أجرت صحيفة "إل باييس" الإسبانية حوار مع الفائز بجائزة نوبل النرويجي جون فوس "يون فوسه" وقد حمل الحوار في طياته الكثير من الصدق مع الآراء الصادمة غير أنه تطرق لكل شيء عن الكتابة والعادات والطقوس وكيف ينظر المؤلف إلى كتابة الأدب وإلى الحوار:
كيف تكتب، أو بالأحرى، تؤلف؟
بدأت باستخدام الآلة الكاتبة ثم قمت بالتبديل إلى جهاز ماك لقد كنت من أوائل مستخدميه في النرويج، أحببت التحول إلى الكمبيوتر: القدرة على التصحيح على الشاشة، والقدرة على طباعتها، وتغيير الخطوط والقدرة على إرسال المخطوطات دون تلك التصحيحات بالقلم التي كان علي إجراؤها على الآلة الكاتبة لقد كنت متحمسًا جدًا بشأن الكمبيوتر ما زلت أستخدمه، ولكن في السنوات الأخيرة فقدت الاهتمام قليلاً.
والآن؟
الآن أنا مهتم بالحبر، لدي مجموعة كبيرة من أقلام الحبر حوالي 300 وأحبار مختلفة بجميع الألوان الممكنة، حوالي 150 نوع، أنا أحب بشكل خاص الأقلام ذات الأطراف العريضة: إنها تشبه إلى حد كبير استخدام فرشاة الرسم، تمت كتابة Septology على جهاز Mac وتم تصحيحه يدويًا ولكن، على العكس من ذلك، فكتابى "الساطع" تمت كتابته بخط اليد منذ البداية.
ألا ينبغي للأدب أن يعالج مشاكل المجتمع؟
لا على الإطلاق، يرتبط الأدب بالمجتمع بنفس الطريقة التي ترتبط بها الموسيقى بالمجتمع. للفن دور في المجتمع، وبالتالي له تأثير سياسي. مثل لوركا، الذي كان له تأثير سياسي، رغم أن عمله لم يتناول القضايا السياسية. أعتقد أنك إذا حاولت تقديم الرسالة السياسية أو الرسالة الدينية، أو أي شيء آخر بشكل واضح للغاية، فمن المحتمل أن ينتهي بك الأمر إلى الكتابة بشكل سيئ، على الأقل، هكذا أرى الأمر، لا أستطيع أن أتذكر أي عمل أدبي تبشيري، إذا جاز التعبير، لا أعتقد أن تلك الأعمال جيدة.
منذ فترة، قمنا بزيارة كاتدرائية القديس أولاف، وهي أحد الأماكن التي تمارس فيها عقيدتك. لقد تحولت إلى الكاثوليكية، باعتبارك نرويجيًا ومعظمهم من اللوثريين وهذا ليس شائعًا جدًا، فلم هذا التحول؟
لا يوجد سوى حوالي أربعة أو خمسة آلاف منا من أصل كاثوليكي نرويجي، هناك مهاجرون بولنديون أو فلبينيون من الكاثوليك ولكن هناك عدد قليل جدًا من الكاثوليك من أصل نرويجي. يوجد في الكنيسة التي ذكرتها حوالي 40 جنسية ممثلة. في بعض الأحيان، أذهب إلى القداس وأنا الوحيد من أصل نرويجي.
في Septology، تستكشف إمكانية أن نكون أشخاصًا آخرين، هل كنت ستحب أن تكون شخصًا آخر؟
بصراحة، أنا لست سعيدًا جدًا بنفسي.
لكنك فزت بجائزة نوبل؟
نعم، ولكني لا أعبر عن نفسي عندما أكتب بل أحاول الهروب من نفسي ومثلما حدث عندما كنت أعزف الموسيقى كان ذلك من أجل الهروب، لو كنت شخصًا سعيدًا وأشعر أنني بحالة جيدة ومحظوظ فلا أعتقد أنني سأكتب أو ربما كنت سأكتب كتابًا واحدًا وهذا كل شيء.
لا بد أنك غير راضٍ جدًا، لأنك كتبت كثيرًا؟
إن عدم الرضا هذا جعلني أقضي حياتي كلها في الكتابة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة