في ربيع عام 1834 رحل عالم المصريات والفنان الاسكتلندى روبرت هاي عن مصر للمرة الأخيرة بعد زيارتين متتاليتين، وكان في الخامسة والثلاثين بعدما أمضى أكثر من ثماني سنوات في تسجيل المعابد والمقابر القديمة على طول نهر النيل ، ليس فقط بالرسومات والأوصاف المختصرة كما فعل الرحالة الأوائل، ولكن بشكل كامل مع المخططات المعمارية والنسخ التفصيلية للجداريات والنقوش، إذ كان مشروعًا ضخمًا، وواحدًا من أكثر المشاريع شمولية على الإطلاق في الأيام الأولى لعلم المصريات وكان قد أشرك أكثر من نصف دستة من الفنانين والمهندسين المعماريين المؤهلين للقيام بعمل النسخ، والذي فحصه عن كثب للتأكد من دقته، بينما احتفظ بمواهبه الخاصة من أجل المناظر البانورامية.
ومن إنتاجه لوحة يوثق فيها عادة إحتفالية كانت راسخة عند المصريين وهي "زفة المطاهر"، فيها يجلس الطفل فوق الحصان بملابس مزركشة فيها الطابع الأنثوي كنوع من التحصين ضد الحسد ويتقدمه جوقة موسيقية وخادم الحلاق رافعاً كرسي يعرف ب"الجمل" بديع الصنعة كرمزية لعملية الختان، أما بقايا المئدنة الظاهرة فى اللوحة فهي لجامع البرماوية بمنطقة الفواطية باب البحر المُندثر وفقا لمبادرة سيرة القاهرة.
ولد روبرت هاي في قلعة ديونز بيوركشاير عام 1799 وخلال خدمته في البحرية الملكية زار الإسكندرية في عام 1818 وفي عام 1824 قابل جوزيف بونومي في روما والذي وظفه كفنان ورافق هاي إلى مصر.
مكث الرجلان في مصر من نوفمبر 1824 حتى 1828 ومن 1829 إلى 1834 وقاما بتسجيل الآثار والنقوش ووضع عدد كبير من المخططات المعمارية وتوجد مخطوطات هاى الآن بشكل أساسي في المكتبة البريطانية وفي المتحف البريطاني.
في مايو 1828 زار هاي مالطا حيث تزوج كاليتزا بساراكي ابنة رئيس قضاة أبودولو بكريت وكان هاي قد أنقذها في وقت سابق من سوق العبيد في الإسكندرية.
بعد وفاته في إيست لوثيان باسكتلندا عام 1863، تم بيع مجموعة هاي للآثار المصرية إلى المتحف البريطاني، على الرغم من شراء بعض القطع من قبل متحف بوسطن للفنون الجميلة في عام 1872.