تحدثنا فى مقال أمس عن مواصلة حكومة اليمين المتطرف فى إسرائيل الادعاءات والافتراءات بشأن ما يحدث الآن في غزة وكذبها أمام محكمة العدل الدولية بشأن منع مصر إدخال المساعدات الإنسانية في مشهد مخزى ومنافى للحقيقة والواقع، خاصة أن هناك شهادات لزعماء وقادة العالم – داعمين للكيان - تحدثوا وأتوا إلى مصر ووجهوا الشكر للقيادة السياسية المصرية لما تقدمه من جهود وتحركات لإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية، غير أن مصر هى صاحبة الـ 70% من حجم هذه المساعدات التي تم إدخالها للقطاع من خلال ملحمة التحالف الوطنى والعمل الأهلى المصرى الذى قدم النموذج في نصرة أشقائه في غزة والكل رأى اصطفاف سيارات التحالف وقرارات مصر بشأن ضرورة إدخال المساعدات دون قيد أو شرط .
وانطلاقا من نظرية "اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس" تواصل إسرائيل استراتيجيتها في صناعة الكذب والتعامل معه كبضاعة تروجها في الأسواق، وما يحدث مع عملية طوفان الأقصى وتسويقها للعالم على أنها هجوم إرهابى وأن ما تفعله من قتل ودمار وخراب وإبادة يأتى كدفاع عن النفس، خير نموذج.
فقولا واحدا، وصف عملية طوفان الأقصى عمل إرهابى يأتى ضمن سلسلة الأباطيل الفاضحة التى يستخدمها الكيان لتبرير ما يفعله، فالأمم المتحدة – مثلا - تعترف أن إسرائيل طرف محتل لكنها في ذات الوقت لا تعترف بأن عملية الطوفان مقاومة للمحتل وهذا بمثابة تناقض صارخ وازدواجية للمعايير.
وظنى، أن ما يعزز هذه الأباطيل الفاضحة والتناقضات الفجة، أن العالم كله يعلم أن إسرائيل تحاصر غزة برا وبحرا وجوا منذ 2006 وطالبت مرارا وتكرارا لرفع هذا الحصار بل تعرضت لعمليات عسكرية عديدة من قبل الاحتلال بدأتها إسرائيل وعندما تقرر أن تدفع هذا الحصار يعتبرونه عملا إرهابيا.
بل الأغرب في سلسلة الأباطيل المفضوحة لتل أبيب بشأن عملية طوفان الأقصى، أنهم يتناسون أو يتغافلون عن أن هذه العملية تمت في أرض فلسطينية ولست جزءا من أرض الكيان، وإنما استولت عليها إسرائيل، متجاهلين حق الفلسطيننين في استرادد أرضهم المسلوبة.
لذلك، فان الشر المطلق الذي تمثله إسرائيل يجعلها تقلب القيم رأسا على عقب، فتعتبر الدفاع عن النفس من حقها، لا من حق المعتدى عليه، وهو ما انتهجته في دعوى جنوب أفريقيا ضدها أمام محكمة العدل الدولية، حيث نفت ارتكاب إبادة جماعية وادعت أن حربها على غزة "دفاع عن النفس".. نصر الله أشقائنا فى فلسطين