شيشرون، كاتب روماني وخطيب روما، ويعد مرجعا لقوة الخطب في روما القديمة بل إنه صار نموذجا في العالم كله في هذا المجال، وقد ولد في مثل هذا اليوم من عام 106 قبل الميلاد، وهو صاحب إنتاج ضخم يعتبر نموذجًا مرجعيًا للتعبير اللاتيني الكلاسيكي، وكان له العديد من الاسهامات في الفكر السياسى.
ومن أعظم اسهامات شيشرون في الفكر السياسي هو شرحه وتحليله لنظرية الرواقيين في القانون الطبيعي وعنه انتقلت هذه الأفكار إلى الغرب التي كانت مرجعه الأساسي حتى القرن التاسع عشر الميلادي، وقد انتقلت منه أول الأمر على رجال القانون الرومان ثم إلى آباء الكنيسة فكان شرحه هذا يستشهد به خلال القرون الوسطى دائما.
يقول شيشرون: يوجد قانون طبيعي عام ينبثق من واقع حكم العناية الإلهية للعالم كله، كما ينبثق من الطبيعة العقلية والاجتماعية للبشر وهذا البشر هو أدنى ما يكون إلى الله، هذه نظرته لفكرة دستور دولة العالم، أي دستور واحد صالح لكل زمان ومكان لا يتغير ولا يتبدل، وهو ملزم لجميع الناس والأمم، وأي تشريع مخالف لأحكام الدستور هذا لا يستحق أن يسمى قانونا، لأنه من غير الممكن جعل الصواب خطأ، ويرى شيشرون كذلك أن القانون الطبيعي لا يجوز تعطيل أحكامه بتشريعات من صنع البشر.
وخلال عمله كقنصل، تميز فى العمل السياسى، فخلال النصف الأخير من القرن الأول الميلادى الذى انتشرت فيه الفوضى والحروب الأهلية، بسبب ديكتاتورية جايوس يوليوس قيصر، وقف شيشرون ضده وقام بمناصرة الحكم الجمهورى التقليد، لدرجة أنه بعد موت يوليوس قيصر شيشرون أصبح عدوًا للقائد للسياسى لماركوس أنتونيوس فى الصراع على السلطة الذى أعقب ذلك، فقام "شيشرون" بالهجوم عليه بسلسلة من الخطب حيث كان الأخير خطيبًا متميزًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة