غزا الفرس الأخمينيون مصر عام 525 قبل الميلاد، وحكموها لأكثر من 150 عامًا في عصر الأسرة السابعة والعشرين وفي عام 525 قبل الميلاد، كان الفرس الأخمينيون والمصريون ثقافتين تسيران في اتجاهين مختلفين تمامًا إذ كان الفرس قد شرعوا في سياسة الإمبريالية، حيث قاموا ببناء الإمبراطورية الأخمينية على أنقاض العديد من الثقافات القديمة، بما في ذلك مصر القديمة.
وعلى الرغم من أن المصريين القدماء أسسوا حضارة أقدم بكثير، إلا أنهم كانوا في منتصف عصرهم المتأخر وقد كان الغزو الفارسى لمصر دمويًا وصعبًا.
طور الفرس ثقافتهم تحت حكم الميديين، ولكن بحلول منتصف القرن السادس قبل الميلاد كان الفرس مستعدين لتأكيد استقلالهم عندما اعتلى كورش الثاني العرش الأخميني، أخذ السلالة في اتجاه جديد.
اشتبك كورش مع الميديين في حرب مفتوحة من 553 إلى 550 أسفرت عن انتصار الأخمينيين، مما جعلهم أسياد بلاد فارس بلا منازع وتابع كورش انتصاره على الميديين من خلال غزو ممالك الشرق الأدنى الأقدم فغزا الإمبراطورية الليدية الغنية في حوالي عام 546 قبل الميلاد، قبل الاستيلاء على بابل في عام 539 قبل الميلاد ثم غزا قمبيز (حكم في الفترة من 530 إلى 522 قبل الميلاد) مصر في عام 525 قبل الميلاد.
لم يتم توثيق غزو قمبيز لمصر بشكل جيد، حيث يوجد نصان فقط يتعلقان بالحدث الأول معاصرة هو تمثال ناوفوروس لرجل يُدعى أودجاهوريسنيت، الذي خدم كأميرال في عهد بسماتيك الثالث (حكم 526-525 قبل الميلاد) وقد كان أدجاهوراسينت طبيبًا ورئيس كهنة الإلهة نيث، راعية مدينة سايس وكانت لديه إمكانية الوصول إلى أرشيفات المعبد وكان متعلمًا جيدًا، وربما لهذا السبب اختار قمبيز أن يجعله طبيبه الشخصي ويروي تمثال أودجاهوريسنيت بعضًا من الدمار الذي جلبه الغزو إلى البلاد.
المصدر الآخر عن الغزو يعود إلى المؤلف اليوناني في القرن الثاني الميلادي، بوليانوس، في كتابه استراتيجيات الحرب ولأن بوليانيوس كتب روايته بعد حوالي 600 عام من الحدث، فقد تعامل معه الكثير من الناس بالشك، ومع ذلك، يقدم بوليانيوس وصفًا ممتعًا إلى حد ما لكيفية استخدام الفرس لعاادات المصريين وكتب أن الفرس ألقوا حيوانات مقدسة من المقاليع على المصريين.
قام قمبيز وخليفته داريوس الأول (حكم من 522 إلى 486 قبل الميلاد) بالجلوس فعليًا على عرش مصر ولهذا السبب توصل الباحثون المعاصرون إلى الكثير عن طبيعة الحكم الفارسي في مصر، مما يقدم صورة معقدة.
إحدى الروايات عن قمبيز كتبها المؤرخ اليوناني هيرودوت في القرن الخامس قبل الميلاد حيث كتب هيرودوت أن قمبيز اغتال سلفه المصري، بسماتيك الثالث، بإجباره على شرب دم الثور وذكر المؤرخ اليوناني أيضًا أن قمبيز قتل الثور المقدس أبيس في نوبة غضب، وشكك المؤرخون المعاصرون في هاتين الروايتين، ومع ذلك فمن المحتمل أنه قد قتل سلفه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة