لا شك أننا نمر جميعاً بظروف قاسية تشهد عدم استقرار فى الأحوال الاقتصادية، وغلاء غير مسبوق لأسعار كافة السلع نالت من الجميع على حد سواء، كل على قدر إمكاناته ومستويات معيشته، فهناك دول كبرى غنية تعرضت لنفس المعاناة التي تعرضت لها أخرى متوسطة أو فقيرة، لكن فى النهاية، الكل يصرخ والأزمة لم ترحم أحدا.
ولا شك أيضاً أن هناك من يستغل الأزمة بكل ما أوتي من فساد للضمير، وانعدام للرحمة والإنسانية والوطنية، لتزداد ساعات حظه وتتضاعف ثرواته على حساب أنات و استغاثات المصريين، وهذا من يغالي بمنطق ودون ذلك ويستبق حتى نوبات ارتفاع الدولار المتتالية بخطوة، وإن كانت تلك الخطوة فوق رقاب إخوانه فى الوطن.
ولكن:
هناك مشكلة أكبر وأعمق من تلك التي نتحدث عنها فيما يخص الجشع والمغالاة وانعدام الضمير لدى البعض، و هي أن الشكوي والعويل وتصدير السواد والإحباط موهبة متفردة لدى الكثيرين دون أدنى رغبة في مد يد العون في تجاوز تلك الأزمة التي ليست محلية تختصنا دون غيرنا، ولكنها عالمية امتدت آثارها لتقتص للأرض من مشارقها لمغاربها من هؤلاء البشر الذين تكبروا وتجبروا وانتهكوا طبيعتها، لتصرخ وتثور وتصب غضبها عليهم أجمعين.
* و في جولة لتقصي أحوال الدول الكبري وما تسببت به أزمة الحرب الروسية الأوكرانية التي لم تمهل سكان الأرض وقتاً لالتقاط الأنفاس من تبعات أزمة الوباء.
* قد حدثتني إحدى الصديقات التي عادت لتوها من جولة بالولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا لمدة شهرين متتاليين وروت لي:
أن أسعار كافة السلع بأمريكاً قد ارتفعت بمعدل 120%، وبالمناسبة فإن صديقتي تلك، لها بيت و أولاد وحياة هناك قوامها عشرون عاماً متتالية قبل أن تستقر بمصر وتزور الولايات المتحدة سنوياً لتقضي هناك شهرين أو ثلاثة، وعندما سألتها، لماذا كل هذا الارتفاع فى الأسعار الذي يعد سببه الأساسي بمصر ارتفاع سعر الدولار بمقابل الجنيه، فلم كل هذا الجنون في الأسعار ببلد الدولار؟..
فضحكت، وأجابتني، أن الحرب الروسية الأوكرانية قد ألقت بظلالها السلبية على كل دول الأرض وعلى رأسها أمريكا، التي عانت كغيرها الركود الاقتصادي بسنوات كورونا وما إن أوشك الوباء علي الانتهاء حتى حل محله وباء الحرب، وأخبرتني أن سعر الفائدة بالبنوك هناك لم تكن تتعدى ال 1% و التي أصبحت الآن جراء التضخم 4%، في سابقة جديدة من نوعها،
هذا وقد كانت المفاجأة الأخرى، أنها روت لي رحلتها "بباريس" في طريق العودة لمصر والتي استغرقت يومين، شاهدت من خلالهما قفزة غير منطقية بالأسعار والأبشع من ذلك، أن كل المطاعم والفنادق وحتى المطار بفرنسا لا يوجد بحماماتها مياه ساخنة ، بل مثلجة تماماً، وحين سألت أصدقائها هناك ، قالوا لها أن هذا هو الحال منذ شهور ، وأخيراً فقد صدمتني بنشرة الأخبار الفرنسية التي كانت تطالب المواطنين بالاستحمام بمياه باردة نظراً لاستحكام أزمة الطاقة}.
نهاية:
أردت فقط من باب الأمانة أن أنقل إليكم معلومات واقعية من شخصيات أثق بروايتها، والتي تختلف بالنسبة لي عن نشرات الأخبار والمعلومات التي نتناولها من خلال وسائل الإعلام ووسائل التواصل المختلفة.
فلسنا من نعاني وحدنا، وليست أحوالنا الاقتصادية هي وحدها من تضررت إثر الحروب والجوائح، وليست أحوالنا بأسوأ من غيرنا، حتى من يصنفون أغنياء العالم،
اللهم اجعل لنا من كل ضيق مخرجا، ومن بعد عسر يسر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة