في ظل التطورات التكنولوجية السريعة وسهولة استخدامها من قبل الأفراد، تكثر الإشاعات والأخبار المتداولة دون تثبت وتمحيص، وبما أن مُطلق الإشاعات دائما ما يكون خبيث النية حاقدا ماكرا كارها، لذلك فدائما وأبدا يبحث عن أي نجاح أو إنجاز للتشكيك فيه أو للتقليل منه، وهذا ما يحدث مع نجاحات قناة السويس، والتي تحتل مكانة خاصة للمصريين، لذلك أي خبر عن القناة دائما يلقى اهتماما بالغا، فالقصة مع قناة السويس لست في أهميتها الاقتصادية فحسب، بقدر أهميتها في قلوب ووجدان المصريين بعد أن بناها أجدادنا منذ عشرات السنين بالدم والأرواح.
لذلك، فمُطلق الشائعات يعلم هذه الأهمية، وتلك المكانة، بعد أن وهب الآلاف حياتهم لهذا الإنجاز الحضارى والإنسانى، لهذا كثرت الشائعات عن قناة السويس في الفترة الماضية في ظل إنجاز تاريخى لها وهو تحقيق أعلى إيراد بواقع 802 مليون دولار في شهر يناير، وبالتالي فلن يمر هذا النجاح على هؤلاء الكارهين مرور الكرام، خاصة أن همهم كما ذكرنا تشويه كل شيء جيد وناجح، وعدم ترك المصريين يفرحون بعد أن زادت إيرادات القناة فى يناير 2023 بنسبة حوالى 45% مقارنة بنفس التوقيت من العام الماضى، وكانت إيرادات القناة فى 2020 حوالى 5.8 مليار دولار وارتفعت حاليا لتصل لنحو 8 مليارات دولار.
فقولا واحدا .. هؤلاء لا يحبون الخير لقناة السويس، لذا فالمهم أن لا ننظر إلى تلك الشائعات ولا إلى هؤلاء المضللين الكارهين، إنما نركز فيما تنشده الدولة من أعمال تطوير للمجرى الملاحى الأهم في العالم، خاصة أن ما يتم الآن من تطوير إعجاز بمعنى الكلمة، يكفيك أن تعلم حجم مشروعات التطوير بقناة السويس بعد مشروع القناة الجديدة، فهناك تطوير ضخم لمحطات المراقبة الموجودة على طول القناة وإنشاء سلسلة من الجراجات على القناة الجديدة لمواجهة حالات الطوارئ المحتملة والعمل على تطوير القطاع الجنوبي للقناة لزيادة عامل الأمان الملاحي وزيادة الطاقة الاستيعابية للقناة في تلك المنطقة، وتزويد الخدمات المقدمة فى المرفق لرفع التصنيف عالميا، وخلال سياسات التسويق التي تتم الآن بأحدث الوسائل والطرق.
والأهم أن نعلم أن ما يُصيب هؤلاء الكارهين للقناة بالجنون، أنه رغم التقلبات الاقتصادية العالمية، والاضطرابات السياسية بسبب الحروب والصراعات الدولية والإقليمية، وتزايد أعمال القرصنة في البحار والمحيطات والتي من شأنها أن تجعل إيراداتها عرضة للتقلبات الشديدة والانخفاض، إلا أنها استطاعت أن تتجاوز هذا وتنجو وذلك بفضل وضع رؤية استراتيجية جديدة لقناة السويس، وتطوير دورها التقليدى كممر ملاحى إلى دورها المستقبلى كمركز اقتصادى عالمى، يقوم على منظومة متكاملة من المشروعات والأنشطة الاقتصادية والإنتاجية والصناعية والتجميعية والإلكترونية وخدمات القيمة المضافة والخدمات اللوجيستية، واجتذاب الشركات العالمية الكبرى والمستثمرين.
لذلك، فإن نجاحنا الحقيقى هو عدم الالتفاف إلى هذه الشائعات، وأن نعلم أن الدستور هو من يحمى القناة باعتبارها واحدة من أعرق وأهم المؤسسات الاقتصادية الوطنية، غير أن منذ حفرها عام 1859 وهى تمثل ملحمة تاريخية خالدة فى وجدان كل مصرى ومصرية، فالتحديات كبيرة لكن مصر أكبر بإذن الله تعالى ..