في 21 مايو من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للشاي، كمناسبة دولية تحتفي بالمشروب الأشهر عالميا ولتنفيذ الأنشطة الداعمة لإنتاج الشاي واستهلاكه على نحو مستدام، بدأ الاحتفال به قبل عدة سنوات، وازداد الاهتمام العالمي بالشاي لما تمثله زراعته من مصدر لكسب العيش للملايين من الأسر، فيلعب محصول الشاي دورا كبيرا في الحدّ من الفقر ومحاربة الجوع وحماية الموارد الطبيعية، وتسبب الشاى فى العديد من الاحتجاجات والثورات بل والحروب الذى قامت من أجله ومن أشهرها
ثورة الشاى
فى عام 1767م قدم المستشار المالى البريطانى تشارلز تاونشند قانونا ينص على فرض ضريبة جمركية على السلع المستوردة من المستعمرات ليكون العائد هو مرتبات حكام المستعمرات البريطانية.
وتضمنت القائمة الشاى والزجاج والدهان والورق، ولكن هذا القانون أثار غضب سكان المستعمرات وللتعبير عن استيائهم نظموا حملات شعبية لمقاطعة السلع التى تشمل تلك الضريبة وقد نجحت المقاومة فى إلغاء الضرائب، وفى عام 1770م ألغت الحكومة البريطانية الضرائب المفروضة على عدى الشاى، ولكن استمرت المستعمرات فى الامتناع عن شرب الشاي، واتجهوا لشرب الشاى الهولندى المهرب مما تسبب فى خسائر كبيرة لشركة الهند الشرقية، مما حدث كساد للشاى بالمخازن وأزمة فقام البرلمان البريطانى بإقرار قانون الشاى عام 1773م لإنقاذ شركة الهند الشرقية.
حفل الشاى فى بوسطن وحرب الاستقلال
دب الخلاف علنا حول فرض الضرائب، والذى كان يغلى تحت السطح منذ فترة فى مستعمرات بريطانيا فى أمريكا حينما مرر البرلمان البريطانى قانون الشاى عام 1773.. فقد حابى القانون شركة الهند الشرقية الإنجليزية، شبه المفلسة تقريبا، على التجار المحليين فى المستعمرات الأمريكية فما كان إلا أن قاطع سكان المستعمرات الأمريكية الشاى البريطاني.
أسفر رد الفعل البريطانى على حفل شاى بوسطن وغيره من القضايا أخيرا إلى أن تصاعدت الأمور إلى الذروة، وكانت تلك هى حرب الاستقلال التى هزم فيها البريطانيون فى يورك تاون، غير أن الحرب عادت لتتجدد بين الجانبين المتناحرين مرة أخرى فى عام 1812 ولم تهدأ الأمور إطلاقا حينما أشعل البريطانيون النار فى البيت الأبيض وكابيتول هيل مقر الكونغرس الأمريكي.
وخلال تلك الحرب كتب فرانسيس سكوت كى قصيدته الشهيرة "راية تزينها النجوم" والذى قدر لها بعد ذلك أن تصبح النشيد الوطنى الأمريكي.. وأعلنت بريطانيا رسميا الحياد خلال الحرب الأهلية الأمريكية غير أن السفن البريطانية ساعدت الولايات الجنوبية المنشقة بتمرير أسلحة وإمدادات عبر الحصار البحرى الذى فرضه الاتحاد الأمريكى.
حرب الشاى
شهد القرن التاسع عشر قطيعة دبلوماسية بين الصين والإمبراطورية البريطانية، ما دفع بريطانيا للبحث عن مصدر بديل للشاي. ولجأت شركة الهند الشرقية، المتحكمة فى التجارة العالمية آنذاك، لعالم النباتات الاسكتلندي، روبرت فورتشن، المعروف باهتمامه بجمع أنواع البهارات النادرة وبيعها للطبقة الأرستقراطية. وكُلف فورتشن بالذهاب متخفيا إلى الصين، وتهريب نبات الشاى للهند، لتكوين صناعة موازية.
ونجح بالفعل فى تهريب 20 ألف من النباتات والبذور من الصين إلى دارجيلينج، لكنه فوجئ بالشاى ينمو بشكل برى هناك، ويرجع الفضل لهذه العملية السرية فى تحول الهند إلى معقل لانتاج الشاى لاحقا.