فى ليلة دامسة الظلام بات نعيم كعادته يفكر في حاله؛ لم يكن راضيا عن عمله كممثل، كان يشعر دائمًا أن بداخله شيء مفقود يسعى لإكماله ولا يستطيع، في تلك اللحظات سمع صوت تليفونه المحمول يرن ليجد أحد أصدقائه يطلب منه يكون ضمن فرقة مسرحية تسمى "الخيال الشعبي"، تقدم فنها للشارع عن طريق استخدام العرائس، فرحب على الفور وبات ليلته يحلم بما سيصنع في عمله الجديد آملًا أن يجد غايته.
نعيم صانع العرائس
"قد إيه هو عالم ساحر في صنعته واستخدامه وتأثيره على الآخرين" تأثر نعيم بعمله الجديد مع العرائس فكان يجوب محافظات مصر مع فرقته، ليقدم العديد من الأفكار والقيم للأطفال عن طريق الحكايات المسرحية بالعرائس، تعلم "نعيم" صناعة العروسة وأتقنها بأنواعها من الـ"الجوانتى" الأراجوز، و"البيج ماوس" الإسفنج، وغيرها، حتى وصل لصناعة العروسة الماريونيت، التي أبهرته بخيوطها وجسمها الخشبى وحركاتها المعبرة وتأثيرها الساحر على المشاهد.
العروسة اليد
كان "نعيم" واحدا من أهم صانعي عرائس فرقة أم كلثوم الخشبية التي أقيمت حفلاتها على مسرح ساقية الصاوى، يقول صانع العرئس: "كنت مسئولا عن الجزء الخشبى في العرائس، الجسم الآلات الموسيقية والكراسى وكافة شيء خشبى، وإزاى الميكانيكا هتتحرك وإزاى هيمسك العروسة، وإزاى هيحرك الأله كل الحاجات دى كنت مسئول عنها، ودى كانت حاجة عظيمة إنك بس مش بتذاكر الآلة نفسها لكن بتذاكر مين بيلعبها وبيعزف إزاى وأشهر الناس اللى كانت في الفرقة وحركاتهم اللى متعودين يعملوها، الموضوع كان كبيرا وملهما".
نعيم في أحد العروض
بعدما وجد "نعيم" غايته في صناعة العرائس خاصة الماريونيت، أصبحت "شغلته وهوايته وأكل عيشه" كما يقول دائمًا، فعالم العرائس ليس مجرد جزء من حياته ولكن هي حياته كلها، قد تأتيه الفكرة فيصنع العروسة المناسبة لتوصيل الفكرة للمشاهد، أو تطلب منه عروسة بمواصفات معينة فيصممها كما حدث في فيلم "شلبى" للفنان كريم عبد العزيز، فكان المنفذ ومحرك العروسة في الفيلم إلا للمشاهد التي يختص بها بطل الفيلم، بخلاف عرائسه التي يصنعها فكل عروسة لها فكرتها وحكايتها المنفصلة عن الأخرى، سواء كانت "زيزى، أو سلمى، أو مروان، أو فلان، أو جونى، أو مستر صفيحة" كما يقول "نعيم".
وأضاف: "أنا بحب أتكلم عن مروان، هو زى ما بحب أقول عليه بنى أدم مكتئب وحزين لأى سبب أيا كان، وجت الفكرة إن كل العرايس مبسوطة وسعيدة وبتهزر وده انطباع عند الناس، فأنا شايف أنه مش لازم تكون العروسة سعيدة، من هنا جت فكرة مروان، حتى في طريقة التصنيع ما عملتش صنفرة للخشب لكن سبت أثار الأزميل والسكينة في جسم العروسة تعبير عن حزنه.
عروض الشارع
يمكن لصانع العروسة أن تتأثر صنعته بحالته النفسية، فخرج "مروان" في النهاية متأثر بالحالة النفسية التي كان يعيشها صانعه في تلك الفترة، كما قال نعيم، وأضاف: "إحساسي لما بعمل العروسة مختلف من مرحلة لمرحلة ولكن الأجمل هو تحويل قطعة خشب مكعبة إلى كف يد له دلالة، هذا هو السحر في صناعة العروسة، طبعًا باستخدام الأزاميل والسكاكين وهذا أمتع عمل أقوم به وخاصة إذا كان الحفر دقيق، فلكل عروسة حالة مستقلة عن الأخرى، لا يجوز أن تتبادل العرائس الأدوار أثناء العروض، فكل منها لها عرضها الخاص بها".
العروسة مروان
المعروف أن الخشب هو المادة الأساسية لصناعة العرائس، ولكن كما يقول نعيم هناك مواد أخرى كالصفيح فقد صنع عروسته "مستر صفيحة" من المخلفات المعدنية وهذا جزء من التحدي أنه يستطيع أن يصنع العرائس من أي مادة حتى لو كانت الزجاج. أما عن تحريك العروسة يرى أنه فن يسهل تعلمه.
العروسة سلمى
في كافة الأحداث يمكن أن يحدث شيء طارئ وخارج عن الإرادة وهذا يمكن أن يحدث أثناء العرض المسرحي لعرائس الماريونيت، يقول نعيم أثناء تحريكه احدى عرائس فرقة أم كلثوم انقطع الخيط، ووقف جزء من العروسة عن الحريك، ولكن الحسن الحظ لم يلاحظ أحد من الحاضرين هذا، وفي موقف أخر انقطع الخيط رأس عازف القانون وطارت على المسرح وضحك الجمهور.
فنانو عرائس الماريونت على مستوى العالم لا يتعدون الـ 300 فنان، ومع التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي أصبح التواصل وتبادل الخبرات سهل جدًا.
العروسة زيزى
العروسة مروان (1)
العروسة مروان (4)
خيوط العروسة
صناعة العرائس
عرائس ماريونيت
مستر صفيحة
نعيم في أحد العروض (2)
نعيم في أحد العروض (3)
نعيم في أحد العروض (4)
نعيم في أحد العروض (5)
نعيم في أحد العروض (6)
نعيم في أحد العروض (7)
نعيم مع العرائس
نعيم والعروسة جونى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة