"انقاذ قوات الحماية المدنية لمحتجزين أسفل أنقاض عقار منهار في منيا البصل بالإسكندرية"، خبر صغير في زاوية بصفحات الحوادث أو على مواقع خبرية، ربما لا يتوقف البعض عنده كثيرًا.
هذا الخبر صغير الحجم في الكلمات، خلفه تفاصيل وجهود ضخمة مبذولة لساعات طويلة، من قبل قطاع الحماية المدنية بوزارة الداخلية، الذين يسطرون مشاهد إنسانية رائعة لإنقاذ المواطنين، بناءً على توجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية.
هذه الجهود الرائعة تساهم في انقاذ الأرواح سواء من أسفل العقارات المنهارة أو خلف النيران أو تحت المياه، وصولا لحماية المواطنين من المواد المتفجرة.
رجال الحماية المدنية بوزارة الداخلية الأكثر تعاملاً مع الموت، خاصة ضباط المفرقعات، الذين يتعاملون مع العبوات الناسفة والقنابل، فالخطأ الأول لديهم هو الأخير، قد يكلفهم حياتهم، ومع ذلك يتسابقون فى أداء واجبهم المقدس برجولة وشجاعة لإنقاذ أنفس بشرية من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا.
من منا ينسى البطل الشهيد "الرائد مصطفى عبيد" بقسم المفرقعات بالحماية المدنية، الذى استشهد أثناء تفكيكه عبوة ناسفة فى عزبة الهجانة، حيث احتفل البطل بالعام الجديد وسط أسرته، لكنه لم يكن يعلم أنه سيكون عامه الأخير معهم وفى الحياة، لأن يدا سوداء قررت زرع الموت فى منطقة مكتظة بالسكان، وكان عليه أن يلبى نداء الواجب ويُنقذها، حتى لو كان المقابل روحه.
من منا ينسى الشهيد البطل ضياء فتوح، الذى جاد بروحه لينقذ مئات الأرواح من موت محقق، الذى حال بينهم وبين الموت، وقدم نفسه فداء لهم وللوطن فى مواجهة قنبلة غادرة وذئاب إرهابية قذرة.
من منا يستطيع أن يواجه النيران أثناء اشتعال الحرائق ويتحرك أسفل لهيبها ليمنع امتدادها، ومن منا يستطيع التحرك أسفل الأنقاض والعقارات المنهارة لإنقاذ الضحايا.
من منا يستطيع إلقاء نفسه فى المياه الباردة فى الشتاء القاسى مثل قوات الإنقاذ النهرى لانتشال شخص يكاد يغرق يتشبث بالحياة، من منا يقدم حياته رخيصة فداءً للآخرين.
إذا كنا ـ أنا وأنت ـ لا نستطيع ذلك، فلنُحيى رجال وأبطال "الحماية المدنية" فهم ضباط بدرجة فدائيين.