عندما وصل الإيطاليون الى مدينة القصير لاستخراج الفوسفات، فى بداية القرن التاسع عشر، وانشاء مستعمرة القصير لتتحول حياتهم بالكامل من المدينة الايطالية أجوردينو، الذين نزحوا منها الى مدينة القصير، أحضروا معهم الخباز والطباخ والحلاق والجزار ليكون مجتمع متكامل فى مدينة القصير، ليعمل الجميع فى الشركة المصرية لانتاج الفوسفات التى تم تأسيسها من أموال بنك روما.
بنى الايطاليون كل شىء ولم ينسوا أن يتعلم ابنائهم وبعد 15 عام تقريبا من وصولهم تم انشاء اول مدرسة ايطالية فى القصير لتعليم ابناء العاملين فى الشركة ويتحول التعليم فى المنازل الى المدرسة على يد المدرس الايطالى بليجريني، سميت تلك المدرسة بأسم جيوفاني باتيستا بلزوني، المسافر والمستكشف والقيادي الايطالى في علم المصريات.
يقول وصفى تمير من ابناء مدينة القصير والمهتمين بتراثها وتاريخها أن المدرسة الإيطالية الأساسية في القصير واحدة من أهم الأعمال التي أنشأتها المستعمرة من قبل العمال الإيطاليين الذين ذهبوا للعمل في مناجم الفوسفات، حيث وقع المهندس الروماني Florestano Di Fausto في عام 1930 م على مشروع مبنى بتكليف من وزارة الشؤون الخارجية، وتم البدأ فى انشاء المدرسة التى يمكن أن تستوعب ما يصل إلى 60 تلميذا وفي وقت قصير كانت المدرسة جاهزة وسميت باسم " جيوفاني باتيستا بلزوني ".
وأضاف وصفى تمير المهتم بتراث مدينة القصير أن المدرسة مفتوحة أيضًا للأطفال المصريين، حيث أن الشيخ توفيق انذاك شيخ العربان طلب من مدير الشركة بالتحاق ابناء المصريين العاملين فى الشركة بالمدرسة وتمت الموافقة على ذلك .
وكشف تمير فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن المدرسة كانت تقبل الأطفال الإيطاليون فقط فى بداية الأمر، وبعد ذلك تم فتح لتلميذ القصير، وكانت المدرسة لها مكان لتناول الطعام، وكانت أيضا بها راهبتان من لبنان لان المدرسة كانت تابعة للكنيسة، وعندما ذهب الأولاد من أبناء القصير للمدرسة، تم تخصيص مكان تناول الطعام لتعليم البنات الحياكة والتطريز على يد الراهبتان داخل مكان تناول الطعام، وتعد تلك المدرسة اول مدرسة تعلم الحياكة للبنات .
وكان المدرس بليجريني يدرس للطلاب الايطاليين، وكان يدرس لابناء القصير داخل المدرسة ابو الوفا جنيدى، وكانت المدرسة تقدم للطلاب جميع الخدمات التعليمية وتناول الطعام وتنظم لهم رحلات للمناجم المختلفة التى قامت الشركة لاستخراج الفوسفات منها، وانتهت المدرسة مع انتهاء الشركة فى عملية التأميم التى حدثت فى عام 64 وانتهت الشركة وانتهى كل اعمالها.
يذكر أن فى عام 1910 انشاء بنك روما الوطنى، الشركة المصرية لانتاج الفوسفات، على ايدى الايطاليون وكان أغلب أهالى مدينة القصير وجميع محافظات الصعيد يعملون بها حتى تأثروا وامتزجوا بعمال الفوسفات القادمين من مدينة أجورنى الإيطالية، الذين عشقوا مدينة القصير ودفنوا بعد مماتهم فيها.
أخذ الإيطاليون عامين فى الإنشاءات ثم 3 أعوام فى الإنتاج، وفى عام 1916 أبحرت أول سفينة لتصدير الفوسفات من القصير للهند، كانت تسمى كافية، أمتزج الإيطاليون مع أهالى مدينة القصير، وقاموا بتشييد مدرسة وهى مدرسة الراهبات الإيطالية، وبعد فترة قليلة طالب أحد كبار المدينة من معلمها انضمام أطفال القصير للمدرسة وجرى إنشاء فصل للدراسة بالعربية لأبناء القصير، وأخر بالإيطالية لأبناء الإيطاليين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة