مرت فترة الدعاية الانتخابية بهدوء ولم يتم خلالها رصد أي مخالفات بما يشير إلى أن القائمين على الحملات الانتخابية الأربعة لديهم وعي تام لتحمل المسئولية، وأن النزاهة والشفافية لدى الجميع كانت شعار المرحلة، ومراعاة مصلحة الدولة العليا فوق الجميع؛ لذا مرت الانتخابات الرئاسية في الخارج بصورة مشرفة ومبهرة للعالم كله، دون حدوث تجاوزات أو خروقات تذكر.
ويبدو أن الثقافة المصرية ووعي الشعب في الخارج والداخل خالف الظنون؛ فقد بدى الاستعداد النفسي تجاه المشاركة في الانتخابات الرئاسية واضح من خلال المؤتمرات التي عقدت والندوات التي دشنت واللقاءات التوعوية التي أبرمت بكافة المؤسسات والقطاعات الرسمية وغير الرسمية والتي شملت جموع الشعب المصري بكافة طوائفه وفئاته وانتماءاته الحزبية وغير الحزبية.
ودلالة ما تقدم يؤكد التغيير الجوهري في ثقافة المشاركة السياسية على الساحة المصرية، قد يرجع ذلك، لرسوخ وثبوت المواقف السياسية المصرية تجاه القضايا الساخنة على الساحة الإقليمية والعالمية؛ فقد كانت مشرفة ونزيهة وشفافة ولم تتخذ مسلك المراوغة بشكل مطلق، وهذا ما جعل الشعب يثق في دولته ويقدر ما تبذله من جهود مضنية من أجل إحلال السلم والسلام في ربوع الأوطان والعالم بأسره، وهذا الاصطفاف خلف الدولة المصرية يؤكد ثبوت كذب أصحاب المصالح والأجندات عبر الفضائيات ومنصات مواقع التواصل الاجتماعي الممولة.
إن الرأي العام المصري أضحى مقتنعًا بدوره في إيجابية المشاركة الانتخابية لسباق الرئاسة؛ لتتولى القيادة السياسية التي تفوز بمقعد الرئاسية مسئولية ومهام استكمال إنجازات الدولة العظيمة في ربوع الوطن الحر دون توقف أو التفات لما يحاك للدولة من مسببات تستهدف استنزاف قوتها وتشتيتها عن تجاه المسار النهضوي الذي يتطلع لجودة الحياة والرفاه في صورتها المكتملة.
وإيجابية المشاركة في الانتخابات الرئاسية تصنع الفرق بكل وضوح في فترة عصيبة تمر بها البلاد؛ فما يجري بالإقليم لم نشهده من ذي قبل؛ فالأوضاع على صفيح ساخن وستستمر للأسف الشديد هكذا لفترة من الزمان، وهذا يستوجب منا جميعًا أن نكون حريصين على مسببات الاستقرار ونعمل على تدعيمه بقوة وعزيمة وإصرار؛ فلا مجال للخلاف؛ لكن التضافر والتوافق هما سبيل النجاة بسفينة الوطن.
إن الانتخابات الرئاسية المصرية لحظة فارقة في تسطير التاريخ المجيد للجمهورية الجديدة التي نرغب جميعًا دون استثناء في استكمال إنجازاتها لمشروعاتها القومية في ربوع الوطن، وهو ما يتأتى بإيجابية في المشاركة الانتخابية الإيجابية المستحقة التي تعضد موقف الدولة الديمقراطي ومسارها الطبيعي الذي لا يستطيع أحد أن يسبلها إياه؛ فتزود عنها قيادتها السياسية القوية التي تتحمل مسئولية إدارة شئون البلاد بعد نجاحها في الانتخابات الرئاسية النزيهة.
إننا لا نسوق لمرشح بعينه لكننا بشكل صريح نحث جموع الشعب العظيم للنزول للإدلاء بأصواتهم عبر صناديق الاقتراع؛ لنظهر للعالم المراقب والمحدق بأعين متعددة للمشهد بكافة الوسائل والصور الممكنة؛ لينقل المشهد الانتخابي المصري برمته للعالم بأسره، وتصبح شهادة عيان على الحدث الديمقراطي الكبير في الدولة المصرية.
إن المتربصين بالدولة من الداخل والخارج يأملون أن يشاهدوا ضعف المشاركة في الانتخابات الرئاسية المصرية ليقولوا بلسان الكذب أنه لا وجود للديمقراطية المصرية، وأن هذا يعني أن الدولة غير مستقرة وأن شعبها في جانب وقيادات ومؤسسات الدولة الوطنية في جانب أخر؛ لذا باتت إيجابية المشاركة في الانتخابات الرئاسية فرض عين على كل مصري حر محب لوطنه عاشق لترابه يحمل في جوانبه الولاء والانتماء لرموز الدولة.
وفي الختام نؤكد على حتمية وضرورة وأهمية إيجابية المشاركة في الانتخابات الرئاسية؛ كونها نقطة تحول فارقة في تاريخ الدولة العظيمة؛ حيث إن شعبها الوعي يستحق كل نهضة وتقدم ورقي من قيادة تتولى زمام الأمور في الاتجاه والمسار الصحيح وفق رؤية يحكمها التخطيط الاستراتيجي في كافة الأبعاد والمجالات.
حفظ الله بلادنا العظيمة وقدر لها الخير في مكنونه، ووفق المخلصين لها للرشاد والصواب. تحيا مصر.