أكد السفير المصري لدى النرويج عمرو رمضان، الاثنين، أن حجم الاستثمارات النرويجية في مصر عام 2022 بلغ حوالي 320 مليار جنيه، إلى جانب استثمارات في مشروعات جديدة خلال العام الجارى تُمثل مشروعات تم الاتفاق عليها فى مجالات الطاقة المختلفة (الكهرباء، الأمونيا الخضراء، الهيدروجين الأخضر، الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح...إلخ) والاستزراع السمكي، يضاف إليها مجال تحلية المياه.
وأضاف سفير مصر بالنرويج، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من النرويج، أن التعاون بين البلدين فى تعزيز عملية التحول الأخضر التي تقوم بها مصر من خلال إحلال موارد بديلة للطاقة غير أحفورية وغير ملوثة للبيئة، وبما يتماشى مع المعايير العالمية، وفي ظل الجهود المصرية للتحول إلى الطاقة النظيفة لاسيما بعد استضافة قمة المناخ في شرم الشيخ، ومن شأن هذا التعاون أن يساهم في نقل تجارب النرويج وخبراتها في هذا المجال الحيوي، خاصة وأنها دولة أوروبية مهمة في مجال الطاقة ولديها أيضاً موارد بترولية وغاز طبيعي يستخرج بشكل أساسي من بحر الشمال، إلا أنها في ذات الوقت تقدم تجربة ناجحة في التحول الأخضر عبر إدخال موارد طاقة جديدة في العملية الإنتاجية والاستهلاكية، وهي حالة تتشابه مع حالة مصر بقدر كبير.
ولفت إلى أن تعزيز الشراكة مع شركة مثل شركة "سكاتك" للطاقة المتجددة وهي شركة خاصة رائدة في هذا المجال تمتلك شركة "إيكينور" للطاقة نسبة 16.22% من أسهم "سكاتك" في حين أن الحكومة النرويجية تمتلك بدورها 67% من أسهم شركة "إيكينور" نفسها، وبالتالي فإن تعزيز تلك الشراكة سيساهم في نقل الاستفادة من الخبرات النرويجية من خلال المشروعات المشتركة التي يتم الاتفاق عليها سواء ما تم عام 2022 أو الاتفاق الذي تم التوقيع عليه اليوم لإنشاء أول مصنع للميثانول الأخضر في مصر بالتعاون مع شركة الإسكندرية الوطنية للتكرير والبتروكيماويات بتكلفة تصل إلى 450 مليون دولار وستبلغ طاقته الإنتاجية السنوية الأولية 40 ألف طن من الوقود الأخضر يتم زيادتها تدريجياً حتى تصل إلى 200 ألف طن سنوياً، وستوفر الشركتان 40 ميجاوات من الطاقة الشمسية و 120 ميجاوات من طاقة الرياح لتشغيل المشروع، مشيرا إلى أنه سيتم تشغيل المحطة بواسطة محلل كهربائي بقدرة 60 ميجاوات، وستوفر إمدادات المياه من محطة تحلية جاري إنشاؤها، كما يشمل المشروع إنشاء محطة لتحلية مياه البحر ومحطات إنتاج وتخزين للميثانول الأخضر، كما سوف يشتمل أيضاً على أول محطة في مصر لتزويد السفن بالوقود الحيوي الأخضر وهو ما سيساعد في تحقيق هدف وضع مصر على الخريطة العالمية للدول المنتجة لهذا الوقود الأخضر لتزويد السفن، لاسيما تلك التي تمر عبر قناة السويس.
وأشار سفير مصر لدى النرويج إلى مشروع كبير للربط الكهربائي بين مصر وأوروبا تقوم بمقتضاه مصر بتصدير الكهرباء إلى أوروبا، التي تعاني من أزمة طاقة، وتم توقيع مذكرة تفاهم لبدء الدراسات الخاصة لتصدير الكهرباء عبر كابل بحري من مصر إلى إيطاليا بطاقة تصدير 3 جيجاوات المتولدة من طاقة متجددة، وهو المشروع الذي تنضم فيه إلى جانب شركة سكاتك شركة نرويجية أخرى تعتبر الأولى أوروبياً في مجال إدارة وتصدير الطاقة المتجددة هي شركة ستاتكرافت المملوكة بشكل كلي للحكومة النرويجية.
وأوضح السفير عمرو رمضان أن النرويج لها خبرة رائدة في مجال كابلات الربط الكهربائي تحت سطح البحر حيث لديها خطان الأول هو خط بحر البلطيق الذي بدأ تشغيله في عام 1994 والخط الثاني هو خط بحر الشمال الذي بدأ تشغيله في 2021.
وأشار إلى أن الشركات الأوروبية الكبرى مثل "سكاتك" و "ستاتكرافت" و "ستيرنر" و "تحت البحار 7" وغيرها تتخذ قراراتها بناء على حسابات دقيقة للأرباح والخسائر وتقديراتها المحسوبة للفرص الواعدة في دخول الأسواق المختلفة ومدى توافر البنية التحتية في الدول المعنية ووجود مناخ استثماري داعم، بما في ذلك التسهيلات الاستثمارية والنظام القضائي في حالة نشوب نزاعات، مضيفا "إذا كنا كمصريين نود دوماً الانتقال إلى مراحل أعلى وأفضل –الأمر الذي قد يدفعنا أحياناً إلى التقليل مما وصلنا إليه بالفعل –، فإن الشركات الأجنبية لها حساباتها ومعاييرها الخاصة، ويكفي النظر إلى خريطة مواقع المشروعات والاستثمارات التي دخلت فيها هذه الشركات لتكشف للمتابع أنها جميعاً في مناطق شهدت تطويراً للبنية التحية مؤخراً مثل العين السخنة، المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، دمياط، الإسكندرية، إلخ."
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد استقبل، اليوم، "تيرييه بيلسكوج"، الرئيس التنفيذي لشركة "سكاتك إيه إس إيه" النرويجية، بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، كما شارك في الاجتماع "ميكيل تورود" عضو مجلس إدارة الشركة، ومحمد عامر المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالشركة، بالإضافة إلى "هيلدا كليميتسدال" السفيرة النرويجية بالقاهرة.
وصرح المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن اللقاء شهد متابعة الاستثمارات المتنامية لشركة "سكاتك" في مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة والهيدروجين والوقود الأخضر بمصر، ومن بينها مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر في العين السخنة، الذي بدأ الإنتاج بالفعل للمرحلة الأولى، لتصبح مصر أول دولة في أفريقيا تنتج الهيدروجين الأخضر؛ ومشروعَي الإنتاج المشترك للأمونيا الخضراء، في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس باستثمارات تقارب 6 مليارات دولار، وفي دمياط باستثمارات حوالي 870 مليون دولار؛ ومشروع طاقة الرياح بقدرة 5 جيجاوات باستثمارات 5.6 مليار دولار على عدة مراحل خلال السنوات القادمة؛ ومشروع الإنتاج المشترك للميثانول الأخضر في دمياط، باستثمارات حوالي 450 مليون دولار، كما تطرق اللقاء إلى مشروع الربط الكهربائي بين مصر وأوروبا لتصدير الطاقة المتجددة بقدرة حوالي 3 جيجاوات، والذي تم التوقيع على مذكرة تفاهم لبدء الدراسات الخاصة به.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة