الهداية من الله سبحانه وتعالى، لا خلاف فى ذلك، لكن الإنسان باستطاعته أن يسعى نحو الهداية، أن يمد يدًا للطريق المستقيم، والله لن يخيب رجاءه بل يعينه على ذلك.
يهدينا الله سبحانه وتعالى فنحمده ونشكر فضله، وندعوه أن يحمينا من الزيغ، لأن الخطورة الحقيقية هى أن يصرفنا الله عن هدايته، يقول الله سبحانه وتعالى فى سورة آل عمران "رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ".
إن القلوب بيد الله سبحانه وتعالى يقلبها كيف يشاء، ومع ذلك فالإنسان مسئول عن حاله ومآله، فالانشغال الزائد بالدنيا يصرف القلب عن الهداية، والتفكير فى أذية الناس يشغل القلب عن الهداية، وتتبع عورات الناس يشغل القلب عن الهداية، وغير ذلك الكثير من الأخطاء التى من المكن أن نسقط فيها فتأخذنا بعيدا عن الحقيقة وتلقى بنا إلى التهلكة.
وللعلم فإنه لا شيء يحمينا سوى رحمة الله سبحانه وتعالى، فرحمته تأخذ بأيدينا وتنقذنا من أنفسنا، وفى الحديث الشريف عن أم سلمة، رضى الله عنها، أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يقول : "يا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك " ثم قرأ : (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب).
إن يثبت الله قلوبنا على الهداية نجد الخير الكثير فى الدنيا والآخرة، فالهداية تعنى الإيمان بالله الحق، وبالتالى اتباع أوامره والانتهاء عن نواهيه، مما يفيدنا فى حياتنا، فلا نظلم أحدا ولا نطمع فيما ليس لنا، فربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة