غلاف غزة

لم يتفاجأ العالم بشن المقاومة الفلسطينية حربا على دولة الاحتلال الإسرائيلي، بل أصابته حالة من الذهول، فللمرة الأولى منذ 48، تبدأ المقاومة الفلسطينية شن هجوم منظم، فتهدم مبانى وتقصف صواريخ وتأسر مستوطنين وجنودا.

ضربة المقاومة الفلسطينية هزّت المحتل الإسرائيلي هزّا، فجعلت العالم يرى إسرائيل خائفة تغلق المطارات هلعا ورعبا، ولم يعد الأمر أزمة "النتن ياهو" في بقائه بالحكم، بل تعداه ليصبح "أزمة بقاء إسرائيل ووجودها".

كُتَّابٌ كثيرون تحدثوا عن هذه الحرب المذهلة، أما أنا فأردتُ أن أكتب عن "غلاف غزة"  هذا الغلاف الذى أوقد اللهب في قلوب المقاومة فصنعت التاريخ من خلاله وباقتحامه، فما هو غلاف غزة ومما يتكون وكيف نشأ ولماذا كان الشظية التي أوقدت اللهب في قلب المقاومة؟

غلاف غزة .. ما هو؟ عندما انسحب الجيش الإسرائيلى من غزة عام 2005، وانتهى الوجود الاستيطانى فى القطاع، أنشأت إسرائيل "منطقة عازلة" على طول الحدود البرية مع القطاع، وتركت عشرات المستوطنات القريبة منه، فأطلقوا عليها غلاف غزة، والذى يضم 50 مستوطنة تقريبا.

غلاف غزة .. مما يتكون ؟ .. 3 مجالس إقليمية يضمها هذا الغلاف.. هى "مجلس أشكول" مساحته 380 كيلو متراً، ويحوى 32 مستوطنة، يسكن بها 13 ألف مستوطن تقريبا، والمجلس الثانى هو "مجلس أشكلون" مساحته 175 كيلو مترا، يحوى 4 مستوطنات، يعيش فيها حوالى 17 ألف إسرائيلى، والمجلس الثالث هو "مجلس شاعر هنيغف" مساحته 180 كيلو مترا، يحوى 11 مستوطنة، يعيش فيها أكثر من 7 آلاف مستوطن.

غلاف غزة .. ما أشهر مستوطناته ؟ هي: "كيسوفيم وماغن وكفر عزة وزيكيم ونحال عوز وكريات ملاخي وكريات غات، يضاف لها 4 مدن هي : "ديمونا وعسقلان وأسدود وسديروت".

غلاف غزة أوقد اللهب في قلوب المقاومة، لماذا ؟ لأنه سهّل على الفصائل الفلسطينية عملية التوغل فى العمق الإسرائيلي، وأسر عشرات الجنود والمستوطنين الإسرائيليين.

غلاف غزة يحمل الأهمية المتناقضة، فهو مهم لفصائل المقاومة الفلسطينية ومهم أيضا لقوات الاحتلال.. فهل تستطيع المقاومة الظفر به في المستقبل؟ نتمنى ذلك.