ميخائيل جورباتشوف.. "الشيوعى الأخير" تكرهه روسيا ويقدره الغرب

الإثنين، 14 أكتوبر 2024 09:00 م
ميخائيل جورباتشوف.. "الشيوعى الأخير" تكرهه روسيا ويقدره الغرب ميخائيل جورباتشوف
محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قبل نحو عشرين عامًا نشر الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف، ديوانه المعنون "الشيوعي الأخير يدخل الجنة" لكن يبدو الواقع أبعد عن الشعر، وأن قصيدة الشاعر العراقي الراحل كانت حالمه أكثر من اللازم، لأن الواقع يقول إن الشيوعي الأخير وهنا الإشارة إلى الزعيم السوفيتي ميخائيل جورباتشوف، لم يسلم من انتقادات شعبه، ودخل الرجل جحيم التاريخ من أوسع أبوابه، بعدما شهد على انهيار الاتحاد السوفيتي ومن بعده اتحاد الجمهوريات السوفيتية ليكون الرجل شاهد على انهيار الدولة الشيوعية الكبرى مرتين.

وتمر اليوم الذكرى الـ 34 على منح الزعيم السوفيتي ميخائيل جورباتشوف (ولد 2 مارس 1931 -30 أغسطس 2022)؛ جائزة نوبل للسلام، وكانت تلك المرة الأولى وربما الأخيرة التي تمنح فيها الجائزة الأرفع عالميا في مجال نشر السلام العالمي لزعيم شيوعي، وجاء منح الجائزة في 14 أكتوبر عام 1990، تقديرا لاسهاماته في إنهاء توترات الحرب الباردة منذ وصوله إلى السلطة في عام 1985، حيث تعهد جورباتشوف بتركيز المزيد من الجهود والأموال على خطط الإصلاح المحلية الخاصة به من خلال بذل جهود غير عادية للوصول إلى تفاهمات السياسة الخارجية مع العالم غير الشيوعي.

ميخائيل جورباتشوف، واحد من أكثر الشخصيات السوفيتية إثارة للجدل، بل إنه أصبح الرجل الأكثر تعرضا للهجوم في روسيا بعد زوال الاتحاد السوفياتي، خاصة أنه شهد انهيار الاتحاد السوفيتي، وهو صاحب لقب أول وآخر رئيس لجمهوريات الاتحاد السوفياتي، ورغم أن الرجل غاب عن المسرح السياسي لثلاثة عقود كاملة حتى وفاته قبل عامين، لكنه لم يسلم للحظة من السجالات التي أُثيرت حوله.

كره جورباتشوف في روسيا، يواجهه احترام وتقدير في الغرب، ولعل ذلك ما ساعد بأن يصبح مكروها بشكل متزايد في الداخل، إذ كان محبوبًا لدى زعماء العالم في "الغرب" باعتباره الرجل الذي قام سلميًا  بتفكيك الاتحاد السوفياتي، حتى لو أنه كان يحاول إنقاذ طابعه الاتحادي.

الرجل الذي جلب "المحنة والحزن والبؤس" هكذا نظر الكثير من الروس إلى جورباتشوف، فخلال التحضيرات للاحتفال بمرور ثلاثة عقود على هدم جدار برلين، فتحت الأوساط السياسية الروسية الدفاتر القديمة، ورأت تصريحات أن القيادة السوفياتية ارتكبت أخطاء فادحة في تعاملها مع الغرب في ذلك الوقت. ورأت أنها أظهرت "سذاجة" في التعامل مع الوعود الغربية، ورأى الرئيس الروسي بوتين "أن الزعيم السوفياتي السابق أخطأ في عدم مطالبته بضمانات مكتوبة بعدم توسيع حلف الأطلسي شرقاً، عبر ضم بلدان دخلت تحت نفوذ الدولة السوفياتية". ورأى أن جورباتشوف تعرض لخدعة غربية، وأن السذاجة التي تعامل بها الاتحاد السوفياتي مع الوعود البراقة من جانب الغرب، فتحت الطريق لتوسيع "الأطلسي" والسعي إلى تطويق روسيا عسكريًا.

إلا أن رد جورباتشوف في ذلك الوقت أنه ما زال "يفخر بالتغيير الديمقراطي في ألمانيا الشرقية ودول أخرى في الكتلة السوفياتية؛ لكنه لم يفترض أن الجدار سوف يسقط بهذه السرعة"، وقلل الزعيم السوفياتي من أهمية الاتهام بأنه تجاهل طلب "اتفاق مكتوب" يضمن عدم توسيع "الأطلسي" لاحقاً.

رحل جورباتشوف وهو فخور بمواقفه، واتفق الجميع على ألا يتفقوا عليه، بل اختلف الكل حوله، البعض يراه عظيما لأنه كان سببا في إنهاء الحرب الباردة، لكن شعبه لم ينسى له لحظة الانهيار العظيم، وسقوط الدولة الشيوعية الكبيرة "الاتحاد السوفيتي"، ولا يزال التاريخ حائرا أمام الشيوعي الأخير في أكبر دولة شيوعية في التاريخ.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة