"الذهب الأحمر بمزارع محافظات مصر يتلألأ بالأسواق العالمية".. هكذا وصف مزارعو محصول الفراولة بحقول القليوبية والشرقية والبحيرة، والتى تشتهر بزراعة محصول الفراولة، ليتم تصديره لعدد كبير من دول العالم التى تطلب المحصول المصرى نظرا لجودته، ويعتبر محصول الفراولة مصدر الدخل الأول لعدد كبير من قرى تلك المحافظات، لتعم فرحة كبيرة ببدء الحصاد من منتصف نوفمبر ويستمر حتى منتصف يونيو من كل عام، حيث يتم خلال الشهور الثلاث الأولى تصدير المنتج الذهبى لدول أوروبا والخليج العربي.
"اليوم السابع".. حرص على معايشة أعمال حصاد المحصول الذهبى من حقول ومزارع المحافظات الثلاث التى تشتهر بزراعتها، بالإضافة إلى أعمال التعبئة وفقا للطلبات التى تقدمها الدول المختلفة سواء من المحيط الأوربى أو الخليج العربى، ليتلألأ المنتج المصرى فى الأسواق العالمية بعد الثقة الكبيرة التى وضعوها به، وبعد انتهاء الشهور الثلاث الأولى يتم بيع هذا المنتج محليا فى الأسواق المصرية ومصانع العصائر، وبنفس الجودة التى لا تقل عن مثيلاتها من المصدرة إلى الخارج.
مزارعو القليوبية: "الفريش" عليها طلب كبير من أوروبا والخليج العربى وتحتاج لعمالة كبيرة..
إحدى العاملات: مصدر الدخل الأول للجميع
فى البداية قال الحاج سعد رزقانة، كبير مزراعى الفراولة فى القليوبية، أن موسم زراعة الفراولة يبدأ فى بداية شهر أكتوبر من كل عام، على أن تبدأ فى الانتاج منتصف نوفمبر من كل عام "البشاير"، موضحا أن قرى مركز طوخ وشبين القناطر بالقليوبية قائمة بالكامل على العمالة بموسم الفراولة بداية من الزراعة وحتى الحصاد، "إحنا بنسمى زرعة الفراولة زرعة الأرزاق".
وأضاف "رزقانة" فى تصريحات لـ "اليوم السابع"، أن عملية زراعة محصول تبدأ فى بداية شهر سبتمبر خاصة نوع "الفريش" وهى من الأنواع المبكرة، بالإضافة إلى أنواع أخرى تبدأ منذ شهر ديسمبر، وتبدأ التصدير بالمرحلة الأولى حتى 30 مارس وفقا للطلبيات الموجودة بالسوق الخارجي سواء بالسوق الأوروبي أو الخليج العربي، وبعدها تبدأ عملية التجهيز والتجميد والتصنيع لمحصول الفراولة لتصديره أيضا للخارج وخاصة دول أوروبا.
وتابع "رزقانة"، أن محصول الفراولة الفريش يتم زراعته وفقا للأكواد العالمية، كما يتم تحليل عينات من المحصول قبل بدء عملية الحصاد وذلك بإشراف من قبل وزارة الزراعة، مشيرا إلى أن الإقبال الحالى على الفراولة "الفريش" كبير جدا سواء من دول الاتحاد الأوروبى أو الخليج العربى، نظرا لجودة المحصول من مزارع القليوبية، موضحا أن مرحلة التجميد للفراولة يتم الحصاد ثم إزالة عنقود المحصول ثم يدخل على خطوط الغسيل يعقبها مرحلة الأنفاق لتجميد المحصول، ثم التعبئة المغلفة وفقا للأحجام التى يطلبها العملية، ويتم تحمليها لتصديرها للخارج.
ومن ناحيته، قال عمرو رزقانة، أحد مزارعى الفراولة بقرية الدير بطوخ، أن زراعة الفراولة على الرغم من ارتفاع تكلفة زراعة الفدان الواحد إلا أنها تعتبر مصدر دخل للكثير من أبناء القرية، طوال فترة الزراعة حتى الحصاد، لتكون السبب الرئيسى فى انعدام البطالة بالقرية، مشيرًا إلى أن أعمال الزراعة للفراولة تبدأ منتصف أكتوبر من كل عام لتستمر حتى منتصف نوفمبر.
وأوضح لـ"اليوم السابع"، أن محصول الفراولة يبدأ فى الظهور بداية من منتصف ديسمبر وتستمر حتى مايو للعام التالى، وخلال هذه الفترة تتسبب الفراولة بالقرى بعدم وجود بطالة فى القرية حيث يعمل بها الأيدى العاملة والنقل والتصدير، مطالبا بالعمل على فتح سوق التصدير للفراولة، مشيرًا إلى أنه فى حالة فتح باب التصدير تشهد خلاله الفراولة موسم رائج لها.
وبدورها قالت "صباح"، إحدى العاملات بالحصاد والتعبئة، أنه يبدأ عملهم يوميا فى مزارع الفراولة من السابعة صباحا وحتى الثانية عشرة ظهرا يوميا، بأجر يومى حوالى 100 جنيه، مشيرة إلى أن محصول الفراولة مصدر الدخل الأول للقرية والقرى المجاورة والكل بيعمل به، كما تقوم أيضا بعميلة التعبئة فى "البانك" والذى يتراوح وزنه ما بين 250 جرام حتى 270 جرام، وتعبئته بكراتين لتصديرها للخارج.
وفى هذا السياق قال المهندس رجب الشحات، وكيل وزارة الزراعة بالقليوبية، أن الدولة تسعى للوقوف بجانب المزارع المصرى، من خلال تقديم كل وسائل الدعم له على اختلاف أشكالها، من تدريب وتوفير أسمدة ومبيدات، إلى جانب المتابعة المستمرة معه للتعرف على مشاكله، مشيرا إلى أنه تم عقد عدة دورات لتدريب مزارعى الفراولة للدخول فى منظومة التكويد والتصدير، وبإشراف مديرية الزراعة بالقليوبية، حيث تم تنظيم دورات بمركزى طوخ وشبين القناطر حيث تتركز زراعات الفراولة، حضر تلك الدورات على مدار الفترة الماضية ما يزيد عن 300 مزارع.
وتابع "الشحات" فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أنه بلغ إجمالي المساحة المنزرعة بالمحصول حوالى 5500 فدان، بزيادة 500 فدان عن العام الماضي من الفراولة، مشيرا إلى أن كافة المساحات المنزرعة تم تطبيق نظام الري الحديث بها، للحفاظ على المياه والمحصول الذى يتميز بعدم حجته إلى كميات كبيرة من المياه على مدار فترة زراعته وحتى الحصاد، موضحا أن المديرية لا تألوا جهدا في تقديم الخدمات للمزارعين بنطاق المحافظة، إلى جانب تقديم كافة الاستشارات للحصول على منتج ينافس على العالمية خلال الفترة المقبلة.
مزارعو الفراولة بالشرقية: ربنا يراضينا فى عملية الحصاد لتغطية تكاليف زراعة المحصول الفدان يعطى إنتاجية من إلى 10 أطنان
لم تختلف الفرحة كثيرا بمحافظة الشرقية عن مثيلتها بمحافظة القليوبية، مع إنطلاق موسم حصاد الفراولة بالمحافظة، حيث تشتهر العديد من قرى بمركز بلبيس بزراعة الفراولة، لكونها من محاصيل الخضر ذات العائد الاقتصادي الكبير وتدر عملة صعبة للبلاد بتصديرها بالخارج.
وفي هذا السياق قال المهندس طلعت حسين وكيل وزارة الزراعة بالشرقية، إنه يتم زراعة الفراولة بشتلات منتجة محليا تحت إشراف واعتماد وزارة الزراعة من الأصناف الموصي بها والتى يتم توفير احتياجات المزارعين منها، كما يتم توفير كميات منها للتصدير سنويا وتزرع شتلات الفراولة الطازجة فى سبتمبر وأكتوبر لإنتاج المحصول المبكر لغرض التصدير، كنا أن عملية الحصاد تتم فى بداية شهر نوفمبر من كل عام بعد اكتمال عملية تلوين الثمرة ونضجها، ويتم جمع الفراولة كل 8 أيام فى شهور نوفمبر وديسمبر ويناير، وكل ثلاثة أيام فى شهري فبراير ومارس، ثم كل يومين فى أبريل ومايو ويونيه، أى أن فترات الجمع تقترب كلما ارتفعت درجة حرارة الجو، ويعبأ المحصول فى عبوات مناسبة من البلاستيك أو الكرتون وهى عبارة عن صناديق وينقل المحصول بعد الجمع مباشرة للتسويق.
فيما تحدث المهندس أشرف نصير مدير عام الزراعة بمديرية الزراعة بالشرقية، عن مواصفات المنتج المعد للتصدير قائلا :أن هناك مواصفات للتصدير حيث يشترط فى الثمار المصدرة أن تكون سليمة ونظيفة وغير منزوعة الكأس بعنق قصير أخض، وأن تكون خالية من العطب والعفن من أعرض الإصابة الحشرية والفطرية، والفسيولوجية وأثار المبيدات والطين والرمل، إضافة أن تكون طازجة غير لينة وخالية من الجروح، مع تماثل الثمار في الشكل والمظهر ودرجة النضج، وأن تكون الثمار مكتملة النمو غير متقدمة فى النضج أى لا تقل نسبة التلوين بالثمرة عن 25% ولا تزيد عن 75%، ولا يسمح بتصدير الثمار الخضراء الكاملة أو البيضاء الكاملة أو الحمراء الداكنة.
وقال المهندس قطب عبد السميع مدير إدارة بلبيس الزراعة، إنه تم زراعة 500 فدان من محصول الفراولة بنطاق مركز بلبيس، لكونه محصول تصديري، لكونها من الخضر التى تستخدم طازجة أو مصنعة كمربى وهي من المحاصيل التي لها مكانة ملموسة فى الزراعات التصديرية، منوها أن يتم زراعة الفراولة بطريقتين الفريش والفريجو، ويتم حصاد الفريش قبل الفريجو لكونها لا تحتاج تحضير مثل الفريجو، ويتم ترويجها من خلال تجار لتصديرها، لما معروف عن فراولة بلبيس من نضجها فضلا عن كونها محصول مجزى والفدان يغطى تكاليفة وهامش الربح مربح، كما أن الفلاح يحمل على محصول الفراولة محصول الثوم، لكونه مفيد لحماية الارض، و الفدان يعطى انتاجية من 7 إلى 10 طن.
فيما قال المزارع جمال محمود إسماعيل، 60 عاما، مقيم مركز بلبيس، إنه يتم تجهيز الفراولة الفريش من بداية شهر أكتوبر ويتم تجهيز الأرض وتخطيطها وزراعتها بالشتلات، وهو محصول مربح لو تلقى خدمة جيدة، وهي من المحاصيل الغير مكلفة للمرة لاستمرار الشبكة المستخدمة فى عملية الزراعية لمدة 5 سنوات، فضلا عن كونه محصول لا يحتاج مياه كثيرة وغير مرهق فى خدمته الزراعية فضلا عن كونها مقلة للحشائش والمحصول يتم حصاده كاملا دون تلف، منوها أن سعر الكيلو حسب سعر السوق من 12 إلى 13 جنيه وفى فترة وسط عملية الحصاد يتراوح من 7 إلى 8 جنيهات.
"كل حاجة صعبة لكن عملية الحصاد مفرحة وربنا بيراضينا منها" هكذا لخلص العم "ناصر محمد عويضة"، 67 عاما مزارع رحلته مع زراعة محصول الفراولة أنه يجتهد وأسرته فى زراعتها لكن عملية الحصاد تهون عليه مشقة الزراعة، قبل أن يشير إلى الفرق بين نوع الفراولة الفريش تزرع على هيئة شتلات على غرار الفريجو يتم تحضيرها ووضعها فى الثلاجة لمدة تستغرق شهرين، وأغلب الفلاحين تفضل زراعة المحاصيل الحضارية لكونها مربحة و تساعدهم على المعيشة وتكاليف الحياة.
فيما تابع فتحى الباقسى، من كبار مزارعي الفراولة بمركز بلبيس، أن مدة استغراق محصول الفراولة فى الأرض 6 أشهر، وبالرغم من كونها مكلفة فى زراعتها لكنها مربحة مع الفلاح الجيد المتمكن من زراعتها.
جودة وطعم وأغانى وزغاريد وانتاج وفير بالبحيرة.. والمحافظة تحصد المركز الأول فى التصدير لدول أوروبا
رصد وباتت الفرحة كما هي بمحافظة البحيرة وخاصة المزارعين بالظهير الصحراوي بالمحافظة، أثناء حصاد محصول الفراولة الذى تشتهر به المنطقة بأكملها خلال السنوات الماضية خاصة مركزي بدر وكوم حمادة، والذى يشكل نحو نصف إنتاج مصر من هذه الزراعات التي تصدر أغلبها لدول العالم المختلفة، والذى يطلق عليها الذهب الأحمر.
فعندما تمر ذات يوم بهذه المناطق القريبة من طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوي، لابد أن يلفت نظرك تلك المساحات الشاسعة التي تكسوها الخضرة الممزوجة باللون الأحمر التي تتلألا مع أشعة الشمس فى مناظر ساحرة وخلابة وسط حالة من الاجواء المبهجة التى تتخللها زغاريد النساء وحماس المزارعين، إنها الفراولة ذهب مصر الأحمر الذى يغزو أسواق العالم بجودته العالية ومزاقة المتفرد.
فى البداية يقول أحمد أغا صاحب مزرعة فراولة بقرية أبو الخاوي التابعة لمركز كوم حمادة، إن زراعة الفراولة فى الظهير الصحراوي لمحافظة البحيرة يشكل المحصول الرئيسي الذى يعتمد عليه المزارعين فى معيشتهم خاصة مع تصديره الى الخارج خاصة دول أوروبا والعالم العربى .
وأضاف، أن محافظة البحيرة هي الأولى فى زراعة الفراولة فى مصر، حيث تنتج نحو 50% من الانتاج المحلى خاصة بمراكز بدر والدلنجات وكوم حمادة والذى يصدر أغلبه للخارج والذى حصدت فيه مصر المركز الأول فى تصدير الفراولة المجمدة والسادس عالميا في تصدير الفراولة الطازجة، مما يشكل مساهمة قوية فى توفير العملة الصعبة للبلاد.
وأوضح "أغا"، أن مراحل زراعة الفراولة تبدأ بزراعة الشتلات في شهر مايو وتتواصل حتى موسم الحصاد مع بداية شهر نوفمبر لمدة ما يقرب من6 أشهر ليكون أطول موسم حصاد زراعي.
فيما أكد محمد عبد الله مزارع، أن زراعة الفراولة في الظهير الصحراوي تعتمد فى الأساس على التسميد الطبيعي وعدم إضافة أى مخصبات صناعية أو مبيدات للآفات، وذلك حتى يمكن تصديرها للخارج دون أى عوائق لأن الدول المستوردة للفراولة تشترط مواصفات دقيقة وواضحة أهمها أن يكون الانتاج يعتمد على المقومات الطبيعية "أورجانك" دون أى إضافات مثل الزراعات التقليدية.
وأضاف أن الفراولة تحتاج إلى مهارة خاصة خلال مراحل انتاجها وحصادها ويتم زراعتها باستخدام النظم والأساليب الحديثة مثل نظام الري بالتنقيط وتغطية الخطوط الزراعية بالبلاستيك لحماية النبات من التلف وتهيئته للنمو.
وقال المهندس محمد عطوة مدير إحدى محطات التصدير بمنطقة كوم حمادة، أن موسم حصاد الفراولة هو بمثابة عيد لكافة المزارعين والعمال بالظهير الصحراوي بمحافظة البحيرة لأنه المحصول الرئيسي اللذين يعتمدون عليه فى الانفاق على عوائلهم وتلبية احتياجاتهم.
وأضاف، أن موسم حصاد الفراولة يشكل منظومة متكاملة تستوعب المئات من العمال بداية من المزارع البسيط حتى محطات التصدير للخارج مرورا بمراكز التعبئة والشحن والتغليف مما تساهم فى حل مشكلة البطالة وتوفير فرص عمل للشباب.
وأوضح "عطوة"، أن نبات الفراولة له العديد من الأنواع والأصناف ولكن مزارعي محافظة البحيرة يعتمدون فى انتاجهم على ثلاثة أنواع رئيسية وهي " الفرتونا والفيستيفال والسينسيشن" وهى الأنواع ذات المواصفات الجيدة التى تجد اقبالا عليها فى أسواق العالم خاصة دول الإتحاد الأوروبي.
وأشار، إلى أن كل نوع من نبات الفراولة له مواصفات مختلفة مثل الفيستيفال الذى يتميز بقدرته العالية على تحمل الظروف البيئية وإن كان نسبة السكر فيه أقل من الأنواع الأخرى مثل السينسيشن الذى يتميز بمزاقه السكرى الواضح.
وكشف محمود إبراهيم أحد المزراعين إن سعر الفراولة التى يتم تصديرها لا يتحدد مسبقا مثل الزراعات الأخرى ولكنه يتحدد بشكل يومى مثل البورصة، مما يشكل ضغطا رهيبا على أصحاب المزراع اللذين هم الحلقة الأضعف التى تحتاج الى الدعم فى هذه المنظومة الإنتاجية.
وقالت سامية السيد عامله زراعية، إن موسم حصاد الفراولة بمثابة طوق النجاة للكثير من العمال سواء من الشباب والفتيات اللواتي يعتمدن عليه فى تلبية احتياجاتهن الشخصية والمساهمة في تجهيز "شوار" الزواج.
وأضافت أنها تعمل فى مزارع الفراولة منذ سنوات من الصباح الباكر حتى منتصف النهار مقابل 120 جنيه فى اليوم، ورغم المشاكل التى تقابلها مثل مشقة المواصلات التى تقلها من محل اقامتها حتى أماكن عملها، إلا أنها تعتبر موسم حصاد الفراولة هو موسم الخير على جميع العمال والمزارعين.
موسم الحصاد
106992-يا-حلاوة-الفراولة-البحراوى-(3)
الحصاد-فى-مزارع-الفراولة-بالقليوبية
العاملات
العاملات-يجمعن-الفراولة
العمل-بحصاد-الفراولة
بشائر-حصاد-الفراولة
تجميع-الفراولة
جانب من حصاد الفراولة
جانب من حصاد الفراولة2
حصاد الفراولة بالشرقية
حصاد-الفراولة
خلال حصاد الفراولة
فراولة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة