تمر اليوم ذكرى رحيل الإمبراطور مانويل كومنينوس، وهو إمبراطور بيزنطي (1143 - 1180 ) وهو الابن الرابع للإمبراطور يوحنا الثاني كومنينوس ابن الإمبراطور ألكسيوس الأول كومنينوس عمل على استعادة الإمبراطورية البيزنطية إلى سالف أمجادها كقوة عظمى في منطقة البحر الأبيض المتوسط، والذي يصنف الكثير من المؤرخين نهاية عصره ببداية انحدار الإمبراطورية البيزنطية.
كحريص على استرداد إمبراطوريته لأمجادها السابقة كقوة عظمى فى العالم المتوسطي، تبنى مانويل سياسة خارجية نشطة وطموحة، من خلال التحالفات التي عقدها مع الپاپا والغرب المتنامي، غزا مملكة صقلية، أمن بنجاح ممر للحملة الصليبية الثانية الخطرة من خلال امبراطوريته، وأسس محمية بيزنطية في الدويلات الصليبية وراء البحار.
نجح في التعامل مع خطر مرور الحملة الصليبية الثانية من أراضيه. كما أصبح حامي الإمارات الصليبية و خاصة إمارة أنطاكية في مواجهة خطر نور الدين زنكي كما قام بعقد إتفقيات هدن مع نور الدين. شارك في محاولة غزو مصر مع الصليبيين وحصار دمياط، نجح في إعادة التشكيل في منطقة بحر البلطيق ووضع مملكة المجر تحت السيطرة البيزنطية، وفي نهاية عهده تعرض لهزيمة كبيرة على يد السلاجقة المسلمين.
وكان يعتقد أنه في سياق النضال الأوسع بين الدويلات الصليبية والقوى الإسلامية في الشرق، أن السيطرة على مصر ستكون عامل الحسم. أصبح من الواضح أن الخلافة الفاطمية الضعيفة في مصر كانت تحمل مفاتيح الدويلات الصليبية. إذا ما خرجت مصر من عزلتها، والقوى المتشكرة مع المسلمين بقيادة نور الدين، فسيصبح الصليبيون في مأزق.
وكان يرى أن الغزو الناجح لمصر سيحقق الكثير من المزايا للامبراطورية البيزنطية. كانت مصر مقاطعة غنية، وفي عهد الإمبراطورية الرومانية كانت تمد القسطنطينية بالكثير من المحاصير قبل أن يستولي عليها العرب في القرن السابع. الأرباح التي تتوقعها الامبراطورية جراء غزو مصر كانت جديرة بالاهتمام، حتى لو كانت ستتقاسمها مع الصليبيين. بالإضافة إلى ذلك، فمن المحتمل أن مانوِل أراد أن يشجع خطط أمالريك، ليس فقط ليصرف طموحات اللاتين عن أنطاكية، لكن أيضاً لتأسيس لخلق فرص عسكرية جديدة من شأنها أن تحافظ على مملكة القدس في يده، وأيضاً ليسمح أن تتشارك الامبراطورية في المكاسب الاقليمية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة