تعددت النماذج المتميزة بمحافظة كفر الشيخ، والتي نالت التقدير من الأهالي والمسئولين على حد سواء، نظرا لاجتهادهم، ومن بين تلك النماذج عوض سامى بدير 50 سنة، الطالب بالصف الأول الإعدادي بمدرسة الترزي للتعليم الأساسي، التابعة لمركز بيلا بمحافظة كفر الشيخ، والذي لفت إليه الأنظار، لأدائه الامتحان ليس بهدف الترقي في وظيفة حكومية يعمل بها، مثلما يحدث مع العديد من الموظفين الذين يعملون في وظائف حكومية، وهدفهم الاستفادة من الشهادة التي يحصلون عليها، وضم مدة الخدمة للمؤهل الدراسي الجديد، والتعيين على كادر آخر أو درجة وظيفية أعلى، ولكنه يعمل أعمال حرة، فهدفه الحصول على العلم.
ولفت عوض سامى بدير، 50 سنة، أكبر طالب في مصر بالتعليم الاساسي، الأنظار حوله، وخاصة في محافظة كفر الشيخ، لإصراره على مواصلة تعليمه، وسط تشجيع من أسرته، خاصة نجله الأكبر محمد الطالب بالفرقة الثالثة بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر بطنطا، ونجله سامي، الطالب بالصف الثاني الثانوي التجاري، وزوجته التي أعلنت عن تشجيعها له والوقوف بجانبه.
وقالت زوجة عوض سامي بدير، إنها فخورة بزوجها الذي صمم على مواصلة تعليمه، وأداء امتحان الصف الأول الإعدادي بمدرسة الترزي للتعليم الأساسي بالقرية، مؤكدة أنها ليست الوحيدة التي تشجعه بل وجد التشجيع من أنجاله الثلاثة، وأقاربه وأسرته، وعائلته بالقرية، والعديد من أهالي المحافظة، ومن المعلمين بالقرية ومديرة ووكيلة المدرسة.
وأكد محمد عوض سامي، الطالب بالفرقة الثالثة بكلية الشريعة والقانون، أنه فخور بوالده وتصميمه على مواصلة تعليمه، وأنه فور اتخاذه لقرار مواصلة تعليمه، وجد التشجيع من الاسرة ومن الأهالي، مشيراً إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم وديننا الإسلامي حث على طلب العلم، وطلب العلم غير مقتصر على زمن محدد ولا سن محدد.
وقال عوض سامى بدير، إنه مصمم على استكمال تعلمه، لأنه أراد أن يتسلح بالعلم، ويحقق حلمه ان يكون يوما معا ممارسا لعمل الإعلامي، مشيراً إلى أنه يجد أحيانا تعليقات سلبية من البعض، ظنا منهم أن تلك التعليقات السلبية تؤثر فيه، وتمنعه من مواصلة طلب العلم، والاجتهاد، مؤكداً أنه يبحث لهم رسالة بأن كلامهم لن يغير في نفسيته شيئاً.
وأضاف عوض، لـ"اليوم السابع"، في بداية الأمر وجد استغرابا من البعض، ولكن بعدها تفهم الجميع هدفه، وشجعوه على المذاكرة ومواصلة تعليمه، مشيرا إلى أنه أدى اليوم الاثنين امتحان مادة اللغة الإنجليزية والتربية الفنية، وسيؤدي غدا امتحان مادة العلوم والهندسة وأنه يرى أنه ليس مستحيلا أن يكمل تعليمه وهو في سن الـ50، مشيرا إلى أن الرحلة ستكون شاقة ولكن بالتصميم سيصل لما يريده، وأنه مؤمن بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا قامت الساعة وفى يد أحدكم فسيلة فليغرسها" فلابد من العمل والتعليم وتعمير الأرض حتى آخر نفس في حياة الإنسان.
وأضاف عوض، أنه ينصح كل إنسان مهما كبر سنه أن يتعلم، فالتعليم ليس عيبا بل يزيد الإنسان مكانة وقدرا بين الناس، فبرغم الفارق العمرى الكبير بين زملائه من الأولاد والفتيات بالصف الأول الإعدادي إلا أنه يعتز بهم، وهم يلتفون حوله كلما شاهدوه، ويقولون إنهم يفخرون بأنه زميلهم، وأنه يزيدهم تصميما على المذاكرة والاجتهاد.
وأكد عوض، أنه مصمم على استكمال تعليمه، حتى آخر رمق في حياته، موجها الشكر لكل العاملين بمدرسة الترزي للتعليم الاساسي، على تشجيعهم بداية من مديرية المدرسة ووكيلة المدرسة، ومدير شئون الطلاب بالمدرسة، إضافة لزوجته وأسرته.
وأكد اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، المحافظة زاخرة بالنماذج المتميزة من الفتيات والشباب والرجال والسيدات في كافة المجالات، ولابد من الإشادة بهم، وتوجيه الشكر لهم ولاسرهم، على الاجتهاد والتصيم، من أجل تحقيق أحلامهم، وعوض بدير نموذج للاجتهاد والمثابرة.
وقال محمد عبدالله، وكيل وزارة التربية والتعليم بكفر الشيخ، إنه يوجد العديد من النماذج المتميزة من أهالينا بكفر الشيخ الذين يصممون على مواصلة تعليمهم بغض النظر عن عمرهم الزمني، وعوض بدير أحد هذه النماذج المتميزة الذين نكن لهم كل احترام وتقدير، وندعمهم للوصول لهدفهم.
الحرص على مراجعة دروسه
جانب من مراجعة الموضوعات الدراسية مع زملائه
عزض سامي بدير بين زملاءه من الطبلاب
عوض سامي بمنزله يستقبل زملائه من الطلاب
عوض يراجع الموضوعات قبل اداء الامتحان
عوض يقف خلف مدرسته
