضعه أمام الأمر الواقع وجعل حياته بتفاصيلها على العام، دون وضع اعتبار لكونه سيصبح شخص له كيان ورغبة هو حراً يمارس حياته فيما بعد بالشكل الذي يرغب فيه، أم أنهما يحاولان أن يرسمون له الطريق الصحيح من وجه نظرهما ويؤمنوه بعدد كبير من المتابعين، فيكبر ويجد نفسه أنفلونسر دون محتوى وبمجهود بابا وماما؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة