ماذا قدم الصحفيون الفلسطينيون طوال الـ47 يوما من العدوان على غزة؟.. 60 شهيدا وتدمير أكثر من 100 منزل لهم.. نزوج 95% إلى الجنوب بعد إخلاء بيوتهم.. واللجوء للمستشفيات والمخيمات لا يمنعهم من نقل الحقيقة للعالم

الأربعاء، 22 نوفمبر 2023 11:00 م
ماذا قدم الصحفيون الفلسطينيون طوال الـ47 يوما من العدوان على غزة؟.. 60 شهيدا وتدمير أكثر من 100 منزل لهم.. نزوج 95% إلى الجنوب بعد إخلاء بيوتهم.. واللجوء للمستشفيات والمخيمات لا يمنعهم من نقل الحقيقة للعالم الصحفيون فى غزة
كتب محمد السيد الشاذلى - أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- نقيب الصحفيين الفلسطينيين: يستهدفون الصحافة والإعلام لوقف نقل الرواية الفلسطينية للعالم

- رئيس لجنة الحريات: نسعى لتوفير البطاطين للنازحين

ضريبة باهظة دفعها الصحفيون والإعلاميون الفلسطينيون في قطاع غزة لنقل حقيقة وحشية الاحتلال الذي حاول نقل روايته المضللة للعالم ليجد مبرر لارتكاب الكثير من المجازر ضد الشعب الفلسطيني، ضريبة دفعتها صاحبة الجلالة في قطاع غزة راح ضحيتها عشرات الشهداء، بجانب الكثير من المفقودين، مئات المنازل الخاصة بالصحفيين دمرت بفعل قصف الاحتلال، مئات أخلوا منازلهم  ونزحوا نحو الجنوب، استهداف عشرات المؤسسات الصحفية والإعلامية، أسر صحفيين بالعشرات استشهدوا نتيجة الاستهداف المباشر لمنازل الكثير من أصحاب القلم الحر في غزة، كل هذا من أجل وقف نقل الحقيقة، إلا أن على مدار ما يقرب من 47 يوما من  العدوان الإسرائيلي على غزة، نجح الصحفيون والإعلاميون في أداء رسالتهم وفضح جرائم الاحتلال أمام العالم، ونقل الصورة الحقيقية تجاه الإبادة الجماعية التي تمارس ضدهم، وهذا كان الدافع الأكبر لتغير موقف الشعوب الغربية تجاه ما يحدث، وتظاهرها من أجل دعم القضية الفلسطينية، بعد أن كانت داعمة للرواية الإسرائيلية في 7 أكتوبر الماضي، ولكن الثمن الذي دفعه  الصحفيون كان باهظا للغاية.

القانون الدولى واستهداف الصحفيين

وفقا لما نص عليه القانون الدولي الإنساني، فإن الصحفيين المدنيين الذين يؤدون مهماتهم في النزاعات المسلحة يجب احترامهم وحمايتهم من كل شكل من أشكال الهجوم المتعمد، حيث يؤمن القانون الدولي الإنساني للصحفيين المدنيين الحماية نفسها المكفولة للمدنيين طالما أنهم لا يشاركون مباشرة في الأعمال العدائية.

كما تنص المادة 79 من البروتوكول الأول الإضافي إلى اتفاقيات جنيف لعام 1949 على أنه يعد الصحفيون الذين يباشرون مهمات مهنية خطرة في مناطق المنازعات المسلحة أشخاصاً مدنيين، كما يجب حمايتهم بهذه الصفة بمقتضى أحكام الاتفاقيات وهذا اللحق " البروتوكول " شريطة ألا يقوم بأي عمل يسيء إلى وضعهم كأشخاص مدنيين.

ليس هذا فقط ما خالفته قوات الاحتلال من بنود نص عليها القانون الدولى والقانون الدولى الإنساني، بل أيضا استهداف الاحتلال للمستشفيات ودور العبادة، والمدارس، يمثل أيضا خرقا للقانون الدولى، الذي لم تعد دولة الاحتلال تعبأ به وترى نفسها أكبر من كل تلك  القوانين، والجدير بالذكر أيضا أن الاحتلال خلال عدوانه الأخير على  قطاع غزة، ارتكب جرائم خالفت بندين من بنود القانون الدولى في آن واحد، حيث استهداف الصحفيين بالقتل المباشر واستهداف منازلهم، كما استهدف المستشفيات التي لجأ لها العديد من الصحفيين لممارسهم عملهم بعد  انقطاع التيار الكهربائى في كل ربوع غزة، ليستشهد  خلال هذا الاستهداف الكثير من الصحفيين.

بيان الهيئة الدولية للصليب الأحمر

بيان الهيئة الدولية للصليب الأحمر

تصعيد نقابة الصحفيين الفلسطينيين ضد الاحتلال

وبحسب بيان صادر عن لجنة الحريات بنقابة الصحفيين الفلسطينيين في 8 نوفمبر الجاري، فإنها أكدت إمعان الاحتلال الإسرائيلي باستهداف الحالة الصحفية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة بوسائل عديدة، منها القتل والاعتقال والملاحقة والمنع من التغطية وصولا لقصف المنازل، كما أن هناك عشرات النشطاء الإعلاميين على مواقع التواصل الاجتماعي تم اعتقالهم على خلفية منشورات تكشف جرائم الاحتلال، كما أعلنت نقابة الصحفيين الفلسطينيين تقديمها رسالة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تطالبه بفتح تحقيق دولى فى نحو 300 جريمة وقعت بحق الصحفيين، وطالبت بتوفير الحماية للصحفيين الفلسطينيين ومحاسبة مرتكبى الجرائم بحقهم.

وفي تصريحات خاصة  لـ"اليوم السابع"، قال  ناصر أبو بكر، نقيب الصحفيين الفلسطينيين، إن هناك  الكثير من حالات القتل والاحتجاز ومنع الطواقم من العمل وحالات الاعتداءات بالضرب ومصادرة وتحطيم معدات للصحفيين من قبل قوات الاحتلال، والعديد من الصحفيين يتعرضون للتهديد المباشر ولحملات تحريضية من قبل صفحات عبرية على منصات التواصل الاجتماعي، حيث إن الصحفيين يعملون فى ظروف قاسية، الصحفيين مستهدفين استهداف ممنهج .

وبشأن تعمد الاحتلال استهداف الصحفيين الفلسطينيين، قال ناصر أبو بكر، إن الاحتلال يستهدف الصحفيين لوقف الرواية الفلسطينية واستمرار رواية الكذب والتضليل الاسرائيلى ولكن لم تنجح، رواية الحق والحقيقة وصلت للعالم، تشريع حكومة الاحتلال الإسرائيلى لقانون بتقييد حرية الإعلام هو إعلان حرب ضد حرية الإعلام، والكيان الصهيوني يحاول أن يتفرد ويتحكم فى الروايات التى تصل للمجتمع الدولى، الاحتلال يروج لروايات مضللة للرأى العام الدولى ولا يريد نقل الحقيقة.


نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر

نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر

وبأن الخطوات التي تتخذها  النقابة من أجل محاسبة الاحتلال على جرائمه ضد الصحفيين، قال نقيب الصحفيين الفلسطينيين: "خاطبنا الاتحاد الدولى للصحفيين للتحقيق في جرائم الاحتلال ضد الصحفيين في غزة، كما خاطبنا مجلس حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمم المتحدة، والأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، وخاطبنا المحكمة الجنائية الدولية وطالبناها ببدء التحقيق فى انتهاكات إسرائيل وجرائم الحرب التى تشنها فى غزة، ونطالب الاتحاد الدولي للصحفيين بحث جميع وسائل الاعلام العاملة ضمن مظلة أعضائه بالالتزام بأخلاقيات ومبادئ مهنة الصحافة وتوخي الدقة في تغطية الاخبار وعدم التحيز لأي من الأطراف".

القائمة الرسمية لشهداء الصحافة الفلسطينية خلال العدوان الإسرائيلى

وحصل "اليوم السابع"، على القائمة الرسمية لعدد الشهداء الصحفيين الذين استشهدوا جراء العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي وحتى الآن، وهم الأسماء التي تم تسجيلها رسميا في نقابة الصحفيين الفلسطينيين، وهم الشهيد محمد الصالحي، والشهيد ابراهيم لافي، والشهيد محمد جرغون، والشهيد أسعد شملخ، والشهيد سعيد الطويل، والشهيد هشام النواجحة، والشهيد محمد أبو رزق، والشهيد عائد النجار، والشهيد محمد أبو مطر، والشهيد رجب النقيب، والشهيد أحمد شهاب، والشهيد عبد الرحمن شهاب، والشهيد حسام مبارك ، والشهيد هاني المدهون، والشهيد عصام بهار، والشهيد محمد بعلوشة، والشهيد عبد الهادي حبيب، والشهيد علي سليمان، والشهيد أنس أبو شمالة، والشهيد سميح النادي، والشهيد خليل أبو عاذرة، والشهيد محمود أبو ظريفة، والشهيد محمد علي، والشهيدة إيمان العقيلي، والشهيد محمد لبد، والشهيد أحمد مسعود، والشهيد رشدي السراج، والشهيد محمد الحسني، والشهيد سائد حلبي، والشهيد جمال الفقعاوي.

كما شملت القائمة، الشهيد أحمد أبو مهادي، والشهيد ياسر أبو ناموس، والشهيدة سلمى مخيمر، والشهيدة دعاء شرف، والشهيدة سلام ميمة، والشهيد ماجد كشكو، والشهيد عماد الوحيدي، والشهيد حذيفة النجار، والشهيد نظمي النديم، والشهيد مجد عرندس، والشهيد اياد مطر، والشهيد محمد البياري، والشهيد محمد أبو حطب، والشهيد زاهر الأفغاني، والشهيد مصطفى النقيب، والشهيد هيثم حرارة، والشهيد محمد الجاجة، والشهيد يحيى أبو منيع، والشهيد محمد أبو حصيرة، والشهيد محمود مطر، والشهيد أحمد القرا، والشهيد موسى البرش، والشهيد أحمد فطيمة، والشهيد يعقوب البرش، والشهيد عمرو أبو حية، والشهيد مصطفى الصواف، والشهيد عبد الحليم عوض، الشهيد ساري منصور، والشهيد حسونة إسليم، والشهيد بلال جاد الله.

رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين الفلسطينيين: الأعداد تفوق الـ60 صحفيا وتدمير أكثر من 100 منزل لهم

في هذا السياق يقول الكاتب الصحفى الفلسطيني محمد اللحام، رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين الفلسطينيين، إن أعداد الشهداء من الصحفيين منذ بداية العدوان على غزة تفوق الـ60 صحفيا وصحفية استشهدوا نتيجة القصف والاستهداف المباشر من قبل الاحتلال الإسرائيلي، فالعدد أكبر من ذلك ولكن لا يوجد إمكانية للتدقيق والتمحيص أكثر نتيجة الظرف الراهن واستدامة الحرب، وبالتالي هناك صعوبة في نقابة الصحفيين في إتمام عملية الرصد بشكل كامل، ولكن المتوفر لدينا بناء على بيانات وإحداثيات نتحدث عن 60 صحفيا وصحفية، أو بشكل أدق من الحالة الإعلامية،  أي أنه قد يكون لدينا 40 من الصحفيين استشهدوا و20 آخرين العاملين في المؤسسات الإعلامية بمواقع إدارية، حيث هناك حوالى 5 من مجموع كبير يعملون في وكالة وفا الفلسطينية الرسمية هم بصفة إدارية بوكالة وفا، والباقين صحفيين ومحررين ومصورين في وفا، ومؤسسات إعلامية أخرى ما بين الصحفيين والإداريين والفنيين والتقنيين، حيث العاملين في المؤسسات الإعلامية بشكل عام استشهدوا نتيجة الاستهداف المباشروبشأن استهداف الاحتلال للمؤسسات الصحفية والإعلامية، يضيف في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه خلال اليوم الثالث للعدوان الإسرائيلي تم استهداف مجموعة كبيرة من المؤسسات الإعلامية والمكاتب الإعلامية حتى المحلية والعربية والأجنبية، ووصل العدد لحوالي 75 مؤسسة ما بين تدمير كامل أو بتدمير كلى، ومعها لم يعد يستطيع أي صحفي أن يذهب لتلك المؤسسات الإعلامية في قطاع غزة، وبعدها توسع العدوان وأصبح يستهدف مؤسسات إعلامية أخرى.

ويتابع محمد اللحام :"فيما يتعلق بالمنازل، نتحدث عن عدد كبير للغاية لمنازل الصحفيين، حيث نتحدث عن الحد الأدنى 100 منزل للصحفيين في غزة تم استهدافهم من قبل طائرات الاحتلال ، أما الأعداد بشكل دقيق بمن ارتقوا شهداء جراء تدمير هذه المنازل فبحسبة بسيطة لو اعتبرنا أن كل منزل كان به 3 أفراد فقط نتحدث عن رقم كبير للغاية، أي حوالى 300 من أفراد عائلات الصحفيين الذين ارتقوا شهداء جراء صواريخ للاحتلال".

وحول عدد النازحين من الصحفيين الفلسطينيين قال رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين الفلسطينيين :"فيما يتعلق بالنزوح نتحدث عن 95 % من الصحفيين العاملين في قطاع غزة نزحوا إلى مناطق الجنوب، ولدينا في نقابة الصحفيين، عدد الصحفيين المسجلين في قطاع غزة حوالى 900 صحفي لكن العدد العامل أكبر بكثير من ذلك، بجانب العدد الذي التحق بمؤسسات إعلامية نتيجة هذه الحرب تضاعف عن الرقم المسجل لدينا في نقابة الصحفيين، وهؤلاء أغلبهم نزحوا إلى الجنوب بسبب حجم الاستهداف بشكل عام من قبل الاحتلال وبشكل خاص استهداف الصحفيين، ولكن الرقم الدقيق لا يمكن للنقابة الحديث عن رقم دقيق، ولكن هذا وفقا للرؤية والمتابعة، حوالى 95 % من الصحفيين أخلوا منازلهم لأن الاحتلال كان معنى بهذه الحالة الإرهابية كي ينفرد برواية الكذب والتضليل ودفع الصحفى الفلسطيني ثمن البقاء ومحاولة نقل الحقيقة والكشف عن الوجه القبيح للاحتلال".

ويضيف :"أوضاع الصحفيين الفلسطينيين لا تختلف مطلقا عن أضاع المواطن العادى، حيث إن الصحفيين فقدوا مكاتبهم ومؤسساتهم التي تم استهدافها بصواريخ الاحتلال ودمرت، وكذلك دمرت منازلهم، ومن لم يدمر منزله نزح وأخلى منزله ونزح إلى رفح في جنوب غزة ومناطق جغرافية أخرى في الجنوب، ويعيشون في مخيمات وخيم للنازحين، وقد لا يجد المواطن الفلسطيني سواء صحفي أو طبيب أو العامل وغيرهم مقومات الحياة سواء فرش للنوم أو احتياجات معيشة والطعام والاستحمام".

وبشأن الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال ضد الصحفيين في الضفة الغربية قال محمد اللحام :"في الضفة الغربية يستمر الاستهداف وتحديدا فيما يتعلق بالاعتقالات، فحوالى 27 زميل وزميلة من الصحفيين تم اعتقالهم داخل سجون الاحتلال، ولا نعرف شيء عنهم ولا يمكننا متابعاتهم، بل يمنع الصليب الأحمر من زيارة الأسرى الفلسطينيين، ولا يوجد زيارة للعائلات والأسر المعتقلين، ولا يسمح للمعتقل بتوافر وسيلة اتصال مع الأسرة والعائلة، وكذلك هناك منع من زيارة المحامى للأسرى، حيث أمام المعتقل حوالى 25 يوما كى يلتقى بالمحامى إن سمح للمحامى بزيارة المعتقل وذلك في المحكمة وليس زيارة خاصة، خلال محاكم التمديد، بجانب القمع بالوسائل المعتادة من خلال القنابل المسيرة للدموع والرصاص والمنع من التنقل بين المدن، ومنع السفر، ومصادرة المعدات، وإغلاق المؤسسات، حيث تم إغلاق بعض المواقع الصحفية الإعلامية، وإغلاق مطابع ومصادرة محتوياتهم واقتحام لمنازل الصحفيين والاعتداء بالضرب وقنابل الصوت والغاز على الصحفيين، واتخاذ الصحفيين كدروع بشرية".

وحول ما تقدمه نقابة الصحفيين الفلسطينيين من مساعدات للصحفيين في غزة، بجانب التصعيد ضد انتهاكات الاحتلال، قال محمد اللحام :"النقابة إمكانياتها المتوافرة هي التفاعل مع العمق العربى، مع اتحاد الصحفيين العرب، والعمق الدولى مع اتحاد الصحفيين الدولى، ونزود الاتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الصحفيين الدولى بكل هذه الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال ضد الصحفيين في غزة على طريق رفع لمحاكمة الجنائية الدولية، وهناك عدة قضايا تم رفعها من قبل نقابة الصحفيين وعلى رأسها القضية المرفوعة ضد جيش الاحتلال باغتيال الراحلة شيرين أبو عاقلة، وهناك مماطلة من قبل المحكمة الجنائية الدولية التي تكيل بمكيالين، وهذه المحاكم يحكمها البعد السياسي أكثر من البعد الإنسانى أو البعد القانوني، ولم نستسلم لذلك بل سنتابع كل القضايا في كل المحاكم الدولية وكل المحافل الدولية، وسنحاول مطاردة ضباط الاحتلال وقياداتهم بحق الصحفيين الفلسطينيين".

ويؤكد رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين الفلسطينيين، إن نقابة الصحفيين حاولت وتحاول مع كل الجهات المتوفرة لديها بعض الاحتياجات مثل وجبات غذائية ساخنة تقدمها نقابة الصحفيين الفلسطينيين أحيانا للزملاء والزميلات المتواجدين في المستشفيات  في مشفى الشفاء في السابق وفي مستشفيات خان يونس وكذلك فر رفح، وحاولنا واستطعنا بالفعل توفير عدد من البطاطين والفرش لمجموعة كبيرة من الزملاء والزميلات بجانب عض الشواحن المتعلقة بالأمور التقنية ، والمشكلة الكبير أنه حتى لو توفر إمكانية مالية هل موجودة أم غير موجودة في القطاع وبعضها غير موجود، فبعض الفرش والبطاطين الذين استعنا بهم من قبل منظمة الهلال الأحمر الفلسطيني، الآن نفذت هذه الاحتياجات المطلوبة الآن".

وحول حماية القانون الدولى للصحفيين خلال النزاعات والحروب يقول :"القانون واضح تمام، لا يطبق إلا على الضعفاء فإسرائيل تقف على منصة الأمم المتحدة وتمزق تقارير حقوق الإنسان في أهم منصة دولية في العالم لأن هذه التقارير تدينها وبالتالي إسرائيل تتهرب وتدير ظهرها للمنظمات الدولية وللحقوق الإنسان، لأنها مدعومة من الدول التي تحاول أن تصدر مفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والليبرالية مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكل الدول الغربية، ولكن هذه الدول نفسها تدعم إسرائيل وجرائمها وتوفر لها المناخ كى تكون قادرة على أن تقف أمام العالم وتدير ظهرها لكل المواثيق الدولية والقوانين التي نصت عليها".

ويستدرك محمد اللحام :"ولكن هذا لن يحبطنا، وسنظل في نقابة الصحفيين نسعى في هذه المحافل الدولية لجلب استحقاق صحفيينا الذين ارتقوا شهداء خلال القصف الإسرائيلي على غزة والإرهاب الذي مارسه الاحتلال ضدنا، ليكون لحظة العدل والنصر لدماء زملائنا وزميلاتنا أن نرى ضباط وساسة الاحتلال خلف قصف الاتهام في المحاكم الدولية، وهذا ليس بعيدا، مهما كانت إسرائيل تحاول أن تلعب دور النمرود، فلن يتم إحباطنا في ملاحقة الاحتلال والاستمرار والاستدامة في كل المحافل ومع كل الأصدقاء والمؤسسات الجدولية لجلب هؤلاء إلى المحاكم الدولية رغم قناعتنا بعوار مؤسسات حقوق الإنسان الأممية والدولية".

وحول استخدام الاحتلال أداة الإعلام من أجل نشر أكاذيبه، بجانب منعه وصول الرواية الحقيقية عن ما يحدث في غزة إلى  العالم يقول محمد اللحام :"الحرب اليوم  90 % معركة إعلامية، والمكينة الإعلامية أداة أساسية في هذه الحرب، وحاول الاحتلال تشويه الموقف والذهاب إلى أكاذيب الجميع سمعها وتبنتها الإدارة الأمريكية وبعض القوى الأوروبية مثل قطع رؤوس 40 طفلا إسرائيليا وبكر بطون الحوامل وقتل النساء والاغتصاب، ولم يثبت أي شيء من أكاذيب الاحتلال، ولكن هذه المزاعم ساقها الاحتلال لارتكاب هذه المجازر بهذا المنسوب من الإرهاب بدعم أمريكى غربى، وبالتالي المعركة الإعلامية لضخامتها لذلك تم الاستهداف بهذه الشراسة والقسوة الصحفيين الفلسطينيين حتى لا يكون هناك رواية فلسطينية، حيث اعتاد الاحتلال في صراعه مع الحالة العربية وليس الفلسطينية فقط أن يسوق الأكاذيب وهو يعتمد على ماكينة إعلامية صهيونية ضخمة في العالم تسوق هذه الأكاذيب ولكن اليوم نجح الصحفى الفلسطيني والعربى ومن يناصر فلسطين أن يكشف الحقيقة".

ويتابع :"لم يعد شاب في لندن عمره 22 سنة أو صبية في أمستردام عمرها 27 سنة فقط تسمع بأذن واحدة فوكس نيوز وسى إن إن والتايمز وكل هذه المنظومة التي تدور في فلك الحركة الصهيونية، ورغم كل التضييق على مواقع التواصل الاجتماعى التي تضيق على الرواية الفلسطينية إلا أن بعض الصور تتكلم وبعض الروايات تصل وتحلق في العالم لتصل لكل دول العالم، وأصبح المواطن الغربى يرى بعينين ويسمع بأذنين حقيقة الموقف، وبالتالي دحض الروايات الاحتلالية الزائفة بأنهم أبرياء وأن العربى هو الإرهابى، وفشل تنميط الفلسطيني بالإرهاب وإسقاط الآدمية عن الفلسطيني وبالتالي تبرير قتله وذبحه ، والأمور تغيرت تماما والرواية الحقيقة تسقط رواية الكذب للاحتلال، لذلك يكره الاحتلال الحالة الصحفية ليس فقط الحالة الصحفية الفلسطينية ولكن ضد كل من لا يناصر الرواية الإسرائيلية".

نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين يكشف حجم انتهاكات الاحتلال ضد الصحفيين في غزة

من جانبه يؤكد الدكتور تحسين الأسطل، نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين، إن الصحفيين في قطاع غزة يتعرضون لحرب ممنهجة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ما بين قتل وتشريد واستهداف مباشر لهم  ولعائلاتهم وقصف منازلهم،  حيث إن الصحفيين في غزة الآن يعانون من مشكلة كبيرة في الاتصالات بالإضافة إلى عائلاتهم المشردة بسبب جرائم الاحتلال، وهناك عدد كبير من الصحفيين لا يجدون مأوى لعائلاتهم  وبالرغم من ذلك هم يؤدون رسالاتهم ونجدهم في التغطية الميدانية بشكل دائم، ويتعرضون لمثل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم حرب رغم أن ظروف عائلاتهم فيي غاية الصعوبة .

ويضيف نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع، إنه رغم كل ما يعانيه الصحفيين الفلسطينيين من الاحتلال الإسرائيلي وتعنيه عائلاتهم إلا أنهم يصرون على ملاحقة الاحتلال وجرائمه وينقلوها إلى العالم بكل مصداقية ومهنية من أجل ألا تبقى الرواية الإسرائيلية هي الرواية الوحيدة الموجودة، لافتا إلى محاولات الاحتلال  والإعلام الغربي تزوير الحقائق قائلا :"كل ما يحدث في قطاع غزة وجزء كبير منه يتم نقله وتلفيقه في الصحف الغربية، لكن العالم بات يرى ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي من جرائم ومجازر بحق الشعب الفلسطيني بفضل مهنية وحيادية الزملاء الصحفيين الذين ينقلون كل ما يرتكب من جرائم بكل أمانة ومصداقية".

تحسين الأسطل

تحسين الأسطل

ويؤكد أيضا تحسين الأسطل، أن نقابة الصحفيين تحاول من خلال الاتحاد الدولى للصحفيين، أن تضغط من أجل رفع هذه الجرائم والتخفيف من معاناة الصحفيين الفلسطينيين بقدر الإمكان، ولكن ما يتعرضون له أكبر بكثير من حجم مكانيات نقابة الصحفيين الفلسطينيين، فعلى الصعيد القانوني نحن شكلنا لجنة قانونية وكذلك لجنة أزمات داخلية لمتابعة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين.

ويقول نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين:"سنلاحق الاحتلال على هذه الجرائم وكذلك هناك اجتماع للاتحاد العام للصحفيين العرب بالقاهرة ويبحث ملاحقة الاحتلال على جرائمه وبحث آليات مساعدة الصحفيين والتخفيف عنهم ومساعدتهم في القيام برسالاتهم ونحن في نقابة الصحفيين الفلسطينيين سنضع كل المنظمات الدولية والعربية القيقة أمام مسئولياتها في أن تعمل على وقف الاعتداءات الهمجية على الصحفيين".

نقابة الصحفيين الفلسطينيين تسلم الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين تقريرا حول انتهاكات الاحتلال

وزار الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين أنتوني بيلانجي، الأراضى الفلسطينية، الأربعاء 22 نوفمبر، حيث التقى بعدد من قيادات نقابة الصحفيين الفلسطينيين في غزة، وبحسب البيان الصادر عن الاتحاد الدولي للصحفيين، فإن أنتوني بيلانجي أكد أن الاتحاد يقف بشكل كامل مع الصحفيين الفلسطينيين ونقابتهم في عملها من أجل خدمتهم، وأنه خاطب المؤسسات الدولية حول ما يجري من جرائم بحق صحفيي قطاع غزة، كما كشف أنه يجرى النقاش مع النقابة والجهات المختصة لعمل بيوت آمنة للصحفيين في قطاع غزة، وتوفير احتياجاتهم، في محاولة لحمايتهم وتوفير مكان عمل آمن لهم.

