تُعد الانتخابات السبيل الرئيس لتداول السلطة، والطريق السليم لتخطيط سياسية الدولة واستراتيجيتها العليا، والمسار الأفضل لممارسة الديمقراطية، ومن ثم تسعى الدول الحرة إلى عقد الانتخابات في تحقيق أهدافها ومصالحها العليا؛ بغية استكمال مساريها التنموي والنهضوي اللذان يحققان آمال وطموحات الشعوب ورضاها عمن يتولى مسئولية القيادة.
والنظم الديمقراطية كي تنجح ينبغي أن تتسع دائرة المشاركة التي تُعبر بصدق عن آراء وتوجهات الشعوب نحو من يتحمل مسئولية إدارة البلاد، التي تُعد مغرمًا يقع على عاتق من يتم انتخابه بآلية المفاضلة بين خيارات متاحة؛ حيث بات التصويت الانتخابي لمن يحق له بوابة الديمقراطية نحو بناءٍ نظام سياسي قوي تحميه الشعوب ويصونه الدستور والمؤسسات العسكرية والأمنية بالدول.
وهناك مراحل وإجراءات تمر بها العملية الانتخابية؛ حيث تبدأ بصياغة شروط ومتطلبات أساسية في المتقدم، ثم تأتي مرحلة الدعاية الانتخابية، في سياق أسس ومعايير تعلنها الهيئة العليا للانتخابات، وفي هذه المرحلة يُعلن كل مرشح برنامجه الذي يتبناه في سياسته لإدارة الدولة في المرحلة المستقبلية، ويعقد لذلك المؤتمرات والندوات والإعلانات وغير ذلك من وسائل الدعاية من خلال حملته التي تتولى مسئولية الدعاية.
ويُظهر البرنامج الانتخابي الفكر المستقبلي للمرشح الذي يتبناه في سياسته لإدارة الدولة، ومن ثم يضع محاورة الرئيسة وأهدافه الإجرائية التي تنسدل منه؛ لتؤكد على منطقية التنفيذ، وأنها ليست مجرد شعارات يستميل بها جموع الشعب ويؤثر في اتجاهاته ويعضد من موقفه بين المرشحين المناظرين له، وفي ضوء ذلك يحقق قاعدة جماهيرية تؤيده وتحض على انتخابه.
وفي هذا المقام نذكر مفهوم التسويق السياسي، الذي يسعى المرشح من خلال إلى رسم صورة ذهنية لدى الجمهور ليلقى التأييد، ويقوم ذلك على خطة منهجية تحقق التنافسية مع الناخبين الأخرين، ويعتمد في تنفيذها على سائر وسائل الاتصال الجماهيري المباشرة وغير المباشرة؛ لتصبح وعاءً للتسويق السياسي، وأرى أن هذا الأمر مهم للغاية لمن ليس لديه سابقة أعمال، ولا أعنى بذلك تقليلًا من أحد؛ لكنها مجرد إشارة ورأي متواضع.
وفي المقابل يوجد المرشح الذي له إنجازات مبهرة على الأرض، والتي تستحق منا أن نصطف خلفه ليستكمل مسيرتها؛ حيث إن كل مشروع قومي يخطط وينفذ ويتابع في ضوء مراحل وجدول زمني، وهذا ما يستوجب حتمية أن نتضافر وننتخب السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لولاية قادمة يحقق من خلالها حلم وأماني وأمال وتطلعات المصريين بكل فئاتهم.
إن المشاركة الانتخابية تُعد ضمانتنا الرئيسة لتحقيق ما نصبو إليه جميعًا؛ فمن أجل مصر لا بد أن نتوجه بقناعة تامة نحو صناديق الاقتراع لندلي بأصواتنا ونؤكد للعالم كله أن جمهوريتنا الجديدة سوف تُستكمل بُناها، ولا مجال للمزايدات والتدخلات والشائعات المغرضة التي تستهدف إفساد المناخ الديمقراطي الذي سلكته الدولة المصرية تحت رعاية قائدها ومنقذها من غيابات الظلام؛ فمصر محفوظة بأمر ربها من كل مكروه وماكر.
ولا بد أن يتنامى شعورنا الإيجابي نحو المشاركة الانتخابية؛ لما لها من أثر فاعل لدى أنفسنا؛ فندرك أن أصواتنا الانتخابية لها قوة في إحداث التغيير؛ بالإضافة إلى أن المشاركة واجب وطني نص عليه الدستور الذي أقره الشعب، وأن دلالة الوعي السياسي لا تنفك عن حجم المشاركة الانتخابية؛ فالعلاقة بينهما طردية.
ولنا أن ندرك ماهية حتمية المشاركة الانتخابية التي تبدو جلية في تعضيد التطور والتغيير لما هو أفضل بين خيارات مطروحة تُشير إلى مستقبل الاستدامة في البلاد؛ فيصعب أن تتوقف مسارات التنمية في مجالاتها الاقتصادية أو الاجتماعية أو أية بعد من أبعادها الأساسية؛ إذ يقود ذلك دون شك وبلا مواربة إلى الأفق السياسي الذي يتبناه قائد المسيرة، وفي إنجازات الدولة مثال بين يظهر ما نتحدث عنه بشكل واضح يرتبط بشاهد ودليل.
وفي ذات السياق لا يجب أن نقلل من أهمية التوعية بالمشاركة في الانتخابية الرئاسية القادمة؛ فلابد من التوعية المستمرة والتحفيز المتواصل لدعوة الناخبين بكافة الوسائل والطرق التقنية وغير التقنية، بما يشعر المواطن بأهمية مشاركته ودوره الوطني الذي يترجمه بحرصه على الإدلاء بصوته، كما لا نقلل من أهمية دفع المجموعات بعضها لبعض عبر المؤسسات الرسمية وغير الرسمية.
وهناك دور مهم للمرأة في تعضيد المشاركة الانتخابية وحث أفراد أسرتها على الإدلاء بأصواتهم، واتخاذ أسلوب المصاحبة الأسرية للذهاب لصناديق الانتخاب، بما يحفز الجميع، وفي الحقيقة تبذل الدولة المصرية جهدًا فائقًا من خلال أجهزتها ومؤسساتها المختلفة في تنظيم العملية الانتخابية؛ لتخرج بصورة مشرفة.
حفظ الله شعبنا العظيم ومؤسساتنا الوطنية وقيادتنا السياسية أبدَ الدهر.
أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس
كلية التربية بنين بالقاهرة _ جامعة الأزهر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة