زكى القاضى يكتب: 10 أدوات وطنية فى مشهد أكتوبر 1973.. الوعى القومى المصرى يتفق على الحرب.. المجهود الحربى يجمع القوى الوطنية.. التمويه والخداع الاستراتيجي يربك العدو.. وغباء الاسرائيليين يدفعهم للهاوية

الجمعة، 29 سبتمبر 2023 01:00 م
زكى القاضى يكتب: 10 أدوات وطنية فى مشهد أكتوبر 1973.. الوعى القومى المصرى يتفق على الحرب.. المجهود الحربى يجمع القوى الوطنية.. التمويه والخداع الاستراتيجي يربك العدو.. وغباء الاسرائيليين يدفعهم للهاوية حرب أكتوبر - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يوجد فى تاريخ مصر تاريخ يضاهى عظمة ولحظة ما تم  أيام 6 أكتوبر 1973، ففى تلك اللحظات اختارت مصر أن تستعيد قيمتها وأصلها وكرامتها، وسط كم من الضغوط والتحديات غير المسبوقة، وهذا أمر سجلته  كل الأبحاث العسكرية العالمية والإقليمية، وتسجله كل مراكز الأبحاث الاستخباراتية حول العالم، ويبقى الأكيد أن تلك الأبحاث جميعها لم تسجل أو تستطيع قراءة ما كان يغلى داخل المصريين، فالمصريون شعب يظهر طيبته دائما، لكنه يحمل بداخله براكين الغضب وقت الحقيقة، وهو ما تم فى يوم 6 أكتوبر 1973، واستطاع المصريون الحفاظ على سيرتهم وأرضهم وقيمهم، واختاروا أن يقفوا مع وطنهم ضد عدو خبيث ومنتشر ولديه سطوة الأموال والنفوذ حول العالم، لكنه لم يدرك أنه يتعامل مع المصريين لا مع أى شعب آخر.

غباء للعدو يتغافل كل دلائل الحرب 

سؤال يمكن التفكير فيه بمنطقية شديدة، وهو كيف كان الإسرائيليون بهذا الغباء؟!، بحيث لم يشاهدوا كل تلك القرائن والدلائل التى تؤكد أن المصريين سيحاربون سيحاربون، وأن لحظة الحرب لا يحددها فرد، ولا ينقلها متداخلون فى المشهد، فالحرب مكتوبة على المصريين دائما، وفرصة استعادة كرامتهم لا يتركونها مهما مر الزمن، والشواهد كثيرة منذ الاحتلال العثمانى والفرنسى والإنجليزى، وكلها لم تنل من عظمة المصريين، بل كانت لحظة الحرب موجودة فى كل لحظة تمر فى بيوت المصريين، ولم يخرج المصريون من الجيش، بل ظل بعض من الجنود فى فترة تجنيد تزيد على 6 سنوات، لا يتركون مكانهم، ولا أدوات تدريبهم، ويلحون على قادتهم، قائلين فى كل وقت: «متى سنحارب؟».. «متى نستعيد أرضنا وكرامتنا وشرفنا وعرضنا؟»، هى تلك الكلمات ذاتها التى أكدها عشرات الأبطال الذين التقيناهم على مدار السنوات الماضية، وفى هذا العام أيضا الذى تحتفل فيه مصر بمرور 50 عاما على حرب أكتوبر، وهى الذكرى التى لن تمر بسهولة على المصريين وعلى غيرهم من المتابعين، فكل شبر على أرض مصر سيحتفل خلال شهر أكتوبر 2023، بذكرى الانتصار والعبور.

حرب الاستنزاف.. معارك الألف يوم

تعتبر حرب الاستنزاف من الحروب التى يجب التذكير بها دوما، خاصة للأجيال الجديدة، ففى تلك الحرب التى استمرت ألف يوم، استطاعت القوات المسلحة المصرية التعرف على طبيعة العدو، ومدى استجابته، وكذلك التسلسل القيادى وسرعة تنفيذ الأوامر، كما ساهمت بشكل رئيسى فى كسر الحاجز النفسى بين مطلب شعبى داخل صفوف القوات المسلحة لضرورة الحرب، وبين فكرة وقرار الحرب الحقيقى الذى حدث فى 6 أكتوبر، لذلك كان لزاما على القيادة وقتها إيجاد طريقة ووسيلة لتوجيه الطاقة الكبيرة والغليان فى صفوف الجيش، نحو العدو الحقيقى، لذلك كانت فكرة حرب الاستنزاف، وهى الحرب الممهدة لحرب أكتوبر.

الأبطال فى العقل الجمعى المصرى

تضيع الأمم بضياع تاريخها، وتختفى الدول حينما ينقطع الاتصال الجيلى بين الأجيال وبعضها البعض، ولذلك فنقل سيرة الأبطال من جيل لجيل يجب أن يستمر، ويجب أن يكون هناك دائما شعور قومى بعظمة ما فعله المصريون فى اللحظات التاريخية، خاصة أن تضحيات أكتوبر 1973 كانت تضحيات مباشرة وواقعية ويمكن قياسها، فآلاف الشهداء سقطوا بالفعل، وآلاف المصابين دخلوا المستشفيات واقعيا، وتلونت الأرض بلون الدماء فى صورة لا تتكرر كثيرا، لذلك كان الواجب الوطنى يتوافق مع العقل الجمعى المصرى، واستمرت سيرة الأبطال تنتقل من جيل لجيل، فالجميع يتذكر المشير أحمد إسماعيل مشير النصر، والفريق سعد الدين الشاذلى رئيس الأركان، والمشير عبدالغنى الجمسى، والمشير أحمد بدوى، واللواء سعد مأمون، والفريق محمد على فهمى، والفريق أول محمد فوزى، وغيرهم من القادة الأبطال فى الفترة بين 1967 وحتى تحقيق انتصار أكتوبر العظيم.

حرب أكتوبر.. صمت يحمل كل معانى الكلام

قدمت مصر فى حرب أكتوبر 1973 دراما شعبية ومفارقات فى غاية الغرابة، تستحق أن يدرس فيها كل التفاصيل، فالشعب المصرى كان يقف بجانب قواته المسلحة طوال السنوات الست بين 1967 وهى لحظة النكسة، وهزيمة الغفلة التى ابتليت مصر بها، فى حين كان هناك مجهود حربى يتم فى كل تفصيلة فى مؤسسات الدولة، واتفق الجميع على الصمت الذى يحمل كل معانى الكلام، وكان الجميع أيضا يترقب، وقت و لحظة العبور التى ينتظرها ملايين المصريين، ومنهم من عاصر حروب 1948، وحرب 1956، وحرب 1967، وكلهم لديهم تطلعات بلحظة استعادة أرضهم، من العدو الذى كان يذيع فى كل العالم، أن سيناء لن تعود مرة أخرى للمصريين.

استخبارات وأجهزة معلومات.. عين الوطن التى لا تنام

دور أجهزة الاستخبارات والمعلومات فى الحروب، من أهم الوسائل التى يمكن الاعتماد عليها فى تحقيق الانتصار، بل إن العدو الاسرائيلى حتى الآن يحاسب أجهزة استخباراته ويجعلهم سبب الهزيمة الأول، ومعظم من تم تحويلهم للمحاكمات لديهم كانت من أجهزة الاستخبارات، وذلك لما لها من دور رئيسى فى الانتصار، وهو ما يعكس ويؤكد قيمة ما فعلته أجهزة الاستخبارات المصرية فى حرب اكتوبر، بحيث قامت بعملها على أكمل وجه فى ظل ظروف فى غاية الصعوبة، وربما يكشف التاريخ عن كثير مما قاموا به، لأن الشواهد كلها تؤكد أن قيمة وعظمة ما فعله أبناء أجهزة المعلومات المصرية، كان سببا فى محاكمة نظرائهم فى الجانب الآخر.

معارك شهيرة مهدت لحرب عظيمة

فى حرب الاستنزاف قامت آلاف العمليات الخاصة ضد العدو، ووقع مئات الشهداء أيضا، لكننا نجحنا فى كسر هيبة العدو بكل المقاييس، بل كان هناك فخر وتنافس بين أبطال الجيش، ويأخذون عليه أنواطا فى عدد مرات العبور، بل إن أشهر المجموعات القتالية التى نفخر بسيرتها حتى الآن وهى المجموعة 39 قتال، نالت شهرتها من معارك حرب الاستنزاف، أيضا من أشهر معارك الاستنزاف معارك رأس العش وكبريت وتدمير المدمرة إيلات، وهى معارك تمت بعد النكسة بأسابيع، مما يدل على أن الجيش المصرى قرر أن يستعيد الأرض منذ اللحظة الأولى.

الوعى القومى المصرى.. حرب حرب حرب

كان الوعى القومى المصرى يدرك منذ 5 يونيو 1967 أن استعادة الأرض مقدمة على كل شىء حتى الأكل والشرب، لذلك كان المصريون يربطون على بطونهم، وبالفعل تحقق ذلك الأمر بوعى من المصريين أنفسهم، وتشكل وعيا قوميا ضاغطا يستهدف استعادة الأرض بأى شكل، وشارك المصريون فى تجميع الأموال من أجل تسليح الجيش المصرى، وقلت معدلات الجريمة فى الشوارع، فالكل يرى هدفا واحدا وهو الحرب من أجل استعادة الكرامة الوطنية، والوعى القومى هو الأداة الوطنية الأعظم لتجميع الكتلة الصلبة للشعب، وكلما تم تغذية ذلك الوعى بمعلومات سليمة وواضحة، كلما كان الدعم حقيقيا، وتشكلت كتلة صلبة قادرة على الاستمرار والمواجهة، وهو الأمر الذى تحقق فى أكتوبر 1973، حينما تيقن المصريون أن الطريق الوحيد لاستعادة أرضهم هو الحرب ولا بديل عنها.

بيوت مصرية تؤمن بالحرب وتدعمها

كل الروايات التى سجلناها من أبطال حرب أكتوبر، تؤكد أن البيوت المصرية كانت تؤمن بالحرب، وكانت تغذى أبناءهم بتلك الروح، فالجميع يذهب للجيش وهو مشروع شهيد، وهى الكلمات التى ينطقها الجميع من الأبطال، يقولون دائما فى رواياتهم، إن زوجاتهم وأمهاتهم كانوا فرحين وقت ذهابهم للجبهة، ويعلمون أن الحرب يجب أن تأتى، ولديهم قبول تام للتضحية، وكانوا ينتظرون بجوار الراديو لسماع لحظة العبور الحقيقية.

تمويه وخدع استراتيجية وأمور أخرى

حرب التمويه من الحروب التى يجب الوقوف عندها طويلا، فالعدو يقرأ فى الجرائد والصحف حول سفر الضباط المصريين للعمرة، وحديث حول الإجازات فى صفوف القوات المسلحة، والمباريات تستمر بدون توقف، وحفلات الطرب أيضا، كان الجميع يشارك دون أن يدرى فى حرب عظيمة للغاية، هى حرب الخداع الاستراتيجى، وهى الحرب التى عززت غباء العدو الإسرائيلى، فكان يرى الصورة دون أن يحلل تفاصيلها، ولو أن هناك محللين على قدر الحدث، لقاموا بتحليل المشهد بشكل أكثر عمقا، فالمصريون لا يحتفلون أبدا وعليهم ثأر، والقوات المسلحة لا تعطى إجازات ولديها مهمة عالقة، والحركات التى تكتسى بفكرة التقليدية، هى حركات تحمل مضمونا مغايرا بكل تأكيد، لكن تفاصيل الخطة بكل تأكيد كانت أكبر من فكرة التحليل والقراءة، فالمصريون مشتركون فيها جميعا دون أن يعرفوا، ولذلك استمر المشهد بتلك الوتيرة حتى يوم الحرب نفسه.

مباراة خادعة وجمهور يشارك فى الخداع

يوم 6 أكتوبر 1973، امتلأت مدرجات نادى الترسانة لمتابعة مباراة كرة القدم بين غزل المحلة فى الدورى الممتاز، وبالفعل انطلقت المباراة فى الساعة الثانية والنصف ظهرا، أى بعد موعد العبور بنصف ساعة فقط، كان اللقاء يسير بشكل طبيعى، حتى لاحظ لاعبو المحلة أن جماهيرهم تهتف لفريق الطيران ولاعبيه دون سبب يذكر خلال الشوط الأول، وذلك لأن جمهور المحلة سمع فى «الراديو» بيان الإذاعة بصوت الاعلامى حلمى البلك والاعلامى الراحل يحيى عبدالعليم عن  بداية المعركة وعبور الجنود المصريين خط القناة فهتفوا بالنصر ولنادى الطيران ، تحية لدور الطيران الحربى فى المعركة والضربة الجوية الأولى.
 
8a6f6c38-4504-46c4-b8a4-d41331316e7e









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة