ليس أهم من التعليم، قضية تجمع المصريين من كل الفئات والاتجاهات، وخلال السنوات الأخيرة، تحركت هذه القضية وأخذت جهدا من الدولة، وبالرغم من تحديات الإرهاب والاقتصاد، تضاعفت موازنة التعليم، سواء فى البنية الأساسية المدارس والفصول، أو فى العناصر المهمة، ومنها المعلم، الذى يمثل أحد أهم ـ إن لم يكن أهم ـ أسس التعليم، ومن خلال يوم تفوق الجامعات واستعراض ما تحقق فى تقدم الجامعات المصرية فى ترتيب الجامعات الدولية، يمثل شهادة بجحم ما تم بذله.
ومن واقع ما يحقق الشباب المصرى داخليا وخارجيا، فإن هناك أهمية لرد اعتبار هؤلاء الشباب، والتعليم بشكل عام، لما يحققونه مع أقرانهم، ومع هذا فإن قضية التعليم تمثل أحد أهم ما يمكن أن يكون مجالا لعمل مستمر، ونقاش بدأ مع الحوار الوطنى، وتبلور فى المجلس الأعلى للتعليم ككيان يتابع العملية التعليمية، وخطط الدولة، ومطالب المجتمع، وكيفية الموازنة بين مخرجات التعليم وسوق العمل، بما يمنح الشباب المصرى الفرصة لتحقيق ذاته، ورسم مستقبله، وربما لم نصل إلى الواقع الذى نريده، لأسباب كثيرة، فإن المرحلة القادمة بعد تخطى الإرهاب وأزمات متتالية، أن يكون التعليم والعلم والبحث العلمى فى المكانة التى يستحقها بالدولة والمجتمع.
الرئيس السيسى تحدث مرات عن أهمية تطوير التعليم العالى ليتناسب مع احتياجات السوق، والتوسع فى الجامعات التكنولوجية ودعم التخصصات الحديثة فى الجامعات، ولفت النظر مرة أخرى من الإسماعيلية إلى أننا نجد الكثير من الخريجين بلا فرص عمل بينما هناك وظائف بالداخل والخارج تحتاج إلى خريجين متخصصين، وهو ما يعيدنا إلى مفارقة كون مكتب التنسيق يقدم عدالة شكلية، ولا يساهم فى حل المشكلة الخاصة بتوازن الوظائف والمناهج، ولهذا انتبه الرئيس لهذه المفارقة، ودفع لعلاجها، من خلال التوسع فى هذا التعليم المطلوب، والذى يعالج خلل التعليم والتوظيف.
وإذا كانت الجامعات نجحت فى تحقيق تقدم فى مؤشرات وترتيب الجامعات الكبرى هناك مؤشرات أخرى، أن الشاب يسافر ليعمل فى الخارج ببعض المعادلات والمهارات، فى تخصصه أو فى تخصص آخر، المهم أنه يجد مكانا، بما يشير إلى أن الأساس جيد، وأن المطلوب أن يتم منح الفرصة لكل الطلاب بالمزيد من المناهج والعمل الحقيقى، وفرض أنظمة للتعليم وليس فقط لاجتياز الامتحانات، واستغلال النقاط الإيجابية، ومعالجتها وتوسيع النقاش بين الخبراء والمجتمع، للوصول إلى أفضل الخيارات للطالب والجامعة والمجتمع، يتطلب الخروج من التهويل أو التهوين، والشعور بالدونية، والسعى لطرح نقاش حقيقى وجاد.
الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الإسماعيلية تحدث عن مرحلة انتقالية 10 سنوات تخطى فيها المصريون تحديات وتهديدات فككت دولا، وتم خلالها سد ثغرات البنية الأساسية فى التعليم والصحة، من خلال المبادرات المختلفة التى ساهمت فى التعامل مع التحديات، وهزمت فيروس سى، والعشوائيات، وعجز الطرق، والطاقة والزراعة، وآن الأوان لمعالجة قضية التعليم بوضوح، وأن يكون المجتمع طرفا فى النقاش، بحيث يكون هناك إدراك لطريق يستغرق وقتا لكنه يضع القواعد الحاكمة، لتعليم مستمر وواقعى وحديث.
على سبيل المثال فإن العالم يتجه الآن إلى التوسع فى استخدام الطاقة الشمسية والمتجددة والحيوية، ومضاعفة التوجه نحو أدوات إنتاج الطاقة المتجددة، خاصة الطاقة الشمسية وتوسيع صناعات مستلزمات الطاقة الشمسية، فى الزراعة والمنازل بما يوفر طاقة نظيفة رخيصة للزراعة والاستخدام المنزلى، ويوفر فى استهلاك الوقود، ويمكن دعم أبحاث إنتاج وحدات توليد شمسية أو سخانات للمياه، بما يساهم فى خفض الأسعار، ونفس الأمر فى إنتاج الوقود الحيوى، وإعادة تدوير المخلفات الزراعية والحيوانية، وهناك نماذج تم تركيبها ونجحت فى القرى والمحافظات شمالا وجنوبا، ويمكن دراسة هذه النماذج وإدخالها ضمن مناهج الدراسة بكليات الهندسة والعلوم بالشكل الذى يجعلها ضمن مناهج التعليم المرتبطة بالتنمية والتحديث والتخصصات المطلوبة لسوق العمل.
الشاهد أن العلم هو الحل والطريق لخلق فرص عمل، وعوائد، ومعالجة المشكلات.