مثلما مر شهر رمضان هذا العام ببهجة، وتضامن كبير، حل عيد الفطر بنفس الروح، يحتفل المصريون ويسعون لصناعة البهجة بتفاؤل، ضاعف من بهجة رمضان تزامن الأيام الأخيرة من الشهر مع عيد القيامة وشم النسيم، وتقاطعت القطايف مع البيض الملون والفسيخ مع زينة رمضان وبالونات عيد الفطر، وامتزج المصريون ليصنعوا أياما من البهجة التلقائية التى تجعل العيد ورمضان فى مصر مختلفا، وليس فى هذا ادعاء أو تعال، بل نوع من الانتصار فى مباراة الحياة.
فقد تضاعف شعور الفرحة بعد عودة أبنائنا من السودان، وطمأنة أهالى المصريين هناك على سلامتهم، وتقديم عمل هادئ وحاسم، يغلق الكثير من الأسئلة ويجيب عليها، بأن الدولة تحمى أبناءها وتحافظ عليهم، وهو نفس الشعور تجاه حرص الرئيس على الاحتفال بعيد الفطر مع أبناء الشهداء من القوات المسلحة والشرطة، وأصبحت عادة أن يخصص الرئيس عبدالفتاح السيسى، يوم العيد للاحتفال مع أبناء وبنات وأسر شهداء الجيش والشرطة، وهى لفتة واضحة أننا مدينون بكل هذا الأمان فى أرجاء مصر لهؤلاء الذين يقدمون أرواحهم، لحماية الأرواح، وهو مشهد يكمل مشاهد لافتة، فى العاشر من رمضان تفقد الرئيس السيسى، الارتكاز شرق القناة وأفطر مع الجنود والتقى أهالى وشيوخ سيناء، تأكيدا لانتهاء وهزيمة الإرهاب، وبدء مرحلة جديدة من التنمية ثم جاءت المائدة العملاقة للإفطار علامة ورسالة بأن سيناء آمنة، وأن الإرهاب أصبح من الماضى، واحتفال الرئيس مع أبناء الشهداء رسالة أننا لا ننسى الشهداء، ولن نسمح بعودة الإرهاب.
ومن سيناء حيث الأمان، إلى محافظات مصر حيث خرج الملايين فى الساحات لصلاة العيد، وواصلوا الاحتفالات فى الحدائق والشواطئ، وهى رسالة أخرى ووعى جماعى بالفرح، والأمان.
ومن علامات التفاؤل أيضا أنه فى أول الأسبوع الماضى، وبينما المصريون المسلمون يصلون التهجد بعد التراويح، ويتجهون بالدعاء لله الرحمن، كان المصريون الأقباط يصلون صلاة عيد القيامة، ويدعون لله فى السماء، الجميع يصفون النوايا، ويوجهون دعاءهم بالستر والرزق والبركة، وتزامنت الجمعة اليتيمة فى رمضان مع الجمعة العظيمة عند الأقباط، وهو تزامن يتكرر على مدى سنوات كأنه بشارة بأن الدين لله والبهجة للجميع، وتأكيد بأن المصريين يتفاءلون بالخير، ويحبون الحياة، ويحملون أملا فى مواجهة تداعيات عالمية وتقاطعات فى عالم يموج بالتحولات، وترتفع دعواتهم بأن يحفظ الله أشقاءنا فى السودان من شر الفتن، ويلهم أطراف النزاع الرشد والسلام.
فى كل أرجاء مصر احتفل المصريون بالأعياد، كل حسب احتياجاته وإمكاناته وارتدى الأطفال ملابس العيد، وحملوا البالونات والألعاب، وألقوا ذكرى عزلة عامى كورونا وراءهم، مع أمل بأن يسلم الله العالم من الصراع.
صباح يوم عيد الفطر، كان أبناء وأسر الشهداء، يفطرون مع الرئيس، الذى قدم الهدايا للأطفال، وتم تكريم عدد من شهداء القوات المسلحة من الضباط وصف الضباط والجنود، ومن شهداء الشرطة أيضا الذين ضحوا بحياتهم لتأدية الواجب، كان مشهد التكريم مؤثرا، لأن الرئيس اقترب من أسر وأبناء الشهداء، واحتضن الأطفال ممن يحتفلون بالعيد بعد رحيل الأب، فى لفتة تؤكد أن الدولة لم ولن تنسى تضحيات هؤلاء الأبطال، الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن، وتأدية للواجب المقدس فى حماية الأمن والدفاع عن أرواح وممتلكات المصريين.
ومن القاهرة إلى المحافظات، تزدحم الشواطئ والحدائق، والشوارع، بالأسر، آباء وأمهات وأبناء، يحتفلون بالعيد، الصلاة، ثم الابتهاج والاحتفال، فى يوم يفرح به الكبار ويبتهج فيه الصغار، ويحملون ذكريات ورصيدا يبقى معهم دائما، ومثلما هزموا الإرهاب، يراهن المصريون على هزيمة كل صناع النكد، ويبدعون فى صناعة التفاؤل، وتقديم أدلة على عشقهم للحياة، والإيمان بالغد الأفضل فى كل الأوقات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة