ضرورة ملحة وغاية في الأهمية، هى أن تكون لمصر قناة وثائقية تعبر عنها وتوثق لماضيها وحاضرها وترسم ملامح مستقبلها، وهو ما نجحت فيه القناة الوثائقية بإدارتها التي أدارت المحتوى بشكل احترافي ناجح.
المتابع للقناة منذ انطلاقها، سيجد أن القناة تعمقت في كل ما هو مصري أصيل بتقديم إنتاجات شغلت الرأي العام وكانت حديث الناس، فلا يستطيع أحد أن ينسى فيلم محمود رضا والذي رصد كيف استطاعت الفرقة في حقبة الستينيات أن تكون من أهم أذرع القوة المصرية الناعمة، والذي رصد أيضا كيفية استلهام الفنان "محمود رضا" فكرة إنشاء الفرقة، وتجواله في الداخل والخارج، ورفقته مع الموسيقار المصري الراحل "على إسماعيل" من أجل تحويل الحلم إلى حقيقة.
كذلك عدد من الأسماء البارزة التي أسست نجاح الفرقة خلال عقود متتالية، مثل فريدة فهمي، وحسن فهمي، وعلي رضا، إلى جانب آخرين أدّوا أدوارًا رئيسة من خلف الستار وهو واحد من أجمل الأعمال التي قدمت، وهو الفيلم الذي أعاد الحديث حول ضرورة أن يكون هناك دوما مكان لهذا النوع من الفن، خصوصا أن الجميع كان يشاهد الرقصات القديمة وتندر على مثل هذا اللون من الفنون الذي كان سابقا لعصره ولا يزال نستمتع به.
الوثائقية أيضا وضعت يدها سيرة الأب الروحي للدراما المصرية وعميد الدراما العربية أسامة أنور عكاشة من الميلاد فى مدينة طنطا ونشأته في كفر الشيخ، مرورًا برحلته في القاهرة، وصولًا إلى مشروعه الدرامي الضخم الممتد عبر نحو أربعين عامًا، موثقة لما أنجزه "صاحب الحلمية" دراميًّا وفكريًّا على نحو استثنائي حتى تحول إلى نجم في ذاته.
"شامبليون" ضمن سلسلة الأفلام الوثائقية المميزة التى عرضتها القناة، وتم استعراض اكتشاف عالم المصريات "شامبليون" للحضارة المصرية وفك شفرة اللغة المصرية القديمة.
ولا أنكر إعجابي الشديد بعمل قناة الوثائقية على فيلم عن كليوباترا، إضافة عن إعجابي بسلسلة وثائقيات حرب أكتوبر التي تُعرض حاليا، وهو النوع الذي افتقده الجمهور، وكان ولا بد أن تلعب هذا الدور قناة مصرية نثق في كون تاريخنا سيوثقه المصريون بأنفسهم، وهو ضمانة لعدم التزوير أو الطمس للهوية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة