أوضح محمد حبيب، باحث بدار الإفتاء وأخصائى نفسى فى ملف الإلحاد والتطرف والخطاب الديني، أن الإلحاد من منظور نفسى اجتماعي، يحدث ارتباكًا فى المعايير الأخلاقية، ويمكن أن يؤدى إلى صراع بين الأفراد حول ما هو مقبول وغير مقبول اجتماعيًا، مؤكدا أنه يؤدى إلى شعور بعدم اليقين لدى الأفراد حول كيفية توجيہ سلوكهم الأخلاقي.
واستكمل حبيب، تصريحاته لليوم السابع، أنه على المستوى الفردى الإلحاد قد يضع الفرد أمام تساؤلات وجودية عميقة حول معنى الحياة، أو الغاية من الوجود، أو الموت، أو سبب الشر، مشيرا إلى أن هذہ التساؤلات قد تؤدى إلى ما يُعرف بـ "القلق الوجودي"، وهو شعور بالضياع أو عدم اليقين بشأن مغزى الحياة، والذى قد يُسبب اضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب، خاصة إذا لم يتمكن الشخص من إيجاد إجابات وافية من وجهة نظرہ أو بدائل لتلك الأسئلة.
وتابع: يمكن معالجة الجوانب النفسية والفلسفية للإلحاد؛ فبعض الملحدين ينجذبون إلى الإلحاد نتيجة تجارب شخصية مؤلمة، مثل فقدان أحد الأحبة أو التعرض لأزمات نفسية. وهنا، يمكن أن يلعب العلاج النفسى دورًا فى فهم هذه التجارب وتقديم دعم عاطفي. فالتعافى من هذه التجارب قد يقلل من الانجذاب نحو الإلحاد الذى يمكن أن يكون وسيلة للتعبير عن الشعور بالتمرد أو الألم النفسي، وكذلك بعض الناس يتجهون إلى الإلحاد لأنهم يشعرون بأن الأديان التقليدية لا توفر لهم إجابات مقنعة حول معنى الحياة. وهنا يأتى دور الفلسفة الإسلامية أو النهج الدينى التكاملى الذى يعزز فهمًا أعمق للوجود والروح، مع احترام العقل والتفكير النقدي.
وأكد محمد حبيب على ضرورة مخاطبة الشباب باستخدام أساليب تواصل تتناسب مع اهتماماتهم ولغتهم اليومية، مع تقديم المعلومات بطرق مبسطة وواضحة، مضيفا أن من المهم الاستماع إلى تساؤلاتهم واحترام وجهات نظرهم، وتقديم ردود تستند إلى المنطق والحوار البناء بدلاً من الوعظ المباشر. والاعتماد على الأمثلة الواقعية، والتكنولوجيا، ووسائل التواصل الاجتماعى يساعد فى إيصال الرسائل بشكل فعّال. كما أن التركيز على القيم الإنسانية المشتركة، وتعزيز التفكير النقدى بطرق محفزة، يمكن أن يجعل الحوار أكثر تأثيرًا ويشجع الشباب على التفاعل والتفكير بعمق.