اجتماع الأمين العام للاتحاد الدولى للصحفيين مع أعضاء نقابة الصحفيين الفلسطينيين
اجتماع الأمين العام للاتحاد الدولى للصحفيين مع أعضاء نقابة الصحفيين الفلسطينيين
اجتماع الأمين العام للاتحاد الدولى للصحفيين مع نقيب الصحفيين الفلسطينيين
اجتماع الأمين العام للاتحاد الدولى للصحفيين مع نقيب الصحفيين الفلسطينيين

من جانبه يقول جهاد القواسمة، عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين، وممثل نقابة الصحفيين في الخليل بالضفة الغربية، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن أعضاء الأمانة العامة للنقابة التقوا الأمين العام للاتحاد الدولى للصحفيين، وسلموه تقريرا عن كل الانتهاكات التي مارسها الاحتلال ضد الصحفيين خلال عدوانه الأخير على غزةويضيف جهاد القواسمة، أن القانون الدولى يحمى الصحفيين خلال الحروب ولكن إسرائيل لم تحترم ذلك، متسائلا :" لماذا لم يحاسب المجتمع الدولى الاحتلال حتى الآن بمخالفته للقانون الدولى الذي ينص على حماية الصحفيين خلال أوقات النزاعات والحروب!، فخلال هذا العدوان ظهر بشكل جلي أن دولة الاحتلال تتصرف كأنها فوق القانون، ضاربة بعرض الحائط كل الاعراف والمواثيق الدولية والاتفاقيات وسقط هذا القانون وكل الاتفاقيات".

ويتابع عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين :"تصرف دولة الاحتلال هو بدعم مطلق من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، والاتفاقيات والقوانين الدولية لا تطبق إلا على الضحية، وبالتالي فقدت المواثيق والأعراف والاتفاقيات مصداقيتها، وعلى الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية إيجاد بدائل تتطبق على الجميع"

ويؤكد جهاد القواسمة، أن هناك صحفيين في غزة بلا مأوى ويفترشون الأرض، وتعمل النقابة على توفير احتياجاتهم وهم بحاجة كل شيء، متابعا  :"نتواصل من خلال الصليب الأحمر ومؤسسة انيرا ووزارات شؤون الاجتماعية والأوقاف لتوفير المساعدات لهؤلاء الصحفيين كى يجدون مأوى يعيشون فيه، خاصة أن الغالبية العظمى نزح نحو الجنوب في قطاع غزة".

شهادات صحفيين فلسطينيين في غزة عن حجم المعاناة جراء جرائم الاحتلال

معاناة كبيرة عاشها الصحفيين في غزة وما زالوا في ظل عدوان غاشم لا يحترم أي قوانين أو أعراف، وعمل على استهداف صاحبة الجلالة، وأصبح الصحفي في القطاع مهدد إما بالقتل أو التشريد، بجانب صعوبة في الحصول على الطعام، وفي هذا السياق يؤكد لؤى الغول مدير نقابة الصحفيين فى غزة، إن العشرات من الصحفيين والعاملين بالحقل الإعلامى استشهدوا منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، كما أن  أكثر من 95 % من الصحفيين نزحوا نحو الجنوب في ظل تهديدات الاحتلال لهم بالاستهداف المباشر.

ويضيف لؤى الغول، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه منذ بداية العدوان وحتى الآن نعيش أيام صعبة للغاية، ونواجه صعوبات ضخمة في عملنا ومحفوفة بالمخاطر والضغوط النفسية والضغوط من المشاهد الخاصة بالشهداء والأشلااء تحت الأنقاض ومن ضغوط الحياة اليومية من الأكل والماء والكهرباء والإنترنت والنوم والراحة كل شيء صعب، وللأسف نعيش حلم بشع وكله كوارث علي كل الأصعدة.

لؤى الغول

لؤى الغول

ويتابع:"مفروض علي الصحفي الفلسطيني قل الرسالة السامية لشعبنا الفلسطيني العظيم ومشاهد الدمار والقتل والتدمير وماذا يفعل الصحفي هل يتوقف عن نقل معاناة شعبنا الفلسطيني ، وأصبح أغلب الزملاء الصحفيين في غزة متواجدين في المستشفيات لمعرفة أماكن القصف في ظل ضعف الاتصالات والكهرباء، لذلك يلجئون للمستشفيات لمواصلة عملهم".

وبشأن الإجراءات التي اتخذتها النقابة لحماية الصحفيين في القطاع يقول مدير نقابة الصحفيين فى غزة، :"هناك إجراءات تمت بالفعل من قبل نقابة الصحفيين لمواجهة تلك الانتهاكات ، ونقابة الصحفيين الفلسطينيين تعمل قصاري جهدها ومتابعتها للصحفيين من أجل توفير الدعم والمساندة لكل الزملاء الصحفيين المتواجدين في الميدان علي كل الأصعدة ومتابعة مستمرة وتسجيل الانتهاكات بحق الصحفيين وتوفير ما أمكن توفيره من متطلبات الصمود وتعزيزها للصحفي".

وبشأن رفع الانتهاكات التي مارسها الاحتلال ضد الصحفيين بالقطاع إلى المؤسسات الدولية يقول لؤى الغول :" بالفعل يتم رفعها أول بأول ضمن تقرير للاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب ونقابة الصحفيين قدمت طلبا لمحكمة الجنايات الدولية ضد الاحتلال الإسرائيلي لقتل الزميلة الصحفية شرين أبو عاقلة والزميل ياسر مرتجي والزميل أحمد أبو حسين، والقانون الدولي ينص على حماية الصحفيين وتجنبهم وليس استهدافهم بشكل متعمد لطمس الحقيقة وإرهاب الصحفيين".

فيما يقول الصحفى والمراسل الفلسطيني أسامة الدحدوح، المراسل بقناة فلسطين اليوم، والمقيم في قطاع غزة، إن أكثر من 98 % من مجموع الصحفيين في قطاع غزة توجه إلى مناطق الجنوب ووسط قطاع غزة سواء رفح أو خان يونس جراء تهديدات الاحتلال بقصفهم خاصة المكاتب الإعلامية الكبرى مثل المكاتب التابعة للوكالات الأجنبية والقنوات العربية الكبرى والقنوات المحلية الفلسطينية، خرجت لمناطق متفرقة من قطاع غزة، خاصة مع اقتحام مجمع الشفاء الطبي".

ويضيف في تصريحات خاصة ، أن الكثير من الصحفيين الفلسطينيين ودعوا عائلاتهم وهم على رأس عملهم، حيث إن الاحتلال استهدف الكثير من عائلات الصحفيين أثناء عملهم في الميدان، وكلنا نتفاجئ أن هذه عائلة زميل وهؤلاء أبنائه وكذلك هؤلاء زوجاته ارتقوا شهداء أو أصيبوا بشكل مباشر جراء استهدافهم وتعمد الاحتلال استهدافهم بشكل مباشر.

ويوضح أسامة الدحدوح، أن النقابة تقوم بتدوين جرائم الاحتلال بشكل مستمر وتتابع لحظة بلحظة، ولكن لا فعل على الأرض يرتقى لمستوى تلك الجرائم التي يرتكبها الاحتلال وما يعانيه الصحفيين في غزة من انعدام في الأمن سواء لهم أو لعائلاتهم وكذلك انعدام الأدوات التي ربما من خلالها يستطيعون حماية أنفسهم، وكذلك الظروف الغاية في الصعوبة، وأدنى مقومات الحياة للصحفيين غير موجودة خاصة الطعام والشراب والدواء والحق في الإيواء ومعظم الصحفيين في غزة الآن يبيتون في العراء ويفترشون الأرض ويتلقون السماء في ظل طقس بارد ومعاناة متفاقمة.

وحول لجوء أغلب الصحفيين في غزة للمستشفيات للاحتماء بها، يقول :"نعم أغلب الصحفيين الآن أصبحوا يقيمون في المستشفيات، ومعظم المؤسسات الصحفية والإعلامية والإعلاميون يلجئون إلى المشافى نظرا لتوافر التيار الكهربائى نتيجة وجود مولدات خارجية تزود هذه المشافى، بجانب إمكانية إيصال الإنترنت وتوافرها في المستشفيات، وبالتالي يوجد إمكانية الحصول على الخدمة والقيام بالعمل على أكمل وجه، فالظروف معقدة للغاية وصعبة جدا، ولا يمكن لأحد التحرك، وإذا استطاع صحفى التحرك فإنه يتحرك على مسؤوليته الشخصية، حتى السيارات لم يعد بها وقود كى نتمكن من التحرك والتنقل من خلالها، وبالتالي هناك معاناة كبيرة للغاية، والعمل تحت القصف مستمر منذ أكثر من 46 يوما وحتى الآن، فلا يوجد أحد يضمن سلامته الشخصية لأن الاحتلال الإسرائيلي ليس لديه خطوط حمراء في استهداف كل الفلسطينيين، وكل من يتحرك يتعمد استهدافه، سواء صحفى أو إسعاف أو رجال الحماية المدنية أو أطباء، فكل فلسطيني أصبح مستهدف من قبل الاحتلال" .

وبشأن صعوبة حصول الصحفى على الطعام والمياه يقول :" الصحفيون حالهم كحال آلاف النازحين من شعبنا الفلسطيني الذين نزحوا إلى المناطق الجنوبية في قطاع غزة، ويتدبرون حياتهم بصعوبة بالغة، فالحصول على رغيف خبز يتطلب الأمر لساعات طويلة وطابور طويل للحصول على بعض الرقاق أو ما يعرف بالفراشيح في غزة، والذي يتم خبزه على الحطب والنار في المدينة، وقليل من الناس الذين يلجئون إلى هذه الطريقة، ونضطر للانتظار من أجل الحصول على رغيف أو رغيفين ، بجانب الحصول على المعلبات التي تتضاعف سعرها إلى أكثر من 5 أضعاف، فعلبة الفول كان سعرها 2 شيكل، واليوم تشتريها بسعر 6 إلى 10 شيكل، وهو حمل كبير على الصحفى في غزة الذي يضطر إلى شرائها إن وجدها، أو عليه الاكتفاء بوجبة واحدة من البسكويت طوال اليوم بجانب زجاجة مياه ، وهناك تعقيد صعب في الحصول على كل مقومات الحياة سواء طعام أ وشراب، وليس لنا كصحفيين فقط ولكن كل شرائح المجتمع بسبب صعوبة دخول البضائع والحصار المفروض على القطاع، وعزل غزة عن العالم الخارجي، وأصبحنا نتأثر بكل شيء يمارسه هذا الاحتلال ضدنا".

عمر نزال: عدد شهداء الصحفيين الفلسطينيين منذ 2000 وحتى قبل 7 أكتوبر 55 والعدوان قتل أكثر من 60 صحفيا

فيما يؤكد عمر نزال، نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين، أن الواقع الذي يعيشه الصحفيين مع دخول هذه الحرب يومها الـ47 هي ظروف مأساوية بكل معنى الكلمة وهناك جرائم إبادة ضد الزملاء الصحفيين في قطاع غزة مثلما تحدث جرائم إبادة ضد كل الشعب الفلسطيني وفقدنا ما يتجاوز الـ60 صحفيا حتى الآن سقطوا شهداء نتيجة الكلمة الحرة والتغطية المستمرة، وهذا العدد من الشهداء الصحفيين يساوى ما قتله الاحتلال على مدار 23 عاما مضت، أي أن عدد الصحفيين الشهداء منذ عام 2000 وحتى قبل 7 أكتوبر 2023 بلغ 55 صحفيا، بينما عدد الشهداء الصحفيين الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر الماضي وحتى الآن تجاوز الـ60 وهناك تقديرات تقول إنهم وصلوا لـ62 شهيدا، وهذا بحد ذاته رقم يفوق التصور والخيال.
ويضيف نقيب الصحفيين الفلسطينيين،  في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": "نحن ننظر لما يقتل من الصحفيين حول العالم، فمنذ بداية هذا العام وحتى الآن قتل 31 صحفيا حول العالم في جرائم مختلفة، في كل دول العالم، وفي فلسطين وحدها ضعف هذا العدد، أي أن جريمة الاحتلال تخطت وتضاعفت كل ما ارتكبته قوى الوحشية والظلام حول العالم الذين قتلوا 31 صحفيا".

عمر نزال نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين
عمر نزال نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين

وبشأن عدد الصحفيين الذين تركوا منازلهم وذهبوا لمراكز إيواء في غزة قال عمر نزال :"بالنسبة النازحين من الصحفيين، فإن كل الجسم الإعلامى في غزة لم يعد يعيش في منزله، وأصبح نازح عمليا، حيث تم استهداف المقرات الإعلامية لكل وسائل الإعلام منذ الأسبوع الأول لهذا العدوان، وبالتالي اضطر الصحفيين للعمل خارج مقرات عملهم ، في الأماكن التي يعتقدون أنها آمنة سواء ساحات المستشفيات أو مراكز الإيواء وغيرها من المؤسسات التي تستقبل النازحين، وأصبحوا يعملون في ظروف بائسة للغاية دون مكان للنوم ودون توافر كهرباء لشحن الهواتف ودون إمكانية لتشغيل اللاب توب والذي يعد وسيلة التواصل الأساسية مع دول العالم، وكذلك دون طعام وشراب، وبعضهم يتواص معنا ويخبرنا أنهم منذ 3 آيام لم يتمكن من الحصول على مياه بجانب القلق الدائم على عائلاتهم". 

ويوضح أن هناك 45 صحفيا فقدوا ما لا يقل عن 220 من عائلاتهم وأسرهم وبالتالي فهم في قلق ائم على عائلاتهم وأسرهم، وهذا ما يجعل من كل العمل الصحفى عمل محفوف المخاطر في مدينة غزة خاصة الجزء الشمالى من غزة، وهذا يهدد حياتهم وإمكانية استمرارهم في عملهم، وهناك 20 صحفيا  موجودين في المستشفى الأندوسنى المهدد بالإخلاء وقصف عدة مرات ودخل جيش الاحتلال بعض أقسامه وهو ما يشكل خطرا حقيقا على الصحفيين العاملين هناك. ويشير نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين، إلى أن هناك جرائم ترتكب من قبل الاحتلال ضد الصحفيين من نوع أخر، وهناك تهديد متواصل ضد الصحفيين من قبل أجهزة الأمن التابعة لحكومة الاحتلال أو مجموعات متطرفة من مستوطنين إسرائيليين الذين إما يتصلون بهم ويوجهون لهم تهديدات وإما ينشرون صور لبعض الصحفيين ويوقلن إن هؤلاء مطلوبين بالقتل، وبعض هؤلاء الصحفيين الذين تم نشر صورهم تم استهدافهم وقتلهم وهذا ليس فقط في غزة ولكن أيضا في الضفة الغربية هناك انتهاكات مماثلة وحملة اعتقالات واسعة تطال الصحفيين.
ويقول عمر نزال: "لدينا 32 صحفيا اعتقلوا منذ 7 أكتوبر ويعيشون في ظروف غاية في القسوة وهناك صحفيان مفقودان منذ اليوم الأول لهذا العدوان وسلطات الاحتلال ترفض إعطاء أي معلومات عنهم ولا تؤكد قتلهم أو اعتقالهم ولا تؤكد أي معلومة عنهم علما بأن تقديراتنا أنهم موجودين في قبضة سلطات الاحتلال ولكنها ترفض الاعتراف بذلك".
وحول خطوات نقابة الصحفيين لدعم الصحفيين في غزة يقول :"نحن في النقابة نعمل على خطين رئيسيين، الأول هو توفير ما يمكنها من مساعدات لإغاثة الزملاء الصحفيين، ووفرنا خيم كمكان مبيت وعمل للصحفيين في كل مراكز الإيواء خاصة المراكز الإيواء الكبرى التي يتواجد بها الصحفيين، ونعمل يوما على توفير ما يمكن توفيره من طعام وشراب وملابس للصحفيين وتغطية احتياجات الزميلات الصحفيات من الاحتياجات الخاصة بالنساء، ومع بداية فصل الشتاء، نعمل على توفير البطاطين والفراش والستر لهؤلاء الصحفيين، محاولة توفير حزم الإنترنت والتأكد من بقائهم على الاتصال رغم أن سلطات الاحتلال دمرت وقطعت الاتصالات أكثر من مرة عن مجمل أهلنا في غزة".
ويضيف نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين :"الجانب الثانى الذي نعمل عليه هو توثيق كل هذه الجرائم وإرسالها إلى الجهات الدولية المعنية بحقوق الصحفيين لتوفير بيئات عمل آمنة لهم وفي طليعتها الاتحاد الدولى للصحفيين، حيث زارنا مس مساء امس الأمين العام للاتحاد الدولى للصحفيين للتعبير عن تضامنه والوقوف على ما يتعرض له الصحفيين الفلسطينيين والتقى عدد كبير من الصحفيين الذين تعرضوا لانتهاكات الاحتلال، ونتواصل مع الأمم المتحدة ومنظماتها المعنية بحقوق الصحفيين خاصة منظمة اليونسكو والأمين العام للأمم المتحدة".

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة