حرصت خلال شهر رمضان المبارك على متابعة بعض الأعمال الدرامية، ولعل أبرزها مسلسل "الكتيبة 101" ومسلسل "حرب" والتي تعد أحد أبرز الأعمال التي توثق البطولات، التي سطرها أبطال القوات المسلحة المصرية وقوات الشرطة في ملاحقة العناصر المتطرفة والتكفيرية خلال فترة تاريخية دقيقة وهامة في عمر هذا الوطن، وأبرزت الأعمال مدى التضحيات الكبيرة التي يقدمها المقاتل المصري ومدى المخاطر التي يتعرض لها في سبيل الدفاع عن هذا الوطن.
دراما الواقع التي ركزت عليها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية خلال السنوات الماضية أثبتت -بما لا يدع مجالا للشك- بأنها هي الأفضل، حيث يحرص المواطن المصري على متابعتها، لأنها ترصد حقائق وواقع عايشه المصريون جميعا خلال فترات دقيقة في تاريخ الدولة المصرية، وهو النهج الذي نحتاجه خلال الفترة المقبلة فالسجل الناصع للمؤسسات الوطنية المصرية حافل بالبطولات والتضحيات يحتاج لمن يبرزه ويقدمه للمشاهد المصري والعربي.
مؤسسات الدولة المصرية قدمت النفيس والغالي في سبيل حماية مقدرات وثروات هذا الوطن في ظل محاولات من أطراف خارجية للعبث بأمن واستقرار مصر وخلق واقع سياسي جديد بأجندة تخريبية، إلا أن الوعي الجمعي للمصريين أفشل هذه المخططات واصطف المواطنون المصريون جميعهم خلف مؤسساتهم الوطنية التي تزود عن الوطن ومؤسساته.
لا شك أن المؤسسات العسكرية والأمنية قدمت تضحيات كبيرة وهي محل تقدير وإشادة وثناء من كافة ربوع الشعب المصري، وتؤكد حالة التفاعل في الشارع المصري مع دراما الواقع أننا بحاجة للاستمرار في نهج تقديم محتوى درامي على هذا المنوال خلال السنوات المقبلة كي تتابع الأجيال الناشئة حجم التضحيات التي قدمت من أجل رفع واستقرار وطننا الحبيب.
أتمنى على القائمين أن يقدموا لنا محتوى دراميا يرصد تضحيات وبطولات الدبلوماسيين المصريين خلال العقود الماضية، فتاريخ وزارة الخارجية يعود لبدايات الدولة المصرية الحديثة عندما أنشأ محمد علي باشا ديوان التجارة والأمور الإفرنجية عام 1826، وفي 15 مارس 1922 استعادت مصر سيادتها وحقها في تمثيل نفسها وهو اليوم الذي تحتفل به الوزارة سنويا تحت اسم "يوم الدبلوماسية".
تمتلك مصر أكثر من 150 بعثة دبلوماسية مصرية في الخارج تدافع عن مصر وسياستها ومصالحها في الخطوط الخارجية، وقد ترأس وزارة الخارجية نخبة من أهم القامات الوطنية الذين أخذوا على عاتقهم قيادة الدبلوماسية المصرية التي كانت حاضرة في التطورات الدولية المتسارعة على مر العقود وفي قلب الأحداث الصعبة التي مرت بها مصر.
كان جنود مصر الأبطال يحاربون في أكتوبر 1973 ويسطرون أروع البطولات على الأرض فيما خاض الدبلوماسيون المصريون معارك دبلوماسية حول العالم للدفاع عن عدالة الموقف المصري، وكان للدبلوماسية المصرية دورا هاما مع باقي مؤسسات الدولة في استعادة طابا عقب انتصارات أكتوبر 1973 وقضايا أخرى نجحت الدبلوماسية المصرية في تحقيق نصر مؤزر للموقف المصري أمام كافة دول العالم.
الدبلوماسية المصرية ساهمت في تدشين وإنشاء عشرات الكيانات والمنظمات الإقليمية والدولية الفاعلة والعابرة للقارات والتي أحدثت تأثيرا ملموسا في قضايا مصيرية في قضايا مفصلية في عمر هذا الوطن وأخرى تشغل دول العالم، فضلا عن استشهاد عدد من السفراء المصريين في الخارج خلال العقود الماضية وهو يؤدون عملهم في خط الدفاع الأول عن المصالح المصرية والموقف المصري في عدد كبير من القضايا.
الدبلوماسيون المصريون هم خط دفاع رئيسي وأساسي عن هذا الوطن ولهم إسهامات كبيرة جدا لا يعرفها الكثير من المواطنين المصريين، عمل مستمر على مدار ساعات وأيام دون انقطاع وبشكل متواصل ويكون هدفهم الأسمى هو الدفاع عن مقدرات ومصالح هذا الوطن العزيز والغالي .. تحية حب وتقدير واحترام لكل دبلوماسي مصري لم يبخل يوما بأي جهد في سبيل رفعة مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة