تواصل أوروبا السعى لمكافحة تغير المناخ من خلال بعض الإجراءات والقوانين الجديدة ، وبعد قرار حظر بيع سيارات الاحتراق بحلول 2035، أقر مجلس الاتحاد الأوروبى قانونًا يحظر الواردات إلى الاتحاد الأوروبي من بعض المواد الخام والمنتجات المشتقة مثل زيت النخيل ولحم البقر وفول الصويا والقهوة والمطاط والخشب والشوكولاتة، حيث أن تلك المواد تتسبب فى إزالة الغابات.
وأشارت صحيفة "الباييس" الإسبانية فى تقرير لها نشرته على موقعها الإلكترونى إلى أنه بعد المصادقة على الجلسة العامة للبرلمان الأوروبى الشهر الماضي ، تحولت الموافقة على اللائحة الجديدة من قبل الدول الأعضاء ، التي يمثلها المجلس ، إلى حقيقة لائحة تهدف إلى معالجة مشكلة فقدان كتل الغابات داخل وخارج الاتحاد الأوروبى وذلك من أجل مكافحة تغير المناخ وفقا للخطة التى تتبعها أوروبا.
ويشكل القانون الجديد حظر استيراد الكاكاو والقهوة وزيت النخيل وفول الصويا والأخشاب والمطاط، بما في ذلك المنتجات التي تحتوي عليها أو تم تغذيتها بها أو تم تصنيعها بها، مثل الجلود أو الشوكولاتة أو الأثاث، وكذلك الفحم والمنتجات الورقية وعدد من مشتقات زيت النخيل.
ووفقا للقانون فإنه يتعين على الشركات التي تستورد هذه المواد والمنتجات المشتقة إلى الاتحاد الأوروبي ، سواء كانت من دول أعضاء أو من دول أخرى، اثبات مصدر هذه المواد مع ضمان انها لم تتسبب فى ازالة الغابات فى اماكنها الاصلية، كما سيتعين على الشركات تزويد السلطات المختصة فى الاتحاد الأوروبى بمعلومات حول وارداتها ، مثل إحداثيات تحديد الموقع الجغرافى للإنتاج، وستخضع لعمليات التفتيش والضوابط التى من بينها تحليل الحمض النووى و المراقبة عبر الأقمار الصناعية.
وأشار التقرير إلى أن هذا لا يشمل إزالة الغابات فحسب، بل يشمل أيضًا تدهور الغابات الذى يستلزم تحويل الغابات الأولية إلى غابات مزروعة.
وأوضحت الصحيفة أنه حتى نهاية عام 2024 ، ستعد أوروبا تصنيفًا لدول منشأ المنتجات وفقًا لمخاطرها المنخفضة أو المتوسطة أو العالية ، والتى ستحدد وتيرة الضوابط، وفي حالة البلدان عالية المخاطر ، سيكون على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التزام بالتحقق من 9% من الواردات من تلك المواد التى تسبب فى ازالة الغابات، وقد تصل عقوبات عدم الامتثال إلى 4% من إجمالي حجم الأعمال في الاتحاد الأوروبي للشركات التي لا تلتزم باللوائح، وسيتعين على المستوردين أيضًا ضمان احترام حقوق الإنسان وحقوق الشعوب الأصلية أثناء عملية الحصول على هذه المواد الخام والمنتجات المشتقة منها وإعدادها.
ووفقا لبيانات من مجلس الاتحات الاوروبى، فإنه كل عام يتم تدمير 10 ملايين هكتار من الغابات في العالم ، ، وهو ما يعادل مساحة أكبر من البرتغال ، كما تشير التقديرات إلى أن الاتحاد الأوروبي مسؤول عن 10 % من الانخفاض في كتلة الغابات العالمية ، مما يعنى ضمناً فقدان التنوع البيولوجى ويسرع تغير المناخ .
وأوضحت صحيفة انفوباى الأرجنتينية أن هذه اللوائح الجديدة يمكن أن تؤثر على تطوير اتفاقية التجارة بين الاتحاد الأوروبي وميركوسور (الأرجنتين والبرازيل وباراجواى وأوروجواى) الموقعة في عام 2019 .
وتخشى فرنسا ، إحدى القوى الزراعية الكبرى في الاتحاد الأوروبي والتي تعارض الاتفاقية تقليديًا ، أن تؤدي زيادة التبادل مع دول أمريكا اللاتينية التي تصدر المنتجات الزراعية إلى مزيد من إزالة الغابات ، كما تتوقع العديد من المنصات البيئية.
شجرة واحدة تمتص 22 كيلو جرام من الكربون
وفى السياق نفسه، قالت الوكالة الأوروبية للبيئة إن الشجرة الواحدة تستطيع امتصاص 22 كيلوجرام سنويا من غاز ثانى اكسيد الكربون، وهو ما يفيد فى تنفيذ الخطة الاوروبية فى مكافحة تغير المناخ، حسبما نقلت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن إزالة الغابات تتسبب فى ارتفاع نسبة الكربون فى الغلاف الجوى وهو ما يعقد عملية التخلص من آثار التغير المناخى خاصة أن ثانى اكسيد الكربون واحد من غازات الاحتباس الحراري، وزيادة نسبته فى الغلاف الجوى يقلل من قدرة الأرض على تنظيم درجات الحرارة، وحبسها فى الغلاف الجوى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة