طور باحثون من جامعة نيو ساوث ويلز (UNSW) وجامعة بوسطن نموذجًا للذكاء الاصطناعي (AI) قادرًا على تحديد مرض باركنسون لمدة تصل إلى 15 عامًا قبل تشخيصه سريريًا.
مرض باركنسون هو اضطراب عصبي يتزايد بسرعة في جميع أنحاء العالم، ويتميز بانحلال الخلايا العصبية في الدماغ ويصاحبها أعراض مثل رعشة الجسم، وبطء الحركة، والتصلب، ومشاكل التوازن.
كشفت دراسة أمريكية استرالية مشتركة قام بها باحثون من أستراليا والولايات المتحدة من ابتكار أداة تعمل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ومن شأنها أن تتنبأ بمرض "باركنسون" قبل مدة تصل إلى 15 عاماً من إصابة الشخص فعلياً بالمرض.
وقال تقرير نشرته جريدة (economictimes) ، إن الباحثين قاموا بتدريب نموذج ذكاء اصطناعي لاكتشاف مرض "باركنسون" ومن المفترض أن تنجح في التنبؤ بالإصابة به قبل 15 عاماً من التشخيص، ما يعني أن هذه الأداة تختصر على الأطباء سنوات طويلة، وتساعد في التعامل مع المريض قبل الإصابة به.
لمواجهة هذا التحدي ، قام فريق جامعة نيو ساوث ويلز وجامعة بوسطن بتدريب نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بهم باستخدام عينات الدم التي تم الحصول عليها من دراسة شملت 41000 مشارك ، والذين كانوا في الأصل يخضعون لفحص السرطان والتغذية.
تم تزويد نموذج الذكاء الاصطناعي ببيانات دم من 39 فردًا أصيبوا في النهاية بمرض باركنسون ، بالإضافة إلى عدد متساوٍ من مرضى التحكم الذين تم اختيارهم عشوائيًا.
من خلال تحليل المستقلبات في عينات الدم، حقق الذكاء الاصطناعي دقة ملحوظة بلغت 96٪ في تحديد الأفراد الذين سيتم تشخيصهم لاحقًا بمرض باركنسون، ويمكن أن يحدث هذا الاكتشاف قبل 15 عامًا من التشخيص السريري للمرض.
وينجم مرض باركنسون، وهو الاضطراب العصبي الأسرع نمواً في جميع أنحاء العالم، عن فقدان الخلايا العصبية في الدماغ، وتشمل الأعراض رعشة في الجسم وبطئا في الحركة وتيبسا في الجسم ومشاكل في التوازن.
ويمكن أن تظهر الأعراض الأخرى بما في ذلك الاكتئاب ومشاكل النوم والإمساك وفقدان حاسة الشم قبل عقود من ظهور العلامات الجسدية والمعرفية الأكثر شيوعاً، فيما لا توجد حالياً اختبارات للمرض، حيث يعتمد التشخيص على الأعراض والفحص البدني والتاريخ الطبي.
بالإضافة إلى ذلك، كشف البحث عن وجود صلة بين مادة كيميائية اصطناعية تسمى مادة الألكيل المتعددة الفلور وزيادة خطر الإصابة بمرض باركنسون، وتم العثور على هذه المادة الكيميائية بمستويات أعلى لدى الأفراد ، الذين تم تشخيصهم لاحقًا بمرض باركنسون.
في حين أن النتائج واعدة، يقر فريق UNSW بالحاجة إلى مزيد من البحث للتحقق من صحة هذه النتائج ، ويفضل إشراك عدد أكبر من السكان، ومع ذلك، فهم متفائلون بأن هذا الاختراق يمكن أن يؤدي إلى الكشف المبكر عن مرض باركنسون، ما يؤدي في النهاية إلى تحسين نوعية حياة المرضى وربما تقليل تكاليف الرعاية الصحية. وكخطوة لتحقيق هذا الهدف ، قاموا بالفعل بإتاحة الأداة للجمهور.