كشفت الكاتبة العالمية جين فريدمان عن فضيحة مدوية، بعدما فوجئت أن منصة أمازون طرحت 6 كتب للبيع تحمل اسمها، ولم تقم بتأليفها، واتضح أنها أنشئت بـ الذكاء الاصطناعى، وبعد مماطلات قامت المنصة بحذفها.
على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية، ألفت جين فريدمان وساهمت فى 10 كتب عن صناعة النشر، وحررت عدة نشرات إخبارية لمساعدة الكتاب على النشر، وشغلت مناصب أستاذة إعلام فى جامعتين، وعلى الرغم من ذلك، عاشت أسوأ كابوس لم تتوقعه فى حياتها، حينما تلقت رسالة عبر البريد الإلكترونى من أحد القراء، يشيد فيها بكتابها الجديد المنشور على منصة أمازون، فى هذه اللحظة شعرت أن هناك شيئا خاطئا، لأنها لم تنشر كتابا منذ عام 2018.
كتب مزورة بالذكاء الاصطناعى على منصة أمازون
جين فريدمان قالت لصحيفة "ديلي بيست": "فوجئت بأن هناك ستة كتب تُباع باسمى وأنا لم أكتبها أو أنشرها، لقد تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعى".
وقالت جين فريدمان إنها عندما ذهبت إلى أمازون للإبلاغ عن العناوين المزيفة، قوبلت بمقاومة تنذر بالخطر، فى البداية، طُلب منها قائمة مفصلة بمخاوفها، بما فى ذلك طلب للإشارة إلى "العمل الذى تم انتهاكه".
بعد ذلك، وفقًا لرسائل البريد الإلكترونى التى استعرضتها صحيفة The Daily Beast، رفضت أمازون طلبها بإزالة الكتب المزيفة من موقعها، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنها لم تتمكن من تقديم رقم "أى تسجيل علامة تجارية" مرتبط باسمها.
وفى بيان لصحيفة The Daily Beast شدد متحدث باسم أمازون على أن المنصة لديها "إرشادات محتوى واضحة تحكم الكتب التى يمكن إدراجها للبيع والتحقيق على الفور فى أى كتاب عند إثارة مخاوف".
جين فريدمان على منصة إكس
وقالت جين فريدمان: "كان أحدهم يحاول جنى الأرباح من اسمى، إنه انتهاك صارخ بشكل خاص، كنت أتابع الكتب التى تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعى بشكل عام، وتوقعت أن الأمر سيصل إلى هذا، لكننى لم أكن أعتقد أننى سأكون ضحية أول قضية كبرى".
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الكتيبات الإرشادية الرديئة التى تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعى غمرت أمازون خلال الأشهر القليلة الماضية.
وقالت فريدمان إنها لاحظت أن روايات الشباب المكتوبة بالذكاء الاصطناعى تتصدر قوائم أمازون كيندل.
لكن مع ظهور الذكاء الاصطناعى التوليدى فى منصات النشر الذاتى مثل أمازون كيندل، يتساءل المؤلفون عما قد يتعين عليهم فعله لحماية علامتهم التجارية المهنية.
وقال جاستن هيوز، الذى يدرّس قانون الملكية الفكرية فى كلية لويولا للقانون، لصحيفة ديلى بيست: "ما نراه بالنسبة للمؤلفين أمر يتخطى قضايا التزييف هو أمر يثير كل القضايا.. قضايا خداع المستهلك، وقضايا العنف تجاه المؤلف، والظلم الاقتصادى".
لقد بدأ المجتمع الأدبى بالفعل فى اتخاذ خطوات ضد الذكاء الاصطناعى، فى الشهر الماضى، وقع نحو 10000 كاتب - بمن فيهم المؤلفون نورا روبرتس، ومايكل شابون، وجودي بيكولت - رسالة مفتوحة صاغتها نقابة المؤلفين لمطالبة قادة صناعة الذكاء الاصطناعى بحماية الكتاب.
وفى الرسالة الموجهة إلى الرؤساء التنفيذيين للعديد من شركات الذكاء الاصطناعى البارزة، شددت النقابة على ضرورة الحصول على موافقة المؤلفين ومنحهم حق الملكية الفكرية.
وقدمت النقابة أيضًا شهادة مكتوبة إلى اللجنة الفرعية للملكية الفكرية بمجلس الشيوخ فى جلسة الاستماع فى 12 يوليو حول الذكاء الاصطناعى، ما يؤكد التهديد المتمثل فى "المهنة المكتوبة من الاستخدام غير المنظم لتقنيات الذكاء الاصطناعى التوليفية التى يمكن أن تنتج قصصًا وكتبًا وغير ذلك من الأعمال النصية وتحل محل أعمال المؤلفين فى السوق".
وقال متحدث باسم نقابة المؤلفين لصحيفة The Daily Beast: "إن اختلاس أسماء المؤلفين لبيع الكتب المزيفة من خلال Kindle و Goodreads ليس جديدًا، لكنه ازداد سوءًا مع ظهور المحتوى الذى تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعى، وهو مشكلة مستمرة"، وحث الكتاب على التواصل مباشرة مع أمازون لإزالة هذه الأعمال الصورية.