تتفاقم الأزمة الصحية والإنسانية في الأراضي السودانية يوما تلو الآخر، نتيجة للصراع المسلحة والاشتباكات الدائرة بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي بدأت في أبريل الماضي، وسط تعليق منظمات إغاثية في ولاية الجزيرة أعمالها، بعد نهب قوات الدعم السريع مخازنها، في حين دعت منظمة الصحة العالمية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الأزمات الصحية والإنسانية المتفاقمة في البلاد.
وتشهد ولايات شمال وشرق ووسط السودان، حملات استقطاب وتحشيد واسعة وتسليح للمدنيين دعما للجيش في مواجهة احتمالات تمدد قوات الدعم السريع نحو ولايات جديدة، بعد أن بسطت سيطرتها على كامل ولاية الجزيرة.
من جانبه أمهل والي نهر النيل شمال السودان محمد البدوي، عناصر قوى الحرية والتغيير والداعمين لقوات الدعم السريع 72 ساعة لمغادرة الولاية فيما وصف قيادي في الائتلاف تصريحات الحاكم بغير المسؤولة.
وقال والي نهر النيل أثناء مخاطبته حشدا جماهيريا لمحليتي شندي والمتمة: "أوجه رسالة إلى أي خائن أو عميل أو طابور خامس أو متعاون مع المتمرد أو قيادي في الحرية والتغيير ان يغادر الولاية خلال ثلاثة أيام.. أي عضو من الحرية والتغيير مدسوس في الولاية أفضل ان يحمل حقيبته ويغادر على الفور".
من جانبها استنكرت وزارة الخارجية السودانية سرقة مخازن المساعدات التابعة لبرنامج الغذاء العالمي بمدينة ود مدني في ولاية الجزيرة على يد عناصر تتبع لقوات الدعم السريع.
واستولت القوات التي سيطرت على ولاية الجزيرة في 18 ديسمبر الجاري على 2500 طناً من المواد الغذائية كانت مخصصة لمساعدة النازحين وتكفي لإطعام أكثر من مليون ونصف من المتضررين من الحرب.
وقالت وزارة الخارجية في بيان، إنه بجانب ما تسبب فيه عدوان قوات الدعم السريع على مدن وقرى ولاية الجزيرة من تشريد مئات الآلاف من المواطنين والنازحين، فإن "الممارسات الإرهابية للمليشيا ضد المدنيين العزل في الولاية وسرقتها للآليات الزراعية، ستؤدي إلى تعذر حصاد المحاصيل الغذائية التي تعد ولاية الجزيرة من أكبر مناطق إنتاجها في السودان".
وتحدثت عن استحالة زراعة محاصيل الموسم الشتوي ومن أهمها القمح، مما سيفاقم من الأزمة الغذائية بالبلاد.
وأضاف البيان "هذه الممارسات وما سبقها من جرائم التطهير العرقي والاغتصاب وتدمير البني التحتية وغيرها من الفظائع تجسيد لمخطط الإبادة الجماعية الذي تنفذه المليشيا ومن يدعمها من قوى خارجية ضد الشعب السوداني".
وجددت الخارجية الدعوة للمجتمع الدولي لتجاوز "مرحلة الإدانات اللفظية لجرائم الدعم السريع واتخاذ خطوات فعالة لمواجهة هذه الفظائع بتصنيفها جماعة إرهابية، واعتبار داعميها شركاء لها ويتحملون مسؤولية إرهابها".
قصف الطيران الحربي التابع للجيش السوداني الجمعة، عدة مواقع بمدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور ما أدى لسقوط عدد غير معروف من القتلى والجرحى.
وهذه المرة الثانية خلال أقل من شهر، التي ينفذ فيها الطيران الحربي عملية جوية بنيالا.
وكانت قوات الدعم السريع سيطرت في 26 أكتوبر الماضي، على رئاسة قيادة الفرقة 16 مشاة التابعة للجيش السوداني كآخر المواقع العسكرية المتبقية للقوات المسلحة، لتصبح ولاية جنوب دارفور بأكملها تحت سيطرتها.
وأجبر القتال العنيف الذي شهدته نيالا معظم السكان على الفرار، وبرغم توقف العمليات الحربية خلال الشهر الماضي إلا أن أحياء عديدة ماتزال خالية تماما من السكان.
وقال شهود عيان لـ"سودان تربيون" إن "مقاتلات حربية قصفت عدد من الأحياء بمدينة نيالا بالبراميل المتفجرة ومقتل عدد كبير من المدنيين".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة