فيلسوف وكاتب ومدرس أمريكى ذاع صيته نظرًا لإطلاقه مشروعين لكن ليس بسبب نجاحهما ولكن بسبب النقد الحاد الذى تعرض له بسببهما، هو "أموس برونسون"، الذى تحل اليوم ذكرى ميلاده، إذ ولد في مثل هذا اليوم 29 نوفمبر من عام 1799م، ولهذا نستعرض عبر السطور المقبلة لمحة من حياته.
أموس برونسون
لقد أطلق أموس برونسون مشروعين كما ذكرنا تمثلا في تأسيسه لمدرسة غير التقليدية وإنشائه لمجتمع مثالي يتخيل فيها الكاتب الحياة في مجتمع مثالي لا وجود له، مجتمع يزخر بأسباب الراحة والسعادة لكل بني البشر، أطلق عليه اسم "فروتلاندز" كما ساهم في ذيوع صيته ارتباطه بالفلسفة المتعالية.
وخلال مسيرته قام بإنشاء عدد من مدارس الأطفال فى الولايات الجنوبية من أمريكا وفضل أن يطبق مشاريعه خلال العملية التعليمية، فقد كان من أشد المعارض للعقاب، فكان رافضُا لأسلوب العقاب البدنى للطلاب، وهنا تصاعدت ردود أفعال وتعرض لنقد حاد تجاه وجهة نظره في أن الطالب المذنب يقوم بضرب يد المعلمة لأن ذنب الطالب هو مسؤولية المدرس، وهو ما يجعل الطالب يشعر بالحرج جراء تلك الفعل وهو ما يفترض أن يكون أكثر فعالية من الخوف المرتبط بالعقاب البدنى، ولكنه لم يسلم من تلك الأفعال فانتهى الأمر بإغلاق مدارسه.
ورغم ذلك إلا أن فلسفة "آلكوت"، وفرت أساسا للأجيال اللاحقة من دعاة التعليم الحر، وتم تبنى أساليبه ومبادئه التعليمية في وقت لاحق فيما يسمى التدريس بالتشجيع مثل تعليم الموسيقى والتمثيل والخبرة والفن والتسامح في مدارس تعليم الطفولة المبكرة.
لقد كان "آلكوت" من معارضي أسلوب العقاب البدني للطلاب إذ كان من أفكاره المبتكرة في المدرسة غير التقليدية التي أنشأها أنه قصر عقوبة الطالب المذنب على تكليف ذلك الطالب بضرب يد مدرسه بمسطرة، من منطلق أن ذنب الطالب هو مسؤولية المدرس، وأن اتباع هذا الأسلوب سيشعر الطالب بالحرج والذنب وهو ما يفترض أن يكون أكثر فعالية من الخوف المرتبط بالعقاب البدني. إلا ّأن مدرسة آلكوت هذه تعرضت لكثير من النقد الحاد من المجتمع والصحافة. وانتهى الأمر بإغلاق المدرسة، كما أن آلكون عرف بدعوته لإنهاء العبودية وطالب بحقوق المرأة، ورحل عن عالمنا في 4 مارس من عام 1888م.