جرت الانتخابات الرئاسية فى وجود متابعين من دول العالم، وكل المنظمات والهيئات الخارجية والداخلية التى طلبت المتابعة حصلت على تصريح، وأتاحت الهيئة الفرصة أمام المنظمات الداخلية والخارجية والسفارات للمتابعة، كما أن وسائل الإعلام المحلية منحت مساحات متساوية للمرشحين والحملات، ومنها ما قدمته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التى قدمت وقتا مجانيا لكل مرشح ليقدم فيه برامجه ويخاطب الجمهور، ونفس الأمر فيما يتعلق بالمراسلين الأجانب، حيث تواجد 528 صحفيا ومراسلا ممثلين لصحف وقنوات متعددة، وقدمت الهيئة العامة للاستعلامات تسهيلات للمراسلين تمكنهم من تأدية عملهم، وانعكس ذلك فى تقارير الصحف المعروفة، والقنوات المختلفة، باستثناءات للمنصات الممولة التى تنشر مقالات وتقارير مدفوعة تتناسب مع رغبات هذه المنصات.
وأصدرت منظمات دولية وقارية تقارير مهمة حول نتائج المتابعة للعملية الانتخابية، ومنها البعثة المشتركة للاتحاد الأفريقى - والكوميسا لمراقبة الانتخابات، برئاسة الدكتورة سبسيوسا وانديرا، نائبة رئيس جمهورية أوغندا السابقة ، تتألف بعثة المراقبة من 70 مراقبا تتضمن السفراء المعتمدين لدى الاتحاد الأفريقى، ومسؤولين من أجهزة إدارة الانتخابات، وأعضاء منظمات المجتمع المدنى الأفريقى، وخبراء فى الانتخابات الأفريقية، بالإضافة إلى متخصصين فى مجال حقوق الإنسان، وخبراء فى مجال الإعلام فضلا عن ممثلين لمنظمات المرأة والشباب.
وأعلنت رئيسة البعثة أنها مارست عملها بحرية وأصدرت تقريرا مهما عرضته فى مؤتمر صحفى أكدت فيه أن الانتخابات الرئاسية تمت فى ظروف اقتصادية وسياسية صعبة، وسط منطقة مليئة بالصراعات والحروب، ومع هذا تمت فى ظروف وبيئة سلمية وخلت من أى شوائب تخل بالعملية الانتخابية، وأكدت وانديرا أن مصر التزمت باحترام الدستور وقامت بتنظيم الانتخابات فى موعدها رغم ما يحيطها من صراع فى فلسطين والسودان والحروب العالمية.
وأشارت خلال المؤتمر الذى عقدته البعثة الأفريقية أمس الخميس، إلى أن الهيئة الوطنية للانتخابات سهلت التصويت على الجميع وأولت اهتماما بكبار السن وذوى الهمم، وخاصة المكفوفين الذين تمت الاستعانة بطريقة برايل من أجل مساعدتهم على التصويت، ومكنت الوافدين من التصويت بشكل سهل.
وأشادت البعثة الأفريقية بالمشاركة الواسعة للنساء وإقبالهن الكثيف على مراكز الاقتراع، ولفتت إلى حماسة الشباب فى الإقبال على مراكز الاقتراع فى هذه الانتخابات، مؤكدة بحرية التصويت للجميع فى مصر، وبينت أن مصر لديها طريقتها التى تبنى بها مسؤوليتها الديمقراطية، وضمان حماية أصوات الناخبين جميعا، وكذلك تم السماح للمصرين بالخارج بالتصويت فى السفارات الدول.
وقالت سبيكيوزا كازيبوى وانديرا، رئيسة البعثة المشتركة للاتحاد الأفريقى والكوميسا لمتابعة الانتخابات الرئاسية، إن الانتخابات وفرت أساسا متينا لتعزيز السلام والاستقرار فى مصر، مشيرة إلى أن الهدف الأساسى للبعثة المشتركة هو تعزيز إجراء انتخابات سلمية وديمقراطية وذات مصداقية فى مصر، بما يتماشى مع مبادئ الاتحاد الأفريقى والكوميسا والأطر المعيارية وغيرها من الالتزامات والمعايير الدولية للانتخابات الديمقراطية.
وأشادت البعثة بالدور النشط الذى يلعبه المجتمع المدنى، والمنظمات النسائية والشبابية فى تثقيف الناخبين وكذلك متابعة الانتخابات، وأن الحوار السياسى الذى قادته لجنة الحوار الوطنى ساهم فى ضمان المشاركة الفعالة للمجتمع المدنى.
من جانبه طالب رئيس بعثة السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا السفير جون مائب، بالاقتداء بمصر فى تذليلها الصعاب من أجل مساعدة كبار السن وذوى الهمم لتمكينهم من الإدلاء بأصواتهم بكل سهولة وهو ما لم نره من قبل فى أى دولة أفريقية.
الواقع أن شهادة البعثة الأفريقية، تتضمن قراءة مهمة للعملية الانتخابية والإجراءات والتسهيلات التى قدمتها الهيئة الوطنية للانتخابات، خاصة للكبار وذوى الاحتياجات ولفتت إلى إقبال الشباب ودور المجتمع المدنى والأهلى، الذى يمثل مكسبا مهما ويرسخ لقاعدة تتوسع فى العمل العام وتخدم التنوع والتعددية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة