وسط ظروف مُعقدة وتحديات كبيرة جراء ما يحدث فى السودان الشقيق من صراع وأحداث مؤسفة – نجحت قناة القاهرة الإخبارية في إجراء حوار تاريخى بامتياز مع الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان في أول حوار له بعد الأحداث، وفي اعتقادنا أن ما يٌميز هذا الحوار ليس كونه أول حوار بقدر نجاحه في كشف أسرار كثيرة حول الوضع على الأرض في الخرطوم وكافة الولايات السودانية، وكذلك التطرق لكافة القضايا والإجابة على كل الأسئلة التي بالفعل تحتاج إلى إجابة، فتحدث عن مبادرات الوساطة، والموقف من الهُدن، وطبيعة القتال، وشروط وقف القتال، وممارسات قوات الدعم السريع على الأرض، وبعث برسائل طمأنة للمواطنين في السودان، وكثير من الأمور التي تدور في أذهان الكثير، والمقدر البراعة في إدارة الحوار بشكل مهنى واحترافى، ليضع المشاهد أمام حوار شامل ومميز ومتنقن.
والحديث عن شروط وقف إطلاق النار كان مهما، باعتباره هدف الجميع الآن، نظرا للأوضاع الإنسانية الصعبة التي يمر بها الشعب السودانى، حيث أكد أن مصالح الشعب السوداني مقدم على مصالح الجيش السوداني، وأنه أي وقف لإطلاق النار يجب أن يكون مصحوب بفتح الطرق، والمستشفيات، والخروج من المراكز الخدمية، ومحطات الكهرباء والمياه، وأن هدفهم الرئيسى هو عودة الطمأنينة للمواطنين بعد حالة الرعب والقلق التي تنتابهم جراء ما تحدثه قوات الدعم السريع من فوضى في البلاد.
وأخطر ما تطرق إليه رئيس مجلس السيادة الانتقالي تأكيده أن الاستقرار لن يعود في ظل انتشار قوات الدعم على أسطح المنازل وداخل منازل المواطنين، والقيام بنهب البنوك والسفارات ومؤسسات الخدمة العامة، ومقرات المنظمات الإغاثية والدولية.
أما الحديث عن المبادرات، فجاء الحوار صريحا وواضحا دون غموض، حيث أكد الترحيب بأي مبادرة تحقن دماء الشعب السودانى وتبعد شبح الحرب الأهلية عن البلاد، وتعمل على إعادة اللحمة الوطنية، مرحبا بكافة المبادرات، خاصة المبادرة الجارية الآن في السعودية، والأهم أنه حرص على توضيح موقفه من تلك المبادرات مؤكدا على ضرورة أن تضع تلك المبادرات أسس حقيقة لوقف القتال وتشتمل على الانسحاب من المناطق السكنية والانسحاب من مناطق الخدمات العامة، وتعمل على إخلاء منازل المواطنين من قناصة الدعم السريع، واحتلال أسطح البيوت.
والمقدر أن البرهان تحدث عن العلاقة التاريخية وأواصر المحبة التي تربط الشعب المصري بالسودان، مقدما الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي، والشعب المصري، ولكل المصريين حكومة وشعبًا على استقبالهم للشعب السوداني في محنته، وموقفهم وجهودهم لتخفيف الأعباء عن الشعب السودانى، ومؤكد أن ليس هذا بغريب عن مصر والمصريين فهم كذلك عبر التاريخ.
وأخيرا.. لنا أمل وتحية، أما "الأمل" فنتمنى أن يحفظ الله الأشقاء في السودان وأن يبعد عنهم الفتنة والفوضى وأن ينعم عليهم بالاستقرار والأمان، و"التحية" فهى لقناة القاهرة الإخبارية فحقا تثبت يوما بعد يوم أنها أصبحت علامة فارقة في صناعة الإعلام..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة