وسط السوق السياحى بمدينة أسوان، تنتشر محلات بيع الفسيخ والملوحة التى تشتهر بها عروس المشاتى المصرية، ومع فصل الشتاء وانتعاشة حركة السياحة الداخلية فى أقصى صعيد مصر، تنتعش معها حركة البيع والشراء فى أسواق الفسيخ، ويحرص الكثير على شراء كميات من الأسماك المملحة فى أسوان وإهداء أخرى منها.
كاميرا "اليوم السابع" نزلت إلى أسواق الفسيخ الأسوانى ومن خلال لقاء مع أحد تجار الفسيخ والملوحة، نتعرف على طبيعة الفسيخ الأسوانى وهل يختلف فى مذاقه ونوعه عن فسيخ البحر المالح، بجانب التعرف على طرق تنظيف وحفظ كميات منه للسفر بها إلى المحافظات الأخرى.
تحدث محمد يوسف محمود، صاحب فسيخ بسوق مدينة أسوان السياحى، عن الفسيخ أنه أكلة شعبية مصرية معروفة منذ آلاف السنين فى مصر وكان يتناولها القدماء المصريون ولها العديد من الفوائد الصحية للجسم، على عكس ما يتوهم للبعض أنها أكلة ضارة، ويحرص المواطنون على شراء الفسيخ والملوحة الأسوانى بالتزامن مع الأعياد والمناسبات، ويفضلون أكلها فى الحدائق والمتنزهات التى تتميز بها محافظة أسوان.
وأشار "يوسف"، إلى أن فصل الشتاء يمثل موسم بالنسبة لأسواق الفسيخ، نظراً لتزايد أعداد الرحلات السياحية الداخلية التى تزور أسوان خلال هذا التوقيت الذى تتميز فيه أسوان بالطقس الدافئ والأجواء المعتدلة فهى مشتى عالمى للسائحين من مختلف أنحاء العالم بجانب أفواج الرحلات التى تتوافد على أسوان من شتى محافظات الجمهورية.
وأضاف أن أفواج السياحة الداخلية تحرص على شراء كميات كبيرة من الفسيخ خلال هذه الفترة التى تشهد انتعاشة فى الأسواق بالإضافة إلى المناسبات والأعياد الخاصة، لافتاً إلى أن الفسيخ يخصص له علب "صاج" يمكن حفظ الكمية المطلوبة فيه والسفر بها لأماكن طويلة دون أن يخرج منها رائحة أو تتسبب فى إفساد الفسيخ.
وقال، يقف بعض السائحين الأجانب يسألون عن طبيعة أكلة الفسيخ، ويتم توضيح فوائدها الصحية لهم، وأنها أكلة مصرية قديمة، وبعضهم يشترى كمية للتجربة والتذوق.
وأوضح تاجر الفسيخ، أن الملوحة والفسيخ الأسوانى مصدره بحيرة ناصر خلف السد العالى فى أسوان ومياهها العذبة التى تختلف عن البحار المالحة الأخرى داخل مصر، وفى البحيرة تنتشر فيها سمك الفسيخ الكلابى وأيضاً الراية بمختلف أحجامها الكبير والوسط والصغير، ويتراوح وزن سمك كلب البحر من 3 إلي 4 كيلو ويكون الإقبال عليه أكثر من أي نوع أخر من أنواع الملوحة ، وسمك الراية تزن الثلث كيلو ونادرا ما يصل وزن السمكة إلي نصف كيلو.
وتابع، بأن أسماك البحيرة تتميز بأنها أسماك منزوعة الأحشاء ويفتح جسم السمكة ويحشو فيها كمية كبيرة من الملح لقتل البكتريا ويساعد الملح على عمل تعقيم وطهارة كاملة للسمكة، والملوحة سمك معين يتم اصطياده من بحيرة ناصر فى أسوان ويقوم الصياد بنزع أحشاء السمكة، مشيراً إلى أن سمك الراية يأتي بعد سمك كلب البحر في الجودة.
وعن الأنواع، أوضح تاجر الفسيخ، أن أشهر الأنواع فى أسوان هو الفسيخ الكلابى منه المخلى والسليم، والمخلى يحفظ فى برطمان مزود بالزيت ويكون جاهز للأكل ، وهناك السمك السليم التى يمكن سلخها فى المنزل بعد أن يضيف عليها زيت وطحينة وشطة وليمون، وكلاهما جميل يختاره الزبون حسب شهيته ، وهناك نوعه الكفيار ذات الفائدة الصحية العالية للجسم، ويمكن أكل كمية كبيرة من البصل الأخضر والليمون مع الفسيخ وتعطى فوائد للجسم.
وعن الأسعار، أكد محمد يوسف، أن الزبون قد يحتاج إلى ربع ونصف كيلو فقط وهناك علب صفيح تناسب الأحجام المختلفة وتصل حتى 5 كيلو جرام، والأسعار حالياً تتراوح من 70 جنيهاً للكيلو وصولاً إلى 150 جنيهاً للكيلو الجامبو.
وحول طريقة الحفظ، قال "يوسف": فى فصل الصيف تأخذ السمكة نحو 15 يوماً وتكون جاهزة للأكل ، أما فى فصل الشتاء تأخذ نحو 45 يوماً حتى تكون جاهزة للأكل ويتم تخزينها بطريقة معينة ويراعى كمية الملح ثم توضع فى أماكن تخزين مخصصة محكمة الغلق لا تتعرض للهواء حتى لا تنتقل إليها البكتريا، ومعظم الزبائن خلال فصل الشتاء يكونوا من السياحة الداخلية من محافظات الجمهورية المختلفة الوافدين على أسوان خلال تلك الفترة وبعضهم يشترى كميات كبيرة لنفسه ويهدى منها أسرته والأهل والأحبة .
ولفت إلى أنه يمكن حفظ الفسيخ فى علبة صاج بداخلها كيس بلاستيك شفاف وتوضع فيه الكمية التى يرغبها الزبون وتكون محكمة الغلق حتى يتمكن من السفر بها لمسافات بعيدة ويمكن الاحتفاظ بها داخل علبتها لمدة تصل إلى شهر كامل ولو زادت المدة على الزبون وضع العلبة وحفظها فى الثلاجة، والمخلى 3 أشهر داخل العلبة لأن الزيت مادة حافظة تساعد على زيادة حفظ التخزين.
وعلق قائلاً: كل محل من محال الفسيخ يقوم بعرض بضاعته بطريقة معينة تجذب الزبائن ويتم وضع العلب بطريقة فوق بعضها حتى تجذب الزبون أكثر مع مراعاة النظافة العامة، مضيفا: "توارثنا هذه المهنة أباً عن جد وأنا وجميع إخوتى يعملون فى هذه المهنة وتربينا منها ونربى أولادنا منها وتوسعنا فيها وخصصنا مراكب فى بحيرة ناصر لخدمة هذه المهنة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة