- كان الخيار حل المعادلة الصعبة والعمل فى كل الملفات دون تأجيل ملف لصالح آخر
- واجه المصريون أزمة الطرق والكهرباء المقطوعة ومشكلات التعليم والصحة والصناعة والزراعة وقنوات التشكيك والتخويف
الرئيس السيسى: الهدف تحسين أحوال وحياة الناس وتوفير الظروف المناسبة للجميع من قطاع خاص ومجتمع مدنى وشباب ونساء
- انتهى الإرهاب بتضحيات وصمود وبطولات أبناء الشعب من الجيش والشرطة.. وكان يمكن إبقاء الدولة على حالها بالمزيد من المسكنات والهدف كان دفعها للأمام.. عاصمة إدارية جديدة ومدن من الجيل الرابع وتطوير القاهرة التاريخية وأنفاق سيناء
- شبكة مواصلات عامة متكاملة وتوسيع خطوط مترو الأنفاق والمونوريل وتحديث خطوط أتوبيسات النقل العام والقطارات الكهربائية والسريعة
«حياة كريمة» تعيد صياغة حياة أكثر من نصف المصريين فى 4500 قرية.. وخارجيا انتقلت مصر من دولة معزولة إلى مركز للتأثير إقليميا ودوليا
10 سنوات على ثورة 30 يونيو، لا يمكن النظر إليها بعيدا عما سبقها، وما تبعها من سنوات كبيسة، بدت مصر خلالها أمام تحديات داخلية وإقليمية ودولية، كان عليها أن تعبر الكثير من الفخاخ والألغام، الشعب المصرى تمرد ورفض حكم تنظيم الإخوان الذى استغل حالة الارتباك السياسى والاجتماعى والاقتصادى، وقفز على المؤسسات والسلطة، متسلحا بالخداع والطمع والرغبة فى تغيير هوية مصر، وجد المصريون أنفسهم - بعد عقود - مهددين فى هويتهم، وشبح التفكك فى الأفق، شؤونهم مرهونة بإرادة مرشد فى الداخل، ومرشدين فى الخارج، وعداء تاريخى للنواة الصلبة ورغبة فى الانتقام والتفكيك، بجانب وضع اقتصادى متدهور، والإطاحة بأبسط قواعد العمل السياسى، اختار المصريون مواجهة التنظيم بأكبر مظاهرات سلمية، كانوا يدركون الثمن الباهظ الذى عليهم دفعه، فى مواجهة تنظيم متحالف ومتقاطع مع أكثر التنظيمات الإرهابية تطرفا.
واجه المصريون إرهابا أدى إلى تفكك دول وفقدان دول أخرى لتوازنها، فى ظل وضع اقتصادى صعب، واحتياطى متآكل واستثمار هارب وبنية أساسية شبه منهارة، وعشوائيات تحيط القاهرة وتحزم المحافظات، وفيروسات تأكل أكباد المصريين، كهرباء مقطوعة، أزمات فى الوقود والخبز، بنية أساسية متهالكة، بطالة، ومجتمع ينظر للمستقبل بخوف وتردد، إقليميا دولة معزولة ومنكفئة على نفسها.
اليوم عبر المصريون 10 سنوات صعبة، وهى صعوبة لم تنته، فى أى وقت، لكنها يجب أن تكون محل نظر وتحليل، لاجتياز التشكيك والتخويف، ولعل نجاح المصريين فى مواجهة تحديات 10 سنوات هو الذى يمنح الأمل فى تخطى العقبات الأخيرة لسنوات صعبة، وللحق عندما تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى، المسؤولية، لم يقدم وعودا بالرخاء، قدم تشخيصا أمينا للوضع داخليا وخارجيا، وهو تشخيص بدا وقتها صادما ومثيرا للقلق، وأعلن أنه يتحمل المسؤولية ويثق فى قدرة الشعب المصرى على التحمل والصبر.
المعادلة كانت صعبة، كل الملفات مفتوحة ومهمة، ولا يمكن تأجيل ملف لصالح آخر، الاقتصاد والبنية الأساسية، مع الصحة والتعليم، والنقل والطرق، وكان على مصر - دولة وشعبا - مواجهة الإرهاب والفقر والعشوائيات وانقطاع الخدمات الأساسية والبنية التحتية المتهالكة والعزلة الدولية، والإقليمية فى وقت واحد، كان يمكن إبقاء الدولة المصرية على حالها، بالمزيد من المسكنات، لكن الهدف كان دفعها للأمام بقفزات، أقرب لمعجزة.
كان السؤال: من أين يمكن التقاط نقطة البداية؟ إذا حاولت الدولة ترميم وإصلاح الاقتصاد، فلن يمكنها مواجهة الأمراض أو حل أزمة الطرق والكهرباء المقطوعة، والصناعة والزراعة، وإذا انشغلت بإصلاح الداخل، فلن يبقى لها وقت أو جهد لبناء قواها العسكرية والسياسية والخارجية، أو تأثيرها الإقليمى، مع غياب القدرة الاقتصادية.
راهن الرئيس على الشعب فى أخطر وأكبر عملية إصلاح اقتصادى، تعويم الجنيه، وإنهاء ازدواج سعر العملة، وتعديل سعر الوقود وإعادة هيكلة الدعم، مع علاج سريع للأعراض الجانبية، بأوسع برامج للحماية الاجتماعية والتمويل المباشر، معاشات تكافل وكرامة، نقل سكان العشوائيات إلى مجتمعات حضارية، مع بناء الطرق والبنية الأساسية ومدن حديثة، ومناطق صناعية.
أعلن الرئيس مبادرة علاج وإنهاء الفيروس الكبدى «سى»، بالمجان، ثم مبادرة «100 مليون صحة»، وإنهاء قوائم انتظار العمليات الخطرة، والكشف المبكر عن أورام الثدى، بالتوازى مع بناء محطات كهرباء عملاقة، وتطل فى الأفق عاصمة إدارية جديدة وحديثة ومدن من الجيل الرابع، تمثل رمزا لقدرات الدولة على هزيمة الإرهاب والفقر والمرض والعشوائيات وأزمة الطاقة وتقوية النفوذ الإقليمى، والانطلاق نحو المستقبل.
العاصمة الإدارية الجديدة عقل الإدارة، وفى الوقت ذاته يستمر تطوير شامل لاستعادة وجه القاهرة التاريخية، والمتحف الكبير مع متحف الحضارات وسور مجرى العيون، ووسط القاهرة، لتتواصل مع منطقة الأهرامات وأبوالهول، ومجمع التحرير والمناطق الأثرية، التى تجعل القاهرة متحفا مفتوحا، وحركة السياحة سهلة، مع شبكة مواصلات عامة متكاملة، وتوسيع خطوط مترو الأنفاق والمونوريل، وتحديث خطوط أتوبيسات النقل العام، وخطوط القطارات الكهربائية والسريعة التى تربط موانئ البحر الأحمر بموانئ البحر المتوسط، وتربط القاهرة بالمحافظات شمالا وجنوبا، والمناطق السياحية الشاطئية مع السياحة الثقافية فى الأقصر وأسوان، فى الجنوب من حركة عمران وبنية أساسية وخدمات يتوازى معها إعادة تعمير سيناء وربطها بالوادى والدلتا، من خلال الأنفاق الخمسة والكبارى والقطار، ثم استصلاح الأراضى ومحطات تنقية وتحلية المياه التى توفر سبل التنمية، وتضيف للجغرافيا مجتمعات تتوازى وتتواصل مع التنمية فى القطاع الغربى، العاصمة الإدارية والعلمين والمدن الجديدة فى الدلتا والساحل الشمالى والغربى، وأنفاق سيناء و25 مدينة جديدة فى الصعيد.
وفى الوقت ذاته تستمر جهود مبادرة «حياة كريمة»، وتشمل أكثر من نصف سكان مصر، ضمن مشروع شامل يجعل الريف شريكا فى عمليات التنمية الشاملة، وتم رصد أكثر من 700 مليار جنيه على ثلاث سنوات، لتنمية أكثر من 4500 قرية وتوابعها، وتم رفع التمويل ليتجاوز تريليون جنيه.
واجهت مصر، الإرهاب والفقر والعشوائيات وانقطاع الخدمات الأساسية والعزلة الدولية، والبنية التحتية المتهالكة فى وقت واحد، لم يكن الهدف هو فقط إبقاء الدولة، لكن دفعها للأمام بقفزات، أقرب لمعجزة.
خارجيا، انتقلت مصر من دولة معزولة، إلى مركز للتأثير إقليميا ودوليا، واجهت الصراع فى ليبيا بدعم مسار سياسى، وتدخلت لوقف العدوان على الفلسطينيين بمبادرات حظيت بثقة دولية، وأعلنت تمويل الإعمار، ودعم المصالحة الفلسطينية.
عربيا، رؤية مصر لترميم العلاقات العربية، وتقوية التعاون والحوار، وخلق موقف عربى قادر على التدخل فى المشكلات العالقة، وتوسيع أطر التعاون، أفريقيًا استعادت العلاقات مع الدول الأفريقية، ودعمت علاقاتها مع أوروبا وأمريكا واليابان والصين وروسيا، حتى صارت القاهرة محل ثقة للتدخل والحل.
الآن، وبعد 10 سنوات على ثورة 30 يونيو، تحولت الصورة، انتهى الإرهاب بتضحيات وصمود وبطولات أبناء الشعب من الجيش والشرطة، استعاد الاقتصاد قوته والثقة الدولية، وصمد بينما اهتزت اقتصادات دول كبرى مع كورونا، ثم مع الحرب فى أوكرانيا، والتى انعكست تداعياتها على اقتصادات كبرى، وكانت لها تأثير كبير على سلاسل النقل والغذاء.
وهى تحديات صعبة، لكنها أقل كثيرا مما واجهته مصر شعبا ودولة خلال 10 سنوات، وهناك إجابة لكل سؤال مطروح، فى دولة ارتفع عدد سكانها أكثر من 20 مليونا خلال عشر سنوات، بجانب نحو10 ملايين بين لاجئ ومقيم، هناك إجابات لأسئلة تم طرحها، عن موازنات وأنفاق، تظهر نتائجها فى طرق وموانئ وكهرباء ومصانع، وعاصمة إدارية وتحديث للسياحة والتنمية، وهى أسئلة مطروحة على الحوار الوطنى الذى دعا إليه الرئيس السيسى، ويستمر بمشاركة واسعة، ويرسم صورة جديدة للعمل الوطنى والسياسى، بعد وصول الدولة إلى لياقة سياسية، ومهما كانت التحديات فقد عبر الشعب المصرى أكبر منها، وهو أمر يشير إليه الرئيس السيسى دائما، مؤكدا أن الشعب المصرى هو بطل 30 يونيو، وأن هذا الجيل هو القادر على حمل المسؤولية، فى إشارة لوعود وتصورات وخرائط يرسمها حوار يشارك فيه الجميع، وكما قال الرئيس السيسى، فى الذكرى العاشرة لثورة 30 يونيو: إن حجم التضحيات الهائلة التى قدمها الشعب وقدمتها مؤسساته الوطنية لا يليق بها سوى الانتصار، بالمضى بقوة وثقة على طريق التنمية والبناء على طريق تحسين أحوال وحياة الناس، وتوفير الظروف المناسبة لتفجير طاقات العمل والإبداع، لدى الشعب المصرى بكل أطيافه وفئاته من قطاع خاص ومجتمع مدنى وشباب ونساء لتجتمع كل مكونات الوطن فى منظومة متكاملة تقود بلدنا الحبيب نحو تحقيق الحلم الذى ما دام راود المصريين، حلم التقدم والنهوض بالوطن، حلم الجمهورية الجديدة الحديثة المتقدمة فى جميع المجالات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة