يعرض المتحف المصرى بالتحرير أحد أكبر المتاحف العالمية عددا كبيرا من القطع الأثرية التى تتجاوز الـ 50 ألف قطعة، أمام الزوار، ومن بين القطع الفريدة بالمتحف كرسي للأميرة سات آمون، والذى يعرض بالقاعة 40 بالدور العلوي بالمتحف.
ويعود الكرسى لعصر الدولة الحديثة، الأسرة الثامنة عشر - عهد أمنحتب الثالث "1387-1350 قبل الميلاد"، ويبلغ ارتفاع الكرسى 40 سم، وتم اكتشافه فى وادي الملوك - طيبة، ومصنوع من خشب مبطن بالجص وأوراق الذهب وألياف نباتية.
وسات آمون سات آمون، أميرة وملكة مصرية قديمة غير حاكمة أو ابنة و زوجة ملك، وقد عاشت خلال عهد الأسرة الثامنة عشرة، وهي ابنة وزوجة الملك أمنحتب الثالث، وقد جاء الاعتقاد بأن سات آمون كانت ابنة أمنحوتب وتيي من وجود أشياء في قبر يويا وتويا، والديّ الملكة تيي، وخاصة الكرسي الذي يحمل السمها مع لقب ابنة الملك.
كرسى سات آمون
ويمكن تتبع تصوير الملكة سات آمون بشكل جيد جدا، وعلى الأخص في مقبرة يويا وتويا حيث تم اكتشاف ثلاثة كراسٍى مصنوعة بدقة. ولما كانت هذه الكراسي مستخدمة من قبل وليست مصنوعة خصيصاً للأثاث الجنائزي، وهي ذات حجم متدرج في الكبر، يُفترض أنها تخص الملكة سات آمون أثناء مراحل نموها.،وقد وضعوا في قبر جدها وجدتها في تقليد لوضع الأغراض التي لها معنى مميز في حياة المتوفى. كما تم تصويرها على لوحة مرضعتها نبت كا بني.
أما الملك أمنحتب الثالث "1405–1370ق.م"، والذى تولى الحكم وهو صغير السن، بعد وفاة أبيه الملك تحتمس الرابع فى سن الثانية عشرة تقريبًا، وكانت أمه زوجة ثانوية تدعى "موت إم ويا"، وقد استمر في حكم البلاد منفردًا نحو ست وثلاثين سنة، كان في خلالها أعظم عاهل في العالم المتمدين، كما كانت "مصر" أكبر إمبراطورية في الشرق القديم وصاحبة السيادة السياسية والأدبية فيه.
وكان "أمنحتب الثالث" يعد أعظم ملك قام بأعمال البناء والتعمير في عهد الأسرة الثامنة عشرة، وكان النشاط والاهتمام اللذان بذلهما الملوك السابقون له في الحروب الطاحنة، قد استغلَّهما هو في تصميم المباني التي أراد أن يُزيِّن بها بلادَه، وفي زيادة ثراء معابد الآلهة في الوجهين القبلي والبحري، وبخاصة في "طيبة" وفي "السودان"، كما قال الدكتور سليم حسن في موسوعته مصر القديمة.
وكان الفرعون الشمس الملك أمنحتب الثالث أشهر فراعنة مصر والعالم القديم، وواحد من أعظم حكام مصر على مر التاريخ، فى أوائل سنوات حكمه مهتمًا بالرياضة وخاصة الصيد والقنص حيث كان صيادًا عظيمًا حيث عثرنا له على جعران يسجل عليه أنه أقتنص مائة ثور برى فى رحلة صيد ملكية استغرقت يومين وعلى جعران آخر أنه أصدره فى السنة العاشرة ذكر فيه أنه منذ ارتقائه العرش قتل 102 من الأسود فى رحلات الصيد.
كما أبدى أمنحتب الثالث اهتمامًا قليلاً بالعسكرية لأنه لم يواجه غير القليل من القلاقل مثل ما حدث فى السنة الخامسة من حكمه فى بلاد النوبة، غير أن القتال كان يدور مع فئة قليلة من المتمردين، وبعد أن انتصر عليهم، وسع مساحة ملكه حتى وصل إلى الجندل الرابع، حسب ما جاء بكتاب الفراعنة المحاربون للدكتور حسين عبد البصير، وقد قامت ثورة أخرى فى بلدة واقعة بعد الجندل الثانى، وكانت النوبة لها إدارة ذاتية بإشراف ابن الملك فى كوش، فأرسل أمنحتب الثالث نائبه فى الجنوب وابن الملك لقمع تلك الثورة، ولم يشترك فيها أمنحتب الثالث، واتسم معظم حكمه بالاستقرار والرخاء.
ولا يزال هناك غشاء رقيق حول "أمنحتب الثالث" نفسه وكيفية انتهاء حكمه، ولت الاكتشافات فى "تل العمارنة" أنه كان لا يزال على قيد الحياة حتى السنة التاسعة أو الثانية عشرة من حكم ابنه "إخناتون"، وقد دفن فى وادى الملوك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة