إن الشىء الوحيد القادرة على صناعته جماعة الإخوان وإنتاجه هو سلب الحرية، وتعطيل العقول، وصناعة العبيد، وإنتاج مئات وآلاف القطعان، التى لا تحسن عمل شيء، سوى الطاعة العمياء، والإذعان لأوامر قادتهم، الذين هم فى الأساس لا يحسنون عملا فكريا.
إن خطورتهم، ولك أن تقول جريمتهم الكبرى، تكمن فى سلخ وتجريد الإنسان من حقه فى ممارسة الفكر، ما قيمة إنسان جردته من الشيء الوحيد، الذى ميزه الله به، وأن تجعله الجماعة، آلة فى يديها، تحركه دون وعى منه، باسم الدين والإسلام، إنهم لصوص عقول، لصوص محترفون (مافيا)، ينقضون على عقول الأشبال والشباب، فيسلبونها ميزتها، يضيقون عليهم، ويجعلون عقولهم صناديق قمامة يلقون فيها، ما أنتجته قرائحهم الميتة، أعوام طوال، وهم فى خدمة أنفسهم، وعبادة ذواتهم، وتقديس آرائهم، دون إطلاع على فكر، أو عقول المختلفين معهم، إنهم سبب فى إنتاج عقول صلدة، ونفوس مريضة، وهدم وتخريب صرح ما تميزوا به وارتقوا بفضله، إن تاريخهم تاريخ استبداد وقيود، تُسلسل العقول، قبل الأيدى والرقاب، قيود حول الفكر والحضارة، ومعرفة الإنسان. إن العمم التى يرتدونها، إنما هى عمم على رمم بالية، لو إنك كشفت ما تحتها، لفاحت منها رائحة النتن، تنفر منها أصحاب العقول السليمة، والنفوس الصحيحة، إن خطر النظام الإخواني، لا يرتبط بدين معين، ولا دولة، أو مذهب معين، أو فئة، إنما هو خطر على الإنسانية فى كل مكان، إنها تُهين الإنسان، أينما كان، تضربه فى مقتل، فيما يرفعه ويميزه ويعلو به، يجب أن نجابهها، لا على أنها فكر، فالفكر لا يصده إلا الفكر، ولا يقف فى وجهه سوى العقل والمنطق، أما هؤلاء فهم أعداء كل فكر ومنطق، وسيلتهم هى البطش، القوة التى لا تبصر، وتحطم بلا فهم، ولا إدراك.
إن تاريخهم صفحات سوداء، فى جبين الإنسانية قاطبة، إنهم لا يحترمون الحرية الفردية، ولا يعرفون معنى الاختلاف، فهم على قلب صنم واحد، فالجماعة التى لا تحسن عمل شيء، ولا ابتكار شيء، تغرق فى الهذيان والأوهام، أوهام أنهم أصحاب فكر ورسالة، فإذا أستخبرتهم عن هذا الفكر وتلك الرسالة، قدموا لك وجبات من غثاء الأفكار، ولا رسالة ولا قيم، ولا أساليب تربوية، سوى أراء فردية، خلفتها قرائحهم المريضة، بحب السلطة، ووهم انتفاخ الذات، إن لهذه الجماعة خطر كبير، إنها رجعية إلى عالم ما قبل الإسلام، لكنها جاهلية معممة، ترتدى عباءة وقفطان، فى يديها مسبحة، ينتظم فى صفوفهم، ضعفاء الفكر والعقول، ويلتف حولهم، محبى العنجهية الفارغة، يتحالفون على استقطاب البسطاء من الناس، من تستطيع قيادتهم، بادعائهم إنهم هم القيمون على الدين، وهم الرؤوس، ومن يدافعون عنه، ضد المتربصين به، ومن يريدون موته، إنهم أصحاب عقول مغلقة، وفكر واهن، وآمال عريضة، تراود أذهانهم الكليلة. إنهم لم يصنعوا عبادا لله، بل صنعوا عبيدا لقادتهم وأهوائهم، صنعوا من أنفسهم أصنام تعبد، ودعوا البسطاء، ليطوفوا حول أصنامهم، وتقديم قرابين الطاعة والولاء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة