ترسخ فى أذهاننا التاريخ العسكرى للعلمين وارتباطها بالحرب العالمية ومناورات روميل، والمعارك التى دارت على أرضها وكمية الألغام الرهيبة التى كانت فيها وتصل نحو 25 مليون لغم، ومطالبات مصرية لحكومة بريطانيا بتسليم خريطة الألغام.
الآن تغيرت الصورة تماما إذ تحولت تلك الصحراء الطاردة للبشر، بل والطاردة حتى لرعاة الغنم الذين كانوا يعانون جراء انفجار الألغام فيهم وفى أغنامهم، إلى حقيقة أسطورية على أرض الواقع.
كنا دائما نحلم وربنا نحلم فقط..الآن تحول الحلم إلى حقيقة ونجحت المتحدة من خلال "الشغل العالى"، فى إعادة صياغة تاريخ العلمين مجددًا، وتحويل تلك المنطقة لقبلة السياح ربما العرب والأجانب قبل المصريين بصورة مذهلة أبهرت الجميع.
تلك المدينة التى تحولت لقبلة للمهرجانات الفنية وقبلة لأساطير الفن، باتت نقطة انطلاق كبرى لاستعادة الدور الريادي الفنى لمصر، بل وتدعيمه بمهرجانات جديدة فى ربوع المحروسة، وقريبا فى العاصمة الإدارية وغيرها من المناطق التى تمثل تراثا حضاريًا مصريًا متفردًا، وبالتالى فإن هذا الأسلوب الاحترافي هو الوسيلة الأمثل للتسويق السياحى خاصة والاقتصادى عامة.
فالعلمين الممتدة على مساحة نحو 48 ألف فدان فقط والتى أظهرت مجموعة المتحدة رونقها وجمالها وأبراجها وساحلها الذى لا يقارن، لا تقتصر فقط على السياحة، بل يضم عمقها مجتمعات عمرانية وتراثية وصناعية وتعليمية متنوعة، وتمثل قوة اقتصادية هائلة فى المستقبل بعدما كانت مجرد قطعة صحراء غير مستغلة لا سيما أنها ما تزال فى بداية مراحل التطوير.
لا شك أن الاهتمام الكبير من إعلامنا الوطنى بالعلمين ينبع من الحرص على تنمية الاقتصاد الوطنى وزيادة معدلات نموه، ورفع معدلات السياحة البالغة نحو 1.5 مليون سائح للعلمين هذا العام وفق تقديرات إعلانية، بخلاف الأجانب بما يساهم سريعا فى توفير العملة الصعبة، علاوة على أنه الآن لأن لدينا إعلام هادف يضع الوطن نصب عينيه ، فيساهم فى ازدهاره، وفى إعلاء قيمه وفى ترسيخ حبه فى وجدان الأجيال، هذا الإعلام كان مطلبا دائما لنا حتى لا نقع فريسة للآخرين.