أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، إن القيادة السياسية وضعت نصب أعينها على منظومة السياحة فى مصر وكيفية تطويرها منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى باعتبارها تنشيط لكافة أوجه النشاط الاقتصادى فى مصر من زراعة وصناعة ونقل وغيرها، وتم وضع مخطط وجهت كل الوزارات للمشاركة فيه كل فيما يخصه للوصول بالسياحة المصرية إلى 30 مليون سائح، علاوة على تنشيط كافة المقومات السياحية لزيادة عدد الليالى السياحة ومعدلات الإنفاق السياحي واستهداف شرائح ذات إنفاق أعلى من السائحين، حيث يعمل بالسياحة ما يقرب من مليون شخص بطريقة مباشرة، و2.4 مليون شخص بطريقة غير مباشرة من خلال العمل بالصناعات التكميلية التي تصل إلى ما يقرب من 70 صناعة مكملة لصناعة السياحة.
وأضاف الدكتور ريحان أن خطة التطوير انطلقت بعد فترة ركود تام بعد أحداث 2011 وهو التحدى الأول وكان على الدولة مواجهة ذلك بتوفير الأمن المناخ الرئيسى لنمو السياحة وزيادتها، وقطعت الدولة شوطًا كبيرًا فى محاربة الإرهاب كان له تضحيات كبرى من رجال الشرطة الأوفياء حتى تحققت الركيزة الأولى وهى توفير الأمن، ثم اتجهت لبناء البنية الأساسية من مياه وكهرباء وغاز طبيعى وشبكة طرق متطورة وتطوير وسائل النقل برًا وبحرًا وجوًا بعد أن كانت تعالج بالمسكنات مما هددها بالتوقف التام، وأصبحت مصر بفضل قياداتها السياسية الواعية قلب العالم العربي وواسطة العالم الإسلامي وحجر الزاوية في العالم الإفريقي، كما وصفها الكاتب والفيلسوف جمال حمدان، وعادت إليها مكانتها اللائقة بين الشعوب وألغت بريطانيا وروسيا الحظر، وبدأت الانطلاقة بمعدلات كبرى رغم أزمة كورونا والتى تعاملت معها الدولة بمعايير خاصة أشاد بها العالم واستمرت الزيارات السياحية وقت الأزمة نفسها ثم تلتها أزمة أوكرانيا، واستأنفت رحلات الطيران من روسيا إلى مدينتي شرم الشيخ والغردقة بعد توقف منذ عام 2015، وكذلك رحلات الطيران من إنجلترا إلى شرم الشيخ.
وتابع الدكتور عبد الرحيم ريحان: وكان على الدولة مواجهة خسائر قطاع السياحة ووجهت الدولة دعمًا لا محدود لقطاع السياحة من أجل الحافظ على الأيدي العاملة المصرية في قطاع السياحة، من سداد مرتبات العاملين، ومد إعفاء جميع الكافيتريات والبازارات الموجودة بالمتاحف من دفع الإيجارات حتى أكتوبر 2021، وتخفيض نسبة 50% من القيمة الإيجارية عن شهري نوفمبر وديسمبر 2021 ويناير 2022
ونوه الدكتور ريحان إلى التحركات الملموسة فى قطاع السياحة والتى وصلت بها من 5 مليار دولار "2013 - 2014" إلى 12.6مليار دولار "2018 - 2019" ، ففى قطاع الآثار تم إنشاء المتاحف الجديدة مثل "متحف شرم الشيخ وكفر الشيخ والغردقة ومتحف سوهاج القومى ومتحف الحضارة"، وتطوير متاحف تعرضت للتلف بفعل الإرهاب مثل "متحف الفن الإسلامى ومتحف ملوى"، وتطوير ميدان التحرير محط أنظار سياح العالم بتكلفة 150 مليون جنيه، وانتظار العالم لافتتاح الرئيس السيسى للمتحف الكبير، علاوة على استعادة 7387 قطعة أثرية من الخارج بجانب استرداد 21 ألفا و660 عملة معدنية، وتوفير الموارد لانطلاق أعمال التنقيب التى أنتجت اكتشافات أثرية بحجم اكتشاف خبيئة الدير البحرى عام 1881 ومقبرة توت عنخ آمون عام 1922 وهى اكتشاف خبيئة العساسيف بالأقصر والاكتشافات المتوالية بسقارة، علاوة على مائة كشف أثرى بالأقصر وسقارة والمنيا والمنوفية وسيناء عن طريق البعثات الأثرية المصرية التى بلغت 80 بعثة والأجنبية العاملة في مصر والتى بلغت 190 بعثة، كما تم افتتاح أول مصنع للمستنسخات الأثرية في مصر، وتطوير وإعادة تأهيل 24 متحف، ومائة مشروع للترميم والتطوير بمختلف المحافظات، كما شهد قطاع الآثار تنظيم 253 معرضًا دوليًا وإقليميًا منها معرض توت عنخ آمون في باريس، وتساهم هذه المعارض فى دعاية كبرى للسياحة المصرية وتحقق إيرادات عالية، وقد منحت جريدة "يوميوري" اليابانية، مشروع حفظ وترميم الآثار بالمتحف المصري الكبير جائزة "يوميوري" للتعاون الدولي.
وأضاف الدكتور عبد الرحيم ريحان: وتبنت الدولة حدثين تاريخيين أسهما فى عودة الولع بالحضارة المصرية داخليًا وخارجيًا وهما نقل 22 مومياء ملكية من المتحف المصرى إلى متحف الحضارة وافتتاح طريق الكباش فى احتفالية شهدتها كل وسائل الإعلام العالمية وأشعرت المواطن المصرى بقيمة حضارته ونشأ الشغف والحب بين الشباب للحضارة المصرية انعكست على نشاطهم فى وسائل التواصل الاجتماعى.
كما تتبنى الدولة ثلاثة مشاريع قومية لإحياء السياحة الروحية بمصر، والتأكيد على مبدأ تلاقى وتعانق الأديان، باعتبار مصر نقطة الانطلاق لنشر السلام العالمى، وهما مشروع التجلى الأعظم الذى يحول منطقة سانت كاترين إلى ملتقى دولى للسلام والمحبة بين روحانيات المنطقة التى تجلى فيها المولى عز وجل، وناجى فيها نبى الله موسى ربه ثلاث مرات، وتلقى من على جبل طور سيناء ألواح الشريعة، ومشروع إحيار مسار العائلة المقدسة كطريق للحج فى مصر الذى يستهدف 2.3 مليار مسيحى فى العالم لو حصلت مصر منهم على نسبة 2% فقط فقد ضمنت دخول 46 مليون سائح مما ينعش الحياة الاقتصادية فى مصر، ومشروع تطوير القاهرة التاريخية وإحياء مسار آل البيت.
وتابع الدكتور ريحان بأن قطاع السياحة شهد إعادة تقييم المنشآت الفندقية وفقًا للمعايير الجديدة لتصنيف المنشآت الفندقية (HC)، كما تعاقد الاتحاد المصري للغرف السياحية مع شركة عالمية متخصصة لإعداد استراتيجية وطنية للسياحة المستدامة في مصر بالتعاون مع الوزارة
وتم افتتاح 85 مشروعًا سياحيًا بطاقة 10 آلاف و792 غرفة فندقية و34 ألفا و183 وحدة إسكان سياحي، وميكنة خدمات الإدارة المركزية للمنشآت الفندقية والمحال والأنشطة السياحية، واستحداث خدمة إرسال رسائل نصية قصيرة للسائحين عند وصولهم تحمل رقم الخط الساخن المخصص لهم من الوزارة، بالإضافة لأرقام الطوارئ الأخرى.
كما تم تنفيذ عدد من الرحلات التعريفية لمنظمي الرحلات والدبلوماسيين والصحفيين والمراسلين والقنوات التليفزيونية المحلية والدولية والإقليمية، واستضافة مدونين ومؤثرين مصريين وعرب وأجانب من جنسيات مختلفة يتمتعون بنسب متابعة عالية على مواقع التواصل الاجتماعي واستضافة العديد من البطولات الرياضية والمهرجانات والفعاليات المحلية والدولية ومنها بطولة العالم لكرة اليد للرجال 2021- بطولة العالم للرماية- ماراثون الأقصر الدولي للجري- بطولة الجونة للإسكواش- رالي تحدي صحراء مصر- مهرجان الطبول الدولي للإنشاد والموسيقية الروحية- مهرجان أسوان للمرأة- مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
علاوة على إنتاج مجموعة من الأفلام الترويجية والتوثيقية مثل فيلم "مصر الحضارة" عن جهود الدولة في مجال الآثار، وفيلم ترويجي للأسواق العربية، وفيلم توثيقي لأعمال إعادة الألوان لمعابد الأقصر والكرنك وإسنا ودندرة، و27 فيلمًا لإبراز المقومات السياحية بكل محافظة من محافظات الجمهورية
وكذلك إطلاق عددًا من الحملات الترويجية لتشجيع السياحة الداخلية والوافدة مثل: مبادرة "شتي في مصر" لتشجيع السياحة الداخلية، وإطلاق فيلم ترويجي للمبادرة وشراء مساحات إعلانية- وحملة ترويجية في السوق العربية بعنوان "الصيف في مصر حكاية" في مايو 2021، وإطلاق الجزء الثاني من الحملة في يونيو بعنوان "مصر في عيون سفراء الاتحاد الأوروبي"، قام من خلالها سفراء دول الاتحاد الأوروبي بالقاهرة بنشر أكثر من 20 فيلمًا للترويج للأماكن السياحية والأثرية المصرية المفضلة لهم ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بهم وبسفارات دولهم.
كما نظمت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي في السوق الروسية، حيث فازت مصر بأفضل حملة ترويجية رقمية على منصات التواصل الاجتماعي في روسيا في نوفمبر 2021، كما فازت بجائزة أفضل فيلم دعائي في الشرق الأوسط لفئة القصص الاستثنائية عن السياحة المستدامة.
وأطلقت وزارة السياحة والآثار عددًا من المسابقات لتشجيع السياحة ورفع الوعي السياحي مثل مسابقة فوازير رمضان للأطفال بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، ومسابقة "في كل شبر حكاية"، فضلا عن التعاقد مع شركة دولية جديدة لإدارة موقع وصفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالترويج السياحي.
كما أطلقت وزارة السياحة والآثار حملة Same Great Feelings على منصات التواصل الاجتماعي المصرية والعربية والدولية بهدف تعريف المسافرين بالمقصد السياحي المصري وطمأنتهم وتشجيعهم على زيارة مصر، استهدفت أسواق أوكرانيا وإيطاليا والسعودية والتشيك وبولندا والامارات وبيلاروسيا وألمانيا وغيرها من الأسواق الرئيسية المصدرة للسياحة الى مصر.
وأردف الدكتور ريحان بأن هذه الطفرة شهد بها العالم أجمع حيث تقدمت مصر 18 مركزًا في مؤشر تنافسية السياحة والسفر في الفترة من 2015 وحتى 2019، كما أكدت مجلة "travel inside" أن مصر الأولى عالميًا بين الوجهات السياحية الأكثر طلبًا خلال الفترة الحالية، لتتفوق بذلك على العديد من المقاصد السياحية الأخرى كجزر المالديف وجزر الكاريبي، كما أكد المجلس العالمي للسفر والسياحة، حصول مصر على خاتم السفر الآمن، فضلا عن اختيار موقع "tripadvisor"- الذي يعتبر أكبر منصة للسفر في العالم- مدينة الإسكندرية أحد أفضل الوجهات السياحية الرائجة على مستوى العالم، حيث جاءت في المركز 23 عالميًا، كما اختارت الإيسيسكو القاهرة كعاصمة الثقافة لدول العالم الإسلامى 2022.