"خير يوم طلعت فيه الشمس" هكذا يوصف يوم وقفة عرفات، الذى بدأ منذ بزوغ شمس اليوم الثلاثاء، ومعه إشراقته بدأت جموع الحجاج فى التوافد إلى صعيد جبل عرفات، حاملين فى قلوبهم زاد الطريق من الإيمان والخشوع، ، فيصلوا الظهر والعصر قصراً وجمعاً بأذان وإقامتين.
من بعد غروب شمس يوم عرفة تبدأ نفرة الحجاج حيث يتجهون إلى مزدلفة استعداد لاستقبال أول أيام عيد الأضحى وهو يوم "النحر"، ويطلق عليه الحج الأكبر.
ويوم عرفة ركن من أركان الحج بل هو ركن الحج الأعظم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الحج عرفة".، كما أن صيام يوم عرفة يكفر سنتين، يمثل الوقوف على عرفات تأسيا برسول الله محمد الذي وقف عليه وألقى منه "خطبة الوداع".
وأكمل مشعر عرفات، يوم الإثنين، كافة الاستعدادات لاستقبال توافد الحجاج، ومن جانبه أكد الأمن العام بالسعودية اتخاذه كافة التدابير الوقائية لضمان أمن وسلامة الحجاج.
مزدلفة
وعقب أداء الحجاج صلاتي الظهر والعصر قصرا وجمعا، ليقوموا بعد ذلك بالنفرة متجهين إلى مزدلفة للمبيت فيها، قبل الانتقال إلى منى لاستكمال مناسك الحج.
الرحلة من "منى" إلى"عرفة"
مع شروق شمس يوم التاسع من ذي الحجة يخرج الحاج من "منى" متوجهًا إلى عرفة للوقوف بها، والوقوف بعرفة يتحقق بوجود الحاج في أي جزء من أجزاء عرفة، سواء كان واقفًا أو راكبا أو مضطجعا، لكن إذا لم يقف الحاج داخل حدود عرفة المحددة في هذا اليوم فقد فسد حَجُّه، يعد الوقوف بعرفة أهم ركن من أركان الحج وذلك لقول النبي محمد: "الحج عرفة فمن جاء قبل صلاة الفجر من ليلة جمع فقد تم حجه".
وقد وردت بعض الأحاديث النبوية التي تتحدث عن فضل هذا اليوم منها: ما رواه أبوهريرة عن النبي محمد أنه قال: «إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي جاءوني شُعْثًا غُبْرًا»، وما روته عائشة عن النبي محمد أنه قال: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو يتجلى، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟ اشهدوا ملائكتي أني قد غفرت لهم".
"عرفات".. المشعر الوحيد خارج الحرم
وعرفة أو عرفات يعد المشعر الوحيد من مشاعر الحج الذي يقع خارج الحرم، وهو عبارة عن سهل منبسط به جبل عرفات المسمى بجبل الرحمة الذي يبلغ ارتفاعه 30 متراً، ويمكن الوصول إلى قمته عبر 91 درجة، وبوسطه شاخص طوله 4 أمتار، فيما يحيط بعرفات قوس من الجبال ووتره وادي عرنة.
ويقع عرفات على الطريق بين مكة المكرمة والطائف شرقي مكة بنحو 15 كيلو مترًا وعلى بعد 10 كيلومترات من مشعر منى و6 كيلو مترات من المزدلفة بمساحة تقدر بـ10.4 كيلومترات مربعة.
وبعرفة جبلها المشهور وهو أكمة صغيرة يصعد عليها بعض الحجاج يوم الوقوف وليس الوقوف على الجبل خاصة من واجبات الحج لقوله صلى الله عليه وسلم :"وقفت هاهنا بعرفة وعرفة كلها موقف".
وقضى الحجاج أمس الاثنين يوم التروية ، حيث بدأوا بالتوافد إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، والمبيت فيها في طريقهم للوقوف بمشعر عرفة.
وشرع الأمن العام بتنفيذ خطط تفويج يوم التروية لحجاج بيت الله الحرام بالتنسيق مع وزارة الحج والعمرة، وسط متابعة أمنية مكثفة من قيادات أمن الحج.
سبب التسمية بيوم عرفة
يوم عرفة هو يوم الوقوف على جبل عرفة أو عرفات في التاسع من شهر ذي الحجة. قال النيسابوري: «عرفات جمع عرفة»، وقال الطبرسي: «عرفات: اسمٌ للبقعة المعروفة التي يجب الوقوف بها، ويوم عرفة يوم الوقوف بها».
هناك عدة أقوال لتسمية عرفة بهذا الاسم، فقد قيل بأنها سُمِّيَتْ بذلك لأن آدم عرف حواء فيها، وقيل لأن جبريل عرَّف إبراهيم فيها المناسك، وقيل لتعارف الناس فيها، وقيل بأن الكلمة مأخوذة من العَرْف وهو الطيب؛ كونها مُقدَّسة. إلا أن الروايتين الأكثر تأكيدًا هما أن أبوالبشر آدم التقى مع حواء وتعارفا بعد خروجهما من الجنة في هذا المكان ولهذا سمي بعرفة، والثانية أن جبريل طاف بالنبي إبراهيم فكان يريه مشاهد ومناسك الحج فيقول له: «أعرفت أعرفت؟» فيقول إبراهيم: «عرفت عرفت» ولهذا سميت عرفة.