يواجه الرئيس الأمريكى جو بايدن مأزق جديد مع بداية النصف الثانى من ولايته سيكون لها تداعيات سياسية وستكون محل تركيز من قبل الجمهوريين حيث تم العثور على مجموعة من الوثائق السرية فى مكتب خاص بالرئيس جو بايدن فى مركز أبحاث بواشنطن كان يمارس فيه بعض من مهامه كنائب للرئيس السابق باراك أوباما.
وكشفت مصادر لشبكة سى أن إن الأمريكية أن من بين العناصر التى عثر عليها فى مكتب بايدن 10 وثائق سرية تتضمن مذكرات المخابرات الأمريكية ومواد إحاطة غطت موضوعات من بينها أوكرانيا وإيران والمملكة المتحدة.
وقال المصدر فى إنفاذ القانون أن المدعى العام ميريك جارلاند تلقى تقريرًا أوليًا عن التحقيق فى وثائق بايدن السرية، ويواجه الآن القرار بشأن كيفية المضى قدمًا وما إذا كان يجب فتح تحقيق جنائى كامل.
ووفقا للشبكة الامريكية، الوثائق السرية مؤرخة بين عامى 2013 و2016، وتم العثور عليها فى ثلاثة أو أربعة صناديق تحتوى أيضًا على أوراق غير سرية تندرج تحت قانون السجلات الرئاسية.
وذكر المصدر لشبكة CNN أن الغالبية العظمى من العناصر الموجودة فى المكتب تحتوى على وثائق شخصية لعائلة بايدن، بما فى ذلك مواد حول ترتيبات جنازة بو بايدن وخطابات التعزية وليس من الواضح ما إذا كانت الصناديق التى تحتوى على مستندات سرية تحتوى على مواد شخصية.
وتم اكتشاف الوثائق فى 2 نوفمبر، قبل ستة أيام فقط من الانتخابات النصفية، لكن الأمر لم يُعلن إلا يوم الإثنين الماضى بسبب التقارير الإخبارية.
وقال المصدر لشبكة CNN إن المحامى الشخصى لبايدن كان يغلق مكتب وسط المدينة الذى استخدمه بايدن كجزء من عمله مع جامعة بنسلفانيا، ورأى المحامى "ملف مانيلا" مكتوبًا عليه "شخصي"، وفتح الظرف ولاحظ وجود مستندات سرية بداخله وقال المصدر أن المحامى أغلق الظرف واتصل بسجل الأرشيف الوطني.
وأضاف المصدر إنه بعد الاتصال بـالارشيف الوطنى، قام فريق بايدن بتسليم عدة صناديق بحذر شديد، على الرغم من أن العديد من الصناديق تحتوى على مواد شخصية.
من جانبه، اكد الرئيس الأمريكى جو بايدن انه لا يعرف أن بعض الوثائق السرية نُقلت إلى مكتبه الخاص بعد أن ترك منصب نائب الرئيس فى ولاية أوباما، وأن محاموه "فعلوا ما كان ينبغى عليهم فعله" بالاتصال على الفور بالأرشيف الوطني.
وقال ردًا على سؤال أحد المراسلين فى مؤتمر صحفى فى مكسيكو سيتى، حيث كان يحضر قمة ثلاثية مع زعماء المكسيك وكندا: "لقد فوجئت عندما علمت أن هناك أى سجلات حكومية تم نقلها إلى ذلك المكتب".
وأضاف بايدن أن الوثائق تم العثور عليها فى "صندوق، خزانة مقفلة - أو على الأقل خزانة"، وتابع: "يعرف الناس أننى آخذ الوثائق السرية والمعلومات السرية على محمل الجد".
العواقب السياسية
وأثارت تلك الأزمة ردود فعل واسعة، خاصة أن الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب يواجه مشكلات قانونية بالفعل بسبب حيازته لوثائق رئاسية، وهو ما دفع ترامب للتعليق بسلسلة من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعى تهكم على بايدن وتحرض علانية على مكتب التحقيقات الفدرالى لتفتيش مكاتب بايدن وحتى البيت الأبيض بحثا عن وثائق أسيء التعامل معها.
وقال ترامب فى تعليق على منصته للسوشيال ميديا تروث سوشيال: متى سيقوم البيت الأبيض بمداهمة المنازل العديدة لجو بايدن، وربما حتى البيت الأبيض؟ هذه الوثائق بالتأكيد ليست غير سرية"، كما علق نجل ترامب، دونالد ترامب جونيور، على الأمر وقال "لقد تم إخبارنا من قبل أن هذه خيانة، وأساس للمساءلة، ويستحق عقوبة الإعدام، لكن لدى شعورا بأن شيئا لن يحدث.
وأعرب كبار الديمقراطيين فى الكونجرس عن ثقتهم فى تعامل بايدن مع المواد الحكومية، على الرغم من ظهور السجلات السرية فى مكان لم يكن من المفترض أن يكونوا فيه.
تعهد الجمهوريون الذين تم تفويضهم حديثًا فى مجلس النواب بالفعل بتوسيع تحقيقاتهم الرقابية لتشمل وثائق بايدن المهمة، ويتطلع البعض إلى NARA كهدف لمزيد من التدقيق، حيث أرسل النائب جيمس كومر، الجمهورى عن ولاية كنتاكى والذى يرأس الآن لجنة الرقابة فى مجلس النواب، رسائل إلى مكتب مستشار البيت الأبيض والأرشيف الوطنى، الذى تشرف عليه لجنته.
ومن بين الطلبات الواردة فى الرسائل: جميع المستندات التى تم استردادها من مكتب بايدن الشخصى حيث تم العثور على المستندات السرية ؛ قائمة بالأشخاص الذين تمكنوا من الوصول إلى هذا المكتب ؛ جميع الوثائق والاتصالات بين البيت الأبيض ووزارة العدل والأرشيف الوطنى فيما يتعلق بالوثائق التى تم استردادها ؛ وجميع الوثائق والاتصالات المتعلقة بتعامل المحامين الشخصيين لبايدن مع المواد السرية، بما فى ذلك حالات التصريح الأمنى الخاصة بهم.
وطلب الجمهورى من ولاية كنتاكى أن يتم تسليم المستندات والمعلومات الأخرى فى موعد أقصاه 24 يناير وأن يكون المستشار العام لـ NARA جارى ستيرن ومدير شؤون الكونجرس فى NARA جون هاملتون متاحين للمقابلات المكتوبة مع موظفى اللجنة فى موعد أقصاه 17 يناير.
وطلب الرئيس الجمهورى الجديد للجنة المخابرات بمجلس النواب من مدير المخابرات الوطنية إجراء تقييم للأضرار للسجلات السرية التى تم العثور عليها فى مكتب بايدن الخاص.
كتب النائب مايك تورنر من ولاية أوهايو: "أولئك الذين يُعهد إليهم الوصول إلى المعلومات السرية عليهم واجب والتزام بحمايتها هذه المسألة تتطلب مراجعة كاملة وشاملة".
