أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى موسى فقيه محمد، عن قلقه إزاء التوتر الناجم عن توقيع مذكرة تفاهم بين إثيوبيا وإقليم "أرض الصومال".
ودعا فقيه - في بيان اليوم الخميس، وفقا لوكالة ألأنباء الصومالية (صونا)- البلدين الالتزام بالهدوء والاحترام المتبادل وتجنب أي عمل من شأنه الإضرار بالعلاقات الطيبة بين جمهورية إثيوبيا وجمهورية الصومال، مشددا على ضرورة احترام الوحدة والسلامة الإقليمية والسيادة الكاملة لجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقى، بما في ذلك الصومال وإثيوبيا، مؤكدا أهمية اتباع مبادئ حسن الجوار لتعزيز والحفاظ على السلام والأمن والاستقرار في منطقة القرن الإفريقي.
وحث البلدين على الانخراط في عملية حوار دون تأخير لحل خلافاتهما بطريقة بناءة وسلمية وتعاونية لتعزيز وتعميق الشراكة بينهما من أجل السلام والأمن في المنطقة.. مجددا التأكيد أن الاتحاد الأفريقي سيقف بقوة إلى جانبهما لدعم الحل الإفريقي لهذا التحدي الجديد.
تجدر الإشارة إلى أن "أرض الصومال" لا تحظى باعتراف دولى منذ انفصالها عن جمهورية الصومال قبل أكثر من 30 عاما ورغم أنها تنتخب حكومتها ولها عملتها الخاصة وتصدر جوازات سفر إلا أنها لم تنل اعتراف الأسرة الدولية وتعاني من العزلة وتتميز بموقع استراتيجي في منطقة القرن الأفريقي حيث يحدها خليج عدن من الشمال وتشترك في حدودها مع جيبوتي في الغرب وإثيوبيا في الجنوب.. وتبلغ مساحتها أكثر من 176 ألف كيلومتر مربع مع خط ساحلي يمتد حتى 800 كيلومتر على طول البحر الأحمر.
وكانت "أرض الصومال" وإثيوبيا قد وقعتا يوم الاثنين (الموافق 1/1/ 2024 )في أديس أبابا مذكرة تفاهم تمهد لوصول إثيوبيا - الدولة الحبيسة - إلى الموانئ البحرية وتعزز الشراكة الأمنية والاقتصادية والسياسية بين الجانبين مقابل الاعتراف بانفصال "أرض الصومال" مستقبلا.
يذكر أن علم الصومال تتوسطه النجمة الخماسية التي ترمز إلى المناطق التي يتواجد بها الشعب الصومالي وهي: الصومال البريطاني والصومال الإيطالي والصومال الفرنسي (جيبوتي) وأقليم أوجادين والمقاطعة الحدودية الشمالية.. وإقليم "أوجادين" تسكنه أغلبية صومالية ويقع تحت السيطرة الإثيوبية كان سببا في الكثير من التوترات السياسية بين الحكومات الصومالية والإثيوبية المتعاقبة منذ استقلال جمهورية الصومال حيث شهد أعنف الحروب عام 1977 عندما حمل سكان الإقليم السلاح تحت قيادة "جبهة تحرير الصومال الغربي" في وجه الجيش الإثيوبي بعد سقوط الإمبراطور هيلا سيلاسي بدعم من نظام الرئيس الصومالي الراحل محمد سياد بري.