أكرم القصاص

مصر ووحدة الفلسطينيين وأوراق الفصائل فى اجتماع بالعلمين

الإثنين، 31 يوليو 2023 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تستضيف مدينة العلمين، مؤتمر الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية بناءً على دعوة من الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، وبمشاركة الفصائل الفاعلة فى المشهد الفلسطينى، والهدف هو بحث سبل إنهاء الانقسام، ومواجهة التحديات التى تواجه القضية الفلسطينية، الاتفاق على رؤية وطنية وسياسية موحدة فى مواجهة الاحتلال.
 
وعلى مدى سنوات ظلت مصر ترعى المصالحة الفلسطينية، بالكثير من الصبر وتقريب وجهات النظر انطلاقًا من رؤية مصرية ترى أن الفلسطينيين ليس أمامهم سوى الوحدة، وهذا الاجتماع امتداد لعشرات الاجتماعات والجلسات التى تمت برعاية مصرية على مدى سنوات، وفى كل مناسبة ولقاء يؤكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أهمية وحدة الفلسطينيين بمواجهة التحديات، وتستمر القضية الفلسطينية حاضرة فى كل لقاء يشارك فيه الرئيس السيسى، مؤكدًا محورية القضية لمصر والإقليم، ومفتاح الاستقرار فى الإقليم.
 
وقد نجحت المساعى المصرية للمصالحة، فى إعادة القضية وامتصاص أسباب الانقسام والصراع، وتعدد الرايات والولاءات والمنصات، استنادًا إلى أن الفوز يأتى من إدراك عناصر القوة التى تمثلها الوحدة والإرادة والتجمع خلف راية فلسطينية واحدة، وهو ما راعته مصر وأدارته الأجهزة المصرية بكفاءة وصبر طوال سنوات، وأثمر عن اتفاقات مثلت إنجازًا كبيرًا فى سياق التوجه إلى الوحدة الفلسطينية، حيث تم عقد حوالى 20 اجتماعًا منذ 2017 برعاية الأجهزة المصرية، دفعت كلها نحو توحيد الصف الفلسطينى استعدادًا لأى خيارات، حيث تتصدر منظمة التحرير الصفوف بوصفها الممثل الوحيد للشعب الفلسطينى والقادر على احتواء التنوعات والاختلافات بين الفصائل، وأن تصدر القرارات من المجالس الوطنية ممثلة لمصالح الفلسطينيين. 
 
وعلى مدى سنوات، توالت الجلسات والمباحثات الصعبة، برعاية مصرية، استنادًا إلى موقف مصرى يستند إلى دعم المواقف والخيارات الفلسطينية تجاه التسوية السياسية، حتى استعادة الشعب الفلسطينى لحقوقه وفق مرجعيات الشرعية الدولية. ورغم تحولات وتقاطعات الوضع الإقليمى والدولى والتى جعلت القضية الفلسطينية أقرب للتجميد، ظلت وحدة الفلسطينيين أولوية، حيث لا يمكن أن تتحرك عملية سلام حقيقية، من دون أن يذهب الفلسطينيون، معًا، إلى أى خيار، وهو ما تؤكد عليه مصر دائمًا، بعيدًا عن أطراف وتداخلات غير مرغوبة.
 
فى اجتماع العلمين يستعرض الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، التحديات التى تواجه القضية الفلسطينية، ورؤيته التى تتضمن عددًا من النقاط، أبرزها التأكيد على الدور المحورى لمنظمة التحرير باعتبارها الممثل الشرعى لأبناء الشعب الفلسطينى، والتأكيد على ضرورة وحدة الصف بين الفلسطينيين وتبنى خيار المقاومة الشعبية ووحدة الموقف بين كل الفصائل. ويرى أبو مازن ضرورة بذل الجهود كافة لإنجاح اجتماع الأمناء العامين، وإنجاز الوحدة الوطنية لمواجهة الجرائم التى يرتكبها الاحتلال، وأن التحديات الكبيرة التى تواجه القضية الفلسطينية تتطلب من الكل الفلسطينى الوحدة خلف منظمة التحرير، الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطينى.
 
هناك اتفاق بين الفصائل المختلفة على أهمية التوحد وإنهاء الانقسام، وحسب ما أعلنت حركة التحرير الوطنى الفلسطينى «فتح» فإن أحد أهم أهداف اللقاء توحيد الموقف الفلسطينى، والتوافق على خطة استراتيجية وطنية موحدة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلى، حيث ترى حركة حماس، أن لقاء العلمين يأتى فى ظل تصاعد العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى، والاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى، وأنها تسعى فى هذا اللقاء إلى توحيد الموقف الفلسطينى والتوافق على خطة استراتيجية وطنية موحدة لمواجهة الاحتلال، وهو نفس ما توافقت عليه الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ووعدت أن تبذل كل الجهود مع القوى المشاركة للتوصل إلى اتفاق يمكّن الشعب الفلسطينى من مواجهة سياسات حكومة الاحتلال المتطرفة، ويحمى الحقوق الفلسطينية من مخططات التصفية. بينما أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أنها ستطرح عددًا من القضايا، منها إعادة النظر فى الاتفاقات مع الجانب الإسرائيلى، وإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية ومشاركة الجميع فيها. وترى الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة فتح فى سجون الاحتلال أهمية إنهاء الانقسام الداخلى باعتباره واجبًا وطنيًا ودينيًا وإنسانيًا وأخلاقيًا. 
 
ويأتى هذا الاجتماع فى العلمين استمرارًا لسعى مصر إلى تقريب وجهات النظر، استنادًا إلى أن وحدة الفلسطينيين هى الورقة الأقوى لتحصيل الحق والاحتفاظ بزخم وقوة القضية، وتدفع مصر لإبعاد التدخلات، حرصًا على وحدة الفلسطينيين، مصر تدعم المصالحة وتدفع نحو وحدة الصف، وإتمام المصالحة وتحقيق توافق سياسى فى إطار رؤية موحدة بين جميع القوى والفصائل الفلسطينية، بما يُحقق وحدة الصف ومصالح الشعب الفلسطينى، بما يساعد فى تنفيذ الاتفاقات السابقة التى تمثل كل منها خطوة للأمام نحو وحدة الصف الفلسطينى.
 

 

 







مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